أكدّ رئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري مساء أمس الجمعة ( أنّ الارتهان إلى أي إرادة خارجية مرفوض مطلقا , مشيرا إلى أنّه وقف طوال الفترة الماضية ضدّ جميع أنواع التدّخل الخارجي , فيما أبدى رفضه الوصاية الداخلية والخارجية على العراق , وأضاف إننا نرفض الوصاية على الإرادة العراقية من الخارج كما نرفض وصاية كتلة أو حزب أو جهة على كتلة أخرى أو مكوّن أو حزب آخر , ودعا إلى مبادرة حقيقية لوقف التدّخل في الشأن العراقي ) , ويبدو أنّ التصريح الصحفي الذي أدلى به سليم الجبوري , قد جاء ردا على بيان التحالف الوطني العراقي الخجول والمخجل في آن واحد , حيث أبدى التحالف الوطني تحفظه على عقد اجتماعات وندوات تناقش قضايا مصيرية خارج العراق برعاية دولية وإقليمية , وقبل الرّد على تصريح رئيس مجلس النوّاب أود أن أردّ على بيان التحالف الوطني .. بيانكم خجول ومخجل كأدائكم السياسي , ولو كنتم قد خبئتم رؤوسكم بالرمال لكان ذلك أفضل وأكرم وأشرف لكم من هذا البيان المخجل , تعسا لهذه المواقف الجبانة وتعسا لهكذا بيان لا يقوى على رفض خيانة قام بها نفر تمرّس على الطائفية وجلب الأذى لبلدهم وأهلهم .
أمّا بالنسبة لرئيس مجلس النوّاب الذي حنث باليمين الدستورية والتحق بركب خونة الوطن , فيبدو أنّه يريد تبرير فعلته من خلال الكذب والخداع وإظهار نفسه بالمظهر الوطني الحريص على وحدة البلد والذي يرفض التدّخل الخارجي بالشأن الداخلي العراقي , متوهما أنّه بهذه التصريحات المخادعة يستطيع أن يخدع ويضللّ الرأي العام العراقي ويمضي بفعلته بعيدا عن المسائلة والمحاسبة , وبدورنا نقول للسيد رئيس مجلس النوّاب ما يلي :
أولا / أنّ مؤتمر أنقرة لم يكن المؤتمر الخياني الأول ولن يكون الأخير وهو استمرار لمؤتمرات خيانية سابقة عقدت في عواصم عربية وأجنبية , الهدف منها جميعا المضي في مشروع الإقليم السنّي الذي يريده السنّة على غرار الإقليم الكوردي شبه المنفصل .
ثانيا / أنّ جميع هذه المؤتمرات الخيانية عقدت برعاية أجهزة مخابرات دول إقليمية ودولية وبتمويل ودعم سياسي وإعلامي من هذه الدول .
ثالثا / أنّ جميع هذه المؤتمرات عقدت دون علم وموافقة الحكومة العراقية أو التنسيق معها , واشتركت بها شخصيات سياسية مطلوبة للقضاء العراقي .
رابعا / أنّ القانون العراقي قد جرّم كل عمل أو فعل يقصد به المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها , أو كان الفعل من شأنه أن يؤدي إلى ذلك .
خامسا / أنّ الاجتماعات واللقاءات التي تدار من قبل أجهزة مخابرات دول إقليمية ودولية , وهي ليست اجتماعات تشاورية لتنظيم أمور المكوّن السنّي , بل تمّثل أجندات سياسية للدول الراعية والداعمة لهذه الاجتماعات , فلا يحق لأي حزب أو تكتل سياسي يشارك بمثل هكذا اجتماعات أو لقاءات ومهما كان الهدف المعلن عنها .
سادسا / أنّ الدول الخمس التي رعت هذا المؤتمر هي من الدول التي ساهمت وبشكل مباشر بخراب العراق ودماره وإدخال داعش إلى العراق , ولعبت دورا أساسيا في تصعيد الصراع الطائفي والفتنة الطائفية .
سابعا / إنّ مشاركة رئيس السلطة التشريعية في مثل هذه الاجتماعات واللقاءات هو حنث باليمين الدستورية وتبرير لكل من شارك في هذه الاجتماعات واللقاءات التي تستهدف وحدة البلد وسيادته .
ثامنا / ليس لهذه الاجتماعات واللقاءات أي علاقة بمصلحة سنّة العراق , بل هي اجندات سياسية تدخل ضمن دائرة الصراع الإقليمي بين هذه الدول من جهة وإيران من جهة أخرى , وتقويض العلاقة الأخوية بين العراق وإيران وتشويه صورة الحشد الشعبي .
تاسعا / أنّ حضور رئيس مجلس النوّاب بلقاء أو اجتماع يحضره مطلوبين للقضاء العراقي هو جريمة بحد ذاتها واستهانة بالقضاء العراقي .
عاشرا / أن جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر أنقرة قد استلمت مبالغ مالية من قبل الدول الداعمة لهذا المؤتمر من أجل تنفيذ أجنداتها وليس لتقديم المساعدات لنازحي أبناء مدينة الموصل .
ختاما أقول .. أنّ تصريح سليم الجبوري ورّده على بيان التحالف الوطني البائس , هو عذر أقبح من فعل , والرد الذي ينسجم مع الدستور والقانون هو سحب الثقة عن سليم الجبوري لحنثه في اليمين الدستورية وإقالة كل نائب شارك بأعمال هذا المؤتمر الخياني وسحب الحصانة عنهم تمهيدا لتقديمهم للقضاء بتهمة التخابر مع أجهزة مخابرات دولية وإقليمية , وإن كان هذا الأمر لم ولن يحصل في ظل هذه الحكومة وهذا البرلمان الذي اصبح به الشريف كالعملة النادرة