أن ظاهرة الإنتخابات الحرة الديمقراطية هي ظاهرة جديدة وغريبة على العقل العربي والإسلامي المغيب والمثخن بجراح الإرهاب والتطرف الفكري وإقصاء الآخر المغاير لنا في الملة والتفكير, فكيف لنا أن نفهم الانتخابات الأمريكية ونحن لن نمارس الديمقراطية قطعا ولازالت بالنسبة لنا حلما بعيدا عن المنال, أو لازلنا نفهم الديمقراطية هي وسيلة لإفتراس الحكم وتقاسم غنائم السلطة والتأسيس لكانتونات طائفية وأثنية لنهب موارد البلاد وألغاء الدولة, كما هي في التجربة العراقية, أو تجارب ما يسمى ” بالربيع العربي ” !!!.
مزيفة لإمتلاك الحق الديني والأيديولجي والأثني والمذهبي والطائفي، جميع الدول و الدياناتقدسية ب لازلنا نعيشاصبحت تعترف بالاخطاء التي تم ارتكابها باسمها بل وقدمت اعتذارات عن ذلك، هم متصالحون مع تاريخهم و والطوائفيعترفون بالخير و الشر الذي فعله اسلافهم و لايجدون داعي لتزوير حقائق تاريخهم حتى لو كان سيئأ، الا نحن بقينا كتله يب و المشكلة ان هذا التاريخ ينعكس بشكل مخيف على حاضرنا متحجرة كبيرة ندعي المجد و تاريخنا مملوء بالاكاذ !!!. , بل ويشكل مرجعيتنا الأساسية لفهم الظواهر التي تجري من حولناومستقبل الأجيال القادمة
مفرحا للسنة من المسلمين المتطرفين, فهو بقدر فهمهم سيلغي الإتفاق إن الفوز ” الترامبي ” جاء لقد فهمنا ببساطة ساذجةالنووي الإيراني, ويحد من التدخل الإيراني والأجندة الإيرانية في العراق وفي المنطقة عموما, كما جاء فوزه مفرحا للشيعة قناة الجزيرة, كما أبتهجت شرائحمن المتأسلمين السياسيين بأنه سيمحي السعودية من الوجود وقطر وآلتها الاعلامية ين في أمريكا, كما جاء في أن الخلاص قادم لا محال من المسلم وخارجها في أمريكا من مسيحيو الشرق اوسطي متطرفةفوزه دعما ضمنيا للنظام السوري من خلال عدم اعترافه بهوية من يقاتل النظام السوري, وتضامنه الضمني مع الموقف تلك هي مسحة التفكير الثنائي القاتل في مجتمعات تتآكلها ظاهرة ظام السوري, وكل يغني على ليلاه,الروسي لصالح الن !!!. الهوس الديني في مرحلة ما قبل الدولة المدنية
لا تفهم السياسة الامريكية بانها وليدة اللحظة أبدا, بل انها تعتمد على تخطيط مسبق وطويل الأمد, قد يصل في أقل سقف زمني له هو خمسة عقود, وبالتالي فإن مرشح أي حزب مهما كبر حجمه وسلطان نفوذه المالي ما هو إلا موظف يدير ذ القرار في الأمور المختلفة وبالاستناد الى مستشاريه, ومن هنا السياسات الموضوعة, ولكن لديه صلاحيات في اتخانستطيع القول ان السياسة الامريكية تستند الى علم الادارة قبل استنادها الى المزاج الشخصي للرئيس المنتخب, والرئيس للحصر كيف تكمل الادارة وأسوق هنا مثالين فقط لا بسياسات وأدارة الرئيس الذي سبقه.الجديد لا يأتي مقطوع الصلة في عهد الديمقراطي بيل 1998الامريكية بعضها البعض في سياستها الخارجية: قانون تحرير العراق والذي شرع في عام
وأحتل فيه العراق, وكذلك قانون جاستا في مقاضاة الدول الداعمة 2003كلنتون وقد نفذه جورج بوش الجمهوري في فقد شرع في عهد أوباما الديمقراطي وسينفذه ترامب الجمهوري !!!. ديةللإرهاب وفي مقدمتها السعو
في سيكولوجيا الأتصال يمكن فهم الانتخابات الأمريكية كما تفهم غيرها من الظواهر: فهناك مرسل, وهناك مستقبل, وهناك له, يجري الحد منها في مسارات قناة إيصال ومادة إرسال ” الموضوع “, ثم هناك ظروف مصاحبة للأرسال, أو معرقلة , والهدف النهائي هو إيصال الرسالة للمستقبل بدرجة كبيرة من الفهم والنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة, والتي هي الارسال !!!. ولم يحصل في الحالة الأمريكية فوز ترامب وخسارة هيلاري كلينتون, أو إحتمالات العكس كما كان متوقع عالميا
رسالة ترامب الانتخابية وما أعقبها من فوز له تفهم بأنها انتصار لليمين المتطرف, وانتصار للتقارب الأمريكي كانت الروسي, وانتصار للعرق الأبيض, وانتصارا للإسلاموفوبيا, وانتصار للأنكلوسكسونيا, وانتصار للعزلة وجدار الفصل بين ار لرافضي الإجهاض, وانتصار لأعداء المثلية الجنسية والحريات أمريكا والمكسيك, وانتصار للعرق الأبيض, وانتصوانتصارا لمعارضي الهجرة والمهاجرين, وانتصارا لخفض الدعم الأمريكي لحلف الناتو وترك الدول تدافع عن الجنسية,ة الرأسمالية وخفض أمنها بمفردها, وانتصارا للتمركز حول الذات الأمريكية بعيدا عن العالم, طبعا وانتصارا لليبراليالضرائب على الأغنياء, وأختزال الضمانات الاحتماعية والحد من دعم البطالة, ونهاية لمشروع أوباما للخدمات العلاجية العليا, وفي أضيق نظاق شخصي اعتبر فوز ترامب هو فوز لسيدة المجانية والتوجه أيضا لتغيرات جوهرية لقضاة المحكمة ني ترامب ” والتي استخدم تاريخها الشخصي للتضييق على فرص انتخاب ترامب !!!.أمريكا القادمة ” ميلا
كان محتوى رسالة ترامب الانتخابية موجها الى العقلية والضمير والشخصية الأمريكية الكلاسيكية مستفزا لشعبويتها دها حروب اقليمية واحتلالات, المتمركزة حول الذات القومية, في ظل تجارب رئاسية جمهورية وديمقراطية, كان حصاودعم الارهاب الاسلامي التكفيري وخاصة المتمثل بما يسمى ” بالربيع العربي ” وولادة حركات أرهابية أكثر تطرفا تدخلات أمريكا في تعقيد انتقال هذه المجتمعات صوب الديمقراطية والتعددية ودمارا للإنسانية كداعش مثلا, وقد أسهمت آمنا, كما في الحالة العراقية, وقد لحق دمارا هائلا في البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية إنتقالا سلسا وبناء المستقبل لأجيال قادمة, وبالمقابل عرض أمن أمريكا الى مزيدا من المخاطر والاستنزاف في والثقافية مما غيب فرص !!!. ها وتحالفاتها اتجاه أوربا وغيرها من دول العالم, الى جانب مسؤوليتالموارد والضحايا البشرية
لقد استطاع ترامب بخطابه المرسل الى الشعب الأمريكي, الى جانب مزاياه الشخصية في ذهنية منتخبيه, وليست السياسية, أصوات كونه رجل أعمال ناجح وذو شأن اجتماعي وخصوصية أسرية يعجب بها الأمريكي قبل غيره أن يستحوذ على الأغلبية الانتخابية. وبالمقابل فشلت هيلاري كلينتون السياسة المتمرسة ومن وقف معها: من الاعلام الاوربي ووسائل المفرطة, إنطلاقا من امنيات ومصالح أوربا في فوزها في توقعات فوز كلينتون تضخم التواصل الاجتماعي العالمية والتي في نطاق الاقتصاد والأمن والعلاقات العامة والدفاع المشترك !!!. ورباللإبقاء على الدعم الامريكي لأ
في الحملة الاعلامية ضد انتخاب ترامب أستخدمت جزئيات كثيرة للحد من صعوده, سواء في الاعلام الأوربي وكذلك في العالمي والأقليمي بفوز ترامب, الأعلام العربي والإسلامي, فقد ركز الأعلام المضاد حول المخاطر الأمنية على الصعيد وأحتمالات نشوء حروب جديدة قادمة أوربية وأقليمية عربية وأسلامية بفعل توقعات لغياب الدور الأمريكي الفعال, وقد , ركز الأعلام حول أمية ترامب السياسية وعدم مقدرته على الصعيد العالمي, وأنه رجل أعمال وليست سياسي ” محنك “ثم هجره, 1987قبل عام تؤكد المعلومات حول سيرته الشخصية أنه كان في أحضان الحزب الديمقراطي ولكن خلاف ذلكوألتحق بالحزب الجمهوري وتركه أيضا ثم عاد أليه, وسيعمل مع الجمهوريين, وفي ظل برلمان ومجلس شيوخ أغلبه من في السياسية, فالمصالح الأقتصادية وتأمنيها تستدعي الجمهوريين, ولا أعتقد لرجل بارع في الأقتصاد والمال أن يكون أميا معارفا سياسية رفيعة, وبالنتيجة العامة فالسياسة وليدة الأقتصاد !!!.
للحد من صعوده, وتصدرت صفحات الاعلام العالمي ساءوفي جزئية أخرى استخدمت فيها الجانب الجنسي وعلاقاته مع النب من الأباحة, ولكن الناخب الأمريكي حسم ذلك وكان يميز بين ما هو شخصي تقتر تحمل صور لزوجته بهذا الخصوصكان الفساد الاداري بحت ومتعلق بالحريات الشخصية وبين ما هو عام, فقد انحاز الناخب الامريكي الى ترامب, وبالمقابليتعلق بأستخدامها الخوادم البريدية والوظيفي بالنسبة لهيلاري كلينتون أحد عوامل انخفاض شعبيتها الأنتخابية وخاصة ما الخاصة خلال توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية, ولم تكن على سبيل المثال فضيحة زوجها الجنسية والرئيس السابق بيل كلنتون سببا في ذلك !!!.
الجنسية الشخصية ونستخدمها في في ثقافتنا العربية والاسلامية السياسية نضع ثقل لمعايير الشرف الشخصي أو السلوكيات حدية قاتلة لتحديد نزاهة الشخص السياسي, وبالمقابل نتغافل عن ما يرتكبه السياسيون من فساد أداري ومالي وسياسيوعبث في المال العام وأنتهاك لحرمة الدولة, حيث تتجمع بيده, الثروة والسلاح والسلطة, ليقرر ما وأستخداما سيئ للمنصبظروف لا علاقة للأول بالثاني. وقد قرأت بعض , في ع العلاقة مع الجنس الآخر في نقيض للأداء السياسييشاء, ونضالتعليقات المفارقة هنا وهناك لبعض نساء من مجتمعاتنا تجسدت في فرح فوز ترامب في جزئية استخدام زوجته في الدعاية الظلم الأجتماعي, كما قرأت فرحا بفشل هيلاري كلينتون المضاده له, وقد تفسر توقا خفيا صوب الحريات وتمردا علىلأنها بقت مع زوجها رغم “خيانته ” الزوجية, وهو نمط من الفهم المتطرف بعيدا عن سنة التسامح في ارتكاب الأخطاء !!!.
المرشح وخطاب اليوم يتعامل العالم مع “المنتخب” ترامب وليست “المرشح” ترامب, وهناك فسحة في الخطابين ” خطاب المنتخب “, ففي الخطاب الأول تكمن الانفعالات المفرطة لكسب الاصواب عبر قراءة مزاج الناخب وهو موجه الى الداخل الأمريكي حتى في جزءه الخارجي, أي الى المحيط الأنتخابي الذي قرر فوز ترامب, وهناك خطاب ترامب المنتخب : تنازله عن راتبه الرئاسي وأستلامه شهريا ملامح ذلك في بعض من تصريحاتهوالموجه الى الداخل والخارج, وقد بدأت
دولار واحد كراتب رمزي, وسعيه ان يكون رئيسا لكل الامريكيين باختلاف انتمائتهم واعراقهم, كما بدأ مشروع دولتيين انه سيراجع الاتفاق النووي مع كما متعايشتين فلسطينية واسرائيلية أحد “همومه ” كسابقيه من الرؤوساء الأمريكيين,, لا بل ان الامير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي ايران ولن يلغيه, وهناك فرق بين المراجعة والألغاءالاسبق والمسؤول عن ملف العلاقات الاسرائيلية السعودية ينصح ترامب بعدم الغاء الاتفاقية النووية, لأن ذلك برأيه قد ويفهمها تركي فرصة لأيران بانتاج القنبلة النووية, وبالتالي لا نعتقد أن الظروف الدولية الشائكة يجهلها ترامبيعطي الفيصل افضل منه. نعتقد ان هناك فرق كبير بين ان تكون مسؤول أول في البيت الابيض, وخطيب او مرشح انتخابي على منصة التحشيد للفوز !!!.
اوف العرب والمسلمين من مجيئ ترامب أو ما يزيد وطأة الخوف هو انعدام مشروعنا الحضاري وعلى العموم فأن مخوالمدني وعدم تمكننا داخليا من حماية أنفسنا, وتحولنا الى كانتونات طائفية ومذهبية ودينية واثنية وعرقية تقاتل بعضها واحتلت فيه الاولوية في الولاء للعشيرة والطائفة البعض, في زمن تراجعت فيه مكانة الدولة الحاضنة والآمنة للجميع,, وهكذا شلليات اجتماعية معوقة هي دائما بحاجة الى حماية من الخارج او الى حليف قوي يقف الى جانبها والعرق والقوميةفالسياسة فن حتى ولو بشروطه, فلا نستغرب من خوفنا “المشروع ” في ظل تشرذمنا, ولنرى ما يخبأه ترامب لنا وللعالم, الممكن ؟؟؟.