المنقذ، المصلح، الموعود، المهدي، بقية الله…، مفردات تناولتها جميع الرسالات السماوية والأيديولوجيات الوضعية وغيرها من التوجهات، وتدل على معنى واحد ولها مصداق واحد حصري، هو ذلك الرجل الذي يتحقق على يديه وعد الله الصادق، وأحلام جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين والمصلحين والمفكرين على اختلاف انتماءاتهم، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا، فهو القطب الذي تدور حوله آمال الإنسانية لتحقيق العدل والسلام…،وبطبيعة الصراع الأزلي بين قوى الخير والشر، فإن محور الشر على طول امتداده ينصب العداء للمهدي الموعود وينكر وجوده لأنه محطم جبروته وطغيانه، ومن أجلى مصاديق العداء للمصلح المهدي هو محاولات الدواعش التيمية لأنكار وجود المهدي وقضيته، على الرغم من قيام الدليل الشرعي العلمي الأخلاقي الفطري الإنساني على صدق قضية المهدي وهي بشارة إنجيلية بشَّر بها موسى “عليه السلام” وعيسى “عليهم السلام” ونبينا محمد “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” وهذا ما أثبته المرجع الصرخي في المحاضرة الثامنة من بحث ” الدولة.. المارقة…في عصرالظهور …منذ عهد الرسول حيث قال:((…بشارة موسى التوراتية، ثم بشارة عيسى الإنجيلية، ثم تأتي البشارة المحمدية القرآنية، التي تُبَشّر بالمهدي خاتم الخلفاء الأئمة المصلحين (عليهم السلام)، الذي يكون على يديه النصر والفتح القريب، قال تعالى: {وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} الصف:13، وقد جعل القرآن هذا المعنى في مقابل الجهاد بالأموال والأنفس والذي يحتمل فيه أيضًا نصرٌ وفتحٌ، قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿11﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} الصف، لكن هذا الجهاد والنصر يختلف عن النصر والفتح القريب البشرى للمؤمنين الذي يكون في خلافة المهدي الموعود (عليه السلام)،)).