23 نوفمبر، 2024 12:12 ص
Search
Close this search box.

مَن إستقوى بغيره يشقى بخيره!!

مَن إستقوى بغيره يشقى بخيره!!

الإستقواء بالآخر من أخطر الممارسات وأحمقها وأشدها غباءً وأمية وسذاجة وإندحارا , بل أنه سلوك إنتحاري خطير , تسقط في مطباته الشعوب والمجتمعات المبتلاة بحكومات خاوية الألباب , لا تفهم إلا بالتربع على الكرسي والإستئثار بالسلطة وحسب.
فلا يعنيها سوى الغاية , ولهذا فأنها تتخذ جميع السبل والوسائل لتحقيقها , لكنها تغقل أنها صارت مستعبدة من قبل القوة التي إستقوت بها.
والواقع القائم في منطقة الشرق الأوسط , أن الحكومات والأحزاب والفئات تستقوي بالآخرين , ولا تمتلك مهارات وقدرات الإستقواء بذاتها وموضوعها , والإعتماد على أبنائها وشعوبها , وإنما لكي تحكم عليها أن تستقوي بالقوى الإقليمية والعالمية.
وهذا يعني أن المنطقة محكومة بقوى خارجية , مما يفسر الفشل الحاصل في جميع المجالات , ذلك أن القوى الأخرى لا يعنيها إلا مصالحها ومشاريعها وبرامجها , وليكن ما يكن , ما دام المستقوون بهم يحققون غاياتهم التسلطية الإمتهانية لشعوبهم المبتلاة بهم.
فالمستقوون بالآخرين يعتمدون عليهم بالكامل , إبتداءً من الطعام والحاجات الضرورية إلى الأسلحة , والمجتمعات التي لا تصنع أسلحتها مستعبدة وناقصة السيادة ومرهونة بالذي يبيعها السلاح.
والعرب ما أغربهم وأعجبهم , لا يصنعون شيئا ويقاتلون بأسلحة غيرهم , وما فكروا بصناعة سلاحهم , يل أنهم تآزروا مع المستقوين بهم لتدمير مصانع أسلحة العديد من مجتمعاتهم التي كانت قوية .
وما دام الإستقواء بالغير منهج عربي فاعل في الحياة السياسية , فأن الحكومات بأسرها لا يُرتجى منها خيرا , وأن من واجبها الإستقوائي أن تشتري بعائدات النفط , ما يدمر البلاد ويقهر العباد , ولا يمكنها أن تساهم في مشاريع إستثمارية عربية – عربية , لأن في ذلك تهديد لإرادة الإستقواء , ومن المحذورات والشروط التي يتم بموجبها توفير آليات الإستقواء والحماية.
ولهذا فأن الحكومات المستقوية بالآخرين , ستفقد قدراتها على البقاء في الحكم ما دامت قوى الإستقواء بدأت تلوح برفع الحصانة والحماية , وإن توفير الحماية لا بد أن يكون بثمن باهض جدا , رغم أنه مدفوع الثمن مقدما ودوما.
فالواقع الأليم الذي لا يُراد النظر إليه , أن الدول المستقوية بالآخرين مستعبدة , محتلة فاقدة الإرادة والقدرة على تقرير المصير , لأنها محكومة بآليات الإستقواء والإستحواذ والخنوع لولي قدرتها وحامي سلطتها وكرسيها العتيد.
فهل ستستيقظ الحكومات وتتعلم الإستقواء بالشعب وتؤمن بذاتها وموضوعها وحريتها وسيادتها؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات