بعد تشكيل تحالف الاعلام الوطني الذي اتمنى ان يعد خطوة اولى لتوحيد الخطاب الاعلامي العراقي …… كتبت هذا الموضوع
يعد الاعلام ركيزة مهمة من ركائز اي مجتمع فمنه يتشكل رأي عام تجاه قضايا المجتمع والبلد وهو ايضا يسهم في رسم او تحسين او تشويه الصورة الذهنية للمجتمع في الداخل والخارج ..
وقد يصبح الاعلام عاملا مساعدا ومؤثرا في اقرار الامن والاستقرار والوئام في المجتمع او في دفع عجلة التقدم الى امام اذا كان يسير بخطى ثابتة وواثقة وصحيحة ..
اما اذا كان الاعلام منحازا لمصالح فئة على حساب اخرى وغابت عنه المهنية والشفافية كما هو الحال في سياسات بعض القنوات الفضائية يصبح عبئا ثقيلا على المجتمع … ونظرا لاهمية الاعلام الكبرى والقوية والمؤثرة في حياة الشعوب فأن بعض السياسيين في اي بلد يحاولون السيطرة عليه بطرق متعددة عن طريق التملك او عن طريق التمويل او فرض السيطرة احيانا بالقوة او بشراء الذمم احيانا اخرى وهذا ما تفعله بعض الدول في اختراق دول اخرى عن طريق وسائل اعلام موجهة الى تلك الدول للترويج لافكار معادية لها او لخدمة مصالح دولة اخرى ثالثة….
وفي هذا الصدد اود ان اقول ان هناك انواعا متعددة من وسائل الاعلام من حيث التملك والتمويل منها وسائل اعلام مملوكة للدولة تديرها وتمولها وتروج لسياساتها وافكارها وهذا موجود في بعض الدول مثل كوبا
والصين وكوريا الشمالية ودول اخرى في العالم الثالث وفي هذا ايضا انواع لا مجال لذكرها ..
وهناك اعلام خاضع لسلطة الدولة غير مملوك للحكومة مباشرة مثل اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري ……
وهنالك اعلام خاص تابع لحزب او شخص او مؤسسة او مجموعة من الاشخاص كقناة الشرقية او البغدادية او الفرات او السلام او المسار او هنا بغداد او العهد …… الخ .
تهدف الى الترويج عن سياسات الاحزاب او الاشخاص او قد تكون هنالك وسائل اعلام عامة يبغون من ورائها الربح السريع وهناك بعض دول العالم تنتهج نظاما يشبه النظام المختلط حيث تجمع فيه بين ملكية الحكومة او ملكية الدولة لوسائل الاعلام وبين الملكية الخاصة لوسائل الاعلام ونجد الصين انها تسلك نهجا تتملك الحكومة فيه معظم وسائل الاعلام وتديرها ولكنها تسمح لبعض الاشخاص بامتلاك بعض وسائل اعلام خاصة ولكن بضوابط متعددة وهناك انواع كثيرة في دول العالم المختلفة …..
هنا اقول بأنه لا يوجد اعلام حر تماما لان اي اعلام لابد انه سينحاز بالتاكيد الى جانب الممول او السلطة اي الجهة المالكة سواء اكانت دولة ام حكومة ام حزبا ام شخصا لذلك فالاعلام غالبا ما يكون متاثرا بمصادر التمويل وبالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الموجودة …
الحقيقة اننا الان في العراق نعيش حالة من الفوضى الاعلامية خاصة بعد العام 2003 حيث يروج للشائعات من خلال بعض وسائل الاعلام على انها حقيقة ..
من جانب اخر باتت اللغة العربية تذبح بسكاكين بعض المتطفلين على الاعلام من مذيعين ومراسلين ومقدمي برامج من الذين لا يجيدون استخدام اللغة العربية ولا اساليب نطقها ولا يدركون نحوها وصرفها . ومنهم من يمتلك اساليب غير مهنية في ادارة او تقديم البرامج لذلك ارى من الضروري جدا ان :
1_ تكون شبكة الاعلام العراقي كونها المؤسسة الاعلامية الوحيدة التي تمثل الدولة ان تكون مسؤولة عن المؤسسات الاعلامية العراقية الاخرى في وضع ضوابط لتحديد كفاءة المذيعين والمراسيلين ومقدمي البرامج لا من اجل الهيمنة الاعلامية بل من اجل خلق ذائقة جميلة للمشاهد العراقي والعربي وهذا ما سيرفع من شأن الاعلام العراقي امام الاعلام العربي والعالمي
2_ تشريع قانون او نظام خاص لحماية المشاهد وضمان عدم تعرضه لما يسئ له او لذائقته او لما يهدد سلامته الاجتماعية او ينتهك خصوصيته وذلك عن طريق مراقبة ما يذاع وينشر في وسائل الاعلام العراقية المختلفة ومحاسبة من يمارس الاساءة او ينتهك الخصوصيات
3_ ان تقوم كل وسيلة اعلامية باصدار توجيهات وارشادات تحريرية الى العاملين لديها تتماشى والانظمة والقوانين التي ستشرع لذلك العمل وعلى الجميع الالتزام بها خدمة لمصلحة الاعلام العراقي
4_ تشكيل لجان دائمة لمتابعة وتقييم الاعلاميين المذكورين انفا من العاملين في تلك المؤسسات وتتكون اللجان من اساتذة اكاديميين وخبراء اعلامين من المتمرسين واساتذة في اللغة ومن بعض منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة تكون قراراتها ملزمة للجميع ولها حق المساءلة القانونية في حال حصول خروقات او تجاوزات
5_ لهذه اللجان حق اقامة دورات في صنوف الاعلام المختلفة لمن هم بحاجة لها بعد ان يتم تشخيصهم وحاجتهم اليها
6 _ تشكيل مجلس امناء جديد في شبكة الاعلام العراقي يعتمد اختيارهم على الكفاءة والمهنية والخبرة والانتماء الوطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية والاثنية والعرقية والقومية من غير المنتمين لاحزاب او جهات فئوية … اخيرا اتمنى لاعلامنا العراقي الارتقاء الى مستوى الاعلام الحقيقي الحر والنزيه في نقل الحقائق … ورسم طريق جديد له يكون الشعب فيه هو الهدف الاسمى من اجل الارتقاء به وبذائقته وثقافته