19 ديسمبر، 2024 2:16 ص

المفاهيم والتوجهات

المفاهيم والتوجهات

المفاهيم والتوجهات, تُشابه الى حد كبير, موضوع المتراجحات, ذلك الموضوع الذي يرتبط إرتباط وثيق, بالقيمة المطلقة, وفق مانصت عليه مبادئ الرياضيات.
الغاية منه حل المعادلة, وتفادي الإشارة السالبة, لإنها كالمسافة والسرعة, لايمكن بأي حال من الأحوال, إخراجها وحلها بقيمة سالبة.
ولأن الرياضيات من العلوم التي تقوم, على الحقيقة الثابتة المنطقية, تتعدد طرق الحل فيه, إنما تبقى النتيجة واحدة لاتتغير, كالحلال والحرام, فلا يأتي علينا يوم نحلل فيه الزنى, وفق مستجدات طارئة على التشريعات السماوية, كذلك لايأتي علينا يوم نجد فيه إن قيمة, واحد زائد واحد تساوي ثلاثة, وفق مستجدات طارئة على القوانين الرياضية.
كذلك لكل إنسان مفاهيم وتوجهات في الحياة, تقوم على الحقيقة المطلقة التي يؤمن بها, توصل إليها بعد تفكير وتمحيص, وبغض النظر عن كونها, صحيحة بالنسبة لغيره أو خاطئة, تبقى حصيلة نتاجه الفكري, وماتوصل إليه في حل معادلته في الحياة, فهل يمكن لنا أن نترك حل المعادلة الرياضية, لإن معطياتها لاتتماشى مع مزاجنا الرياضي!.
ومن غير المنطقي والمعقول, أن يتخلى الإنسان عن الإيمان بمعتقداته وتوجهاته, وتفاعله مع القضايا المحيطة به, لإن الوضع لايتماشى ومزاجه.
في كل المخلوقات الحية, هناك في الاعلى, جزء يسمى الرأس, داخله عضو يسمى الدماغ, تتشابه في إجمالي هذا التكوين, كل المخلوقات الحية, ويبقى الإختلاف بين تلك المخلوقات والإنسان, منحة إلهية إختص الله بها الإنسان, ميزه ورفعه بها عن سائر المخلوقات الأخرى, تسمى العقل, متى ماأخترت تعطيلها تُصبح مخلوق أخر, في الشكل الظاهري إنسان, وفي الداخل الباطني غير ذلك.
كل شيء في هذا الكون, عرضة للتفكير والتمحيص والتقييم, مابين الحين والأخر, ليس هناك معطيات ولاقواعد ثابتة, في حل جميع المعادلات الرياضية, فلكل معادلة معطيات, يجب حلها شئنا أم أبينا, مهما كانت معطياتها صعبة, يكفينا شرف التفكير.القائد السياسي عرضة للتفكير والتقييم, مابين الحين والأخر, بالإعتماد على معطيات كلامه ومواقفه وتصرفاته.والمرجع الذي نقلد عرضة للتفكير والتقييم, مابين الحين والأخر, بالإعتماد على رسائله العملية, وطريقة تعامله مع القضايا الشرعية, ومقارنتها مع غيره من المراجع, بغية الوقوف على الأعلم, لتعديل التقليد, إذا ماثبت لك من هو أعلم منه.إنتهى زمن الأنبياء والمعصومين, وبقي الأمر لصاحب الأمر.
لايوجد شيء في الكون, لايخضع للتفكير والتمحيص والتقييم, بل وحتى الله يأمرك في التفكر فيه وفي خلقه, إذا ما أمنت بوجوده, لتقدر عظمته وتعبده على أساس ماتوصلت إليه.
نسبة غير قليلة في مجتمعاتنا العربية, بصورة عامة والعراقية بصورة خاصة, تباينت مابين من إتخذ الإتكالية منهجاً, ومابين من إختار تعطيل هذه المنحة الإلهية أصلاً!.
أما الأول فوجد أهله على دين معين, فأختار أن يتكل على ما أختار أهله له, ولم يبتعد كثيراً بمعتقده عن معتقدهم, كما ويقلد مايقلدون, ويؤمن بما يؤمنون, فأصبح تابع أعمى لايفقه شيء, ولاينوي أن يعرض على عقله شيء أخر, ولم يفكر يوماً, إن كان هذا المبدأ صحيح, فلماذا هذا الإسراف في خلق العقول, ألم يكن من الأجدر بالخالق, أن يخلق كل مجموعة أو عشيرة أو عائلة, بعقل واحد ليتكل عليه الباقين وأنتهى الامر!.
وأما النوع الثاني, إختار أن يعطي قيمة سالبة للمسافة, وقيمة سالبة للزمن, ويكفر بكل الأسباب التي دعت الى خلقه كأنسان, في التفكير والتمحيص والتدقيق, ومن ثم الإستنتاج والعمل.
وتناسى بجهله, إن واجبه الشرعي والأخلاقي, وأحد أبرز سماته الأنسانية هي التفكير, فأخذ ينحدر تدريجياً, حتى وصل الى قاع الفشل بنجاح, وأصبحت كل تدخلاته, وفي أي مفصل من مفاصل الحياة سلبية, كما وأصبح, أحد أهم وأبرز دعائم ومقومات الفشل, في مجتمعه, بل وتعدى ذلك ليصبح, أحد أهم أدوات الرسم في لوحة الإساءة والقبح, التي تُصدر عن معتقده أو دينه أو بيئته الإجتماعية.
وأختلف كثيراً مع من يجد في ملحد خطر, او مصدر تهديد, كونه وصل إلى إلحاده نتيجة تفكير وتمحيص, وبغض النظر عن كوني أره على نور أم ضلال, بكل الأحوال هو لايعنيني بأعتقاده, وغالباً مانجده يتمتع بثقافة وخُلق في الحوار, أكتسبها عن طريق إستعماله للمنحة التي يجهل مصدرها.
فمن هو أخطر بالمنظور المنطقي, ملحد يعلن إلحاده, لايضر أحد في إلحاده الإ نفسه.
أم مسلم يُعلن إسلامه, يُصدر أبشع الصور عن الإسلام, لاتنجو من نظراته كل أمرأة تمشي على قارعة الطريق, ولايسلم من لسانه, كل مستمع لكلامه مار في الشارع, هو بإختصار مُلوث للبيئة, في كل جزئية من جزئيات حياته.
ورغم ذلك, كُنا بأحسن من الحال الذي نحن عليه الأن, حيث كان الإنحصار التكنلوجي, و وسائل التواصل الإجتماعي, أيام كانت محنتنا تنتهي بتجاوز الشوارع, التي إتخذوها مكان لتواصلهم الإجتماعي, فندخل الى البيت, ونحاول أن نُنسي أسماعنا, قبح ماسمعت بسببهم.
اليوم أصبح لامفر لنا منهم, وهم يسكنون مواقع التواصل الإجتماعي, مُقحمين أنفسهم في كل قضية.
مُلخصين كلامهم ورأيهم فيها, بثلاث أجهزة تناسلية, جهاز لدى كلا الجنسين, وجهاز للمرأة, وجهاز للرجل, كون عقلهم عاجز الإ عن صياغة هذه الأجهزة, وإدخالها في جمل مفيدة, محورها أم وأخت من يوجهون له الكلام.
لأنهم وبأختصار لم يعرفوا في حياتهم, الإ تلك الغريزة الحيوانية, التي تتشابه فيها كل المخلوقات, وهم في قمة الزهو والإعجاب بالنفس, لإن مخيلتهم القاصرة, تُصور لهم إنهم حققوا, إنجاز كبير, في صياغة جمل تحتوي على أحد الأجهزة التناسلية, وهو مايعجز العلم الحديث عن فعله!.
بعد زهدوا بالمنحة الإلهية, ذلك العقل الذي يميزهم عن بقية المخلوقات, مُصدرين أبشع الصور, عن المجتمع والدين والإنسانية, التي تقوم على الأخلاق.
فهل هذه الدواب, من ملة محمد (ص)؟!.
ذلك الرجل الذي نال أشرف المنازل, في الأرض والسماء, بسبب أخلاقه وطيب كلامه وسلوكه.
وهل أُعدت الجنة, إلا لمن يصون لسانه ويحفظه, متنزهاً عن السُباب والشتم وقذف الأعراض؟!.وهل أُعدت النار الإ لمثلهم؟!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات