بداية، ان مقالنا لا يمس خطيب الجامع او المسجد او الحسينية (سنيا ام شيعيا) الذي يعمل بشرع الله فلهم المكانة السامية، وكنت قد كتبت المقال قبل اربعة أشهر تقريبا؛ ولحساسية موضوعه أجلت نشره عدة مرات لتدقيقه، وما دفعني لطرحه حاليا وبدون أي تعديل هو واقعة مؤلمة حدثت معي، وأقول:::
إمامة الجمعة وخطبتها رسالة عظيمة، ومهمة جسيمة، فهي ميراث النبوة ووظيفة الرسل، بها يكون تعليم الجاهل، من خلالها تسمو النفوس وتزكو الضمائر وتتهذب الأخلاق، والجامع او الحسينية له دور كبير في تعزيز الأمن الفكري وقيم المواطنة، ووسطية الإسلام.///ما يحدث الآن في المجتمع الإسلامي عموما وبخاصة في العراق؛ هو سقوط مريع وأمر كارثي وانسلاخ تام من كل القيم والاعراف والإنسانية، والتي وصلت الى قسم كبير من خطباء جوامع وشيوخ عشائر وزعماء وسياسيين وشخصيات كان يشار له بالبنان والوقار، وأصبح المشهد اليومي لبلدنا الحبيب تعبث به العاصفات عصفا، وتزدريه الموريات قدحا، ويشير على وجود فاسد او سارق او عميل او خائن او منافق في كل عشرة متر او أكثر في ارض العراق ممن تم ذكرهم.///العمامة لها قدسيتها لكنها قد تكون أخطر من إرهاب داعش:::
بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء وعقال عربي ووسطية واحتلال وإرهاب وتاريخ ممزوج بالاعتقالات والمخابرات والقتل والدمار دخل بعضهم الوسط الديني، وجعل من بعض العراق رهينة لداعش وبعضه الاخر يلج بالمليشيات المذهبية، وأصبح قسم من خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات أقرب ما يكونوا إلى رجال أمن أو مخابرات او مليشيات(شيعية او سنية) او عصابات، يفتقدون إلى الشخصية المتعارف عليها في إلقاء الخطبة، متجاوزين أدبيات الخطبة الإسلامية، ومستخدمين ألفاظاً لا تناسب قدسية بيوت الله، وأصبح الشاب أسيراً بأيديهم يفتحون أمامه العالم كله بشهواته وفساده، وشبهاته وأفكاره المضللة، بعض الخطباء لم يقوم بدوره في تجاوز تداعيات الشرخ الطائفي والذي تسبب في انهيار أسر وعلاقات اجتماعية راسخة منذ القدم من خلال ترسيخ مفهوم الفكر الوسطي الذي تميز به الدين الإسلامي {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، وقد صح عن الرسول(ص)، أنه قال:::
(لست أخاف على امتي غوغاء تقتلهم ولا عدو يجتاحهم ولكني أخاف على امتي أئمة مضلين ان اطاعوهم فتنوهم وان عصوهم قتلوهم).//
بحكم عملي في المحاماة وكمستشار قانوني في رئاسة الجمهورية، كنا أعضاء في لجان عديدة مع البرلمان والحكومة ومنظمات داخلية ودولية، أطلعنا على ملفات عديدة؛ منها ملف خطباء الجوامع ان كانوا سنة او شيعة، واطلعت على تحقيقات قضائية وإدارية عديدة، تخص عدة ممارسات شائنة لنفر قليل من خطباء الجوامع وهم أخطر من ارهاب داعش، ومنها عايشناها ميدانيا ومنها سمعناها من موثوقين، وفيما يأتي ادناه أبرز تلك الممارسات:::
الف-خطيب جامع اصبح أداة للأثراء على حساب الدين من خلال جمع تبرعات واموال لدواعي مساعدة النازحين او المهجرين، لكنه يتقن العزف على أوتار (إنا انزلناه في الجيب) بعد أن تعلم كيف تورد إبل الصدقات.//
باء- خطيب جامع تجده صداحا بالحق في خطبه كل جمعة، لكنه يحابي السياسيين والمليشيات(سنية وشيعية) وداعش ويفتي لصالحهم، وتحت شعار من تمسح بعباءة معمم فاسد فهو آمن، ومن انبطح للميليشيات والسياسيين هو آمن، وفي المواجهة اول الفارين والمتوارين، وتجده يتودد لدى الجهة القوية خوفا على مصالحه، والرسول (ص) يقول: (مَنْ خضع لغنيّ ووضع له نفسه إعظاما له وطمعا فيما قِبَلَهُ ذهب ثلثا مروءته وشطر دينه).//
جيم-خطيب وبعض مؤيديه يظهرون أنفسهم بأنهم يمتلكون الحقيقة العظمى ويخولون لأنفسهم صفة الرقيب الورع والمحاسب والحكم العادل، لكنهم يقبلون أموال من متبرع يملك نادي لتقديم المشروبات الكحولية ويبرروها، بأن هذه الأموال غير متحصلة من واردات النادي وانما من مصالح تجارية أخرى للمتبرع وبذا البسوا الحق بالباطل.///
دال- خطيب اخر اتخذ من الجامع مقر للترهيب لأبناء منطقته من خلال المليشيات او مجاميع ضالة، لتنفيذ عمليات قتل وخطف وتسليب وتهجير ومهاجمة جوامع أخرى وتفجير بعضها تحت عناوين طائفية وتحقيق مكاسب مادية، ومنهم من قلب ساحة الجامع مقبرة لجثث مغدورين.///
هاء-خطيب جامع لديه هيام عالي بالمثل والقيم والاخلاق، لكنه يغادرها في تربية عائلته، وزوجته تشتكي عليه وتتهمه باتهامات لا أخلاقية، وتتهمه بممارسات جنائية كالسرقة والرشوة والتزوير كونه يعمل في مجلس بلدي.///
واو – خطيب جامع يحول مقره في الجامع الى مكان للتوسط لأطلاق سراح المعتقلين ويمارس دوره اشبه برئيس عصابة، فما على (المتهم) السيء الحظ، الا اللجوء اليه لدفع المقسوم والباقي على الخطيب؛ لأنه يمتلك شبكة اتصالات مع ضباط وقضاة ومحققين، تساعده عبر قدسية عمامته، وترى حوله الأمّعات والمتراكضين والمتزلفين، وهي ضمائر ميتة رأس مالها الابتزاز والمال الحرام.///
زاء-خطيب اخر مشغول بقضايا الحلال والحرام لكنه يتخذ من الجامع مقرا لاستلام المعاملات (استلام سلف من المصرف بربا، تعيين ونقل او مساعدة وغيرها) لأغراض انتخابية وحزبية لقاء رشاوي مجزية من باب الاكراميات، وخطيب اخر يسطر كل جمعة المعاني النبيلة بقضايا البيع والشراء والرسوم ويستلم وزوجته سلفة من المصرف بفائدة ربوية.///
حاء-خطيب اخر يخطب خطب رنانة، لكني فوجئت في عرس صديق، يرقص ويبزغ بحرفية عالية ويصلح ان ينظم أغاني وكليبات راقصة، وقلت؛ أعطوا هذا اللعين بدلة رقص شرقي، ليبدأ بوصلة هز ولا داعي لهذا الخطب الرنانة، خير له وللناس، وعندما سئله صديق لي عن رقصه، أجابه: ساعة لربي وساعة لقلبي.
طاء-خطيب جامع ضالع في الدين والسياسة والحزب والوطنية وتعجز ان تدرك كيف اجتمعت كل هذه المواهب في شخص، ينتمي لحزب إسلامي، مشارك مع الأحزاب الحاكمة في خراب البلد، حزب خائن، أجرم بحق بلده ومكونه وساهم في تدمير العراق وحرقه عندما وقع على احتلاله من قبل ممثليه في بريطانيا، وتنكروا لمكونهم وتركوه مكشوفا امام العاديات وجرائم المليشيات بتواطؤ مكشوف لنيل المكاسب.///
ياء- خطيب يتحدث بحماسة فائقة عن صلة الرحم وعرى الاخوة ومناصرة الحقوق؛ لكنه في الحقيقة واخوته سباقين في تأسيس القطيعة وجعل العلاقات الاسرية ساحة لتلك الصراعات لغايات مصلحية، تتنازعها الأهواء والمصالح الشخصية وغايتها تحقيق الفائدة ولو على حساب اخيهم المظلوم بسبب السياسة الطائفية والقضاء، في حين ان منزلته كخطيب جامع يجب ان يكون قدوتهم وراعي لهم، وينقاد للحق، لكنه ساعد اخ له جاحد على فرض مهايأة مكانية قسرية على أخيهم في عقار على الشيوع مستغلين ظلمه وتحطيم مستقبله وعدم قدرته التواجد قرب حصته بسبب ملاحقته قضائيا؛ وسيلة لتحقيق المكاسب، بل ويتمنون عدم انتهاء محنته القضائية، وبدل ان يقود حملة مناصرته قاد حملة سحق اخوه وحصته ومعها حصة القاصر ابن اخيه الشهيد.///كاف- خطيب يتخذ من خطبته وسيلة للانتقام، من خلال ممارسته دورين باحتيال شيطاني، فيمارس دور المصلح والقائد الديني في النهار، لكنه في الليل يمارس القتل ويترأس عصابة لقطع الرؤوس وخطف الأبرياء تحت واجهات طائفية وسياسية، ومثله خطيب اخر انتشرت واقعته في الاعلام، كان من الزناة في الليل ومتدين في النهار وهو ممثل ديني لاحد المراجع.///
لام- خطيب يستحوذ على أموال صندوق الزكاة والتبرعات الموجودين بالجامع لحسابه الشخصي ويذهب بها للحج والعمرة وعائلته، ويشتري لابنته موبايل اخر صيحة، ويشاركه في السرقات قريبه حارس الجامع.///ميم- خطيب، يصوب فوهة مدافع النقد بصراحة وقحة؛ ويحضوا الناس على الاقتداء بالسلف الصالح، كي يضمنوا لهم جنات الفردوس نزلا، لكنه يختلس مبلغ قد تبرع به رجل ميسور للجامع على سبيل الاعانة لأمر ما، من خلال افتعال حريق في غرفة داخل الجامع ويدعي ان المبلغ كان محفوظ بها.///
نون- خطيب اخر يتحدث عن الاخلاق والتربية بطريقة تنبهر من اسلوبها؛ لكن ابنته، توزع رقم هاتفها لكل من هب ودب عند تجوالها في الشارع وتتخذ من صفحتها على الفيس بوك وسيلة لإقامة علاقات غرامية متشعبة مع أصدقاء اقربائها وغيره، وهاتفها وسيلة لإقامة العلاقات العاطفية وبطريقة وقحة، الشاب يخاف من ممارستها.///
سين- خطباء جوامع مشهورين وعلماء دين، كنا نخلع على عمامتهم هالة من القدسية، وننظر لها بوقار وهيبة، ودارت الأيام، فاذا بهذه العمامة تسقط من نظرنا، لأنها تبين انها (عُدّة الشغل) وهيئة (للبزنس)، للتدليس والمتاجرة والثراء الفاحش ومنهم خطيب مشهور في محافظته ومعروف عنه صاحب فتوى عدم جواز مقاتلة الغالب، وكان يستلم من الامريكان مبلغ شهري يدعي صرفه على بناية للوقف وله حصة في مقاولات عديدة./// عين- خطيب جامع اخر، يتحدث عن الفساد والحقوق المالية واستحقاقاتها بحماسة فائقة، لكنه يستلم راتبين من الوقف كخطيب ومن دائرته كموظف واحدهم اصبح نائب بالبرلمان ويستلم راتبه من الوقف.///فاء- خطيب جامع واخوته، تارة يوزعون المنشورات والنصائح وكتيبات عن المواعظ الدينية ومواضيع سياسية دعوية أخرى تارة لصالح داعش وتارة لصالح الدراويش وأخرى تؤيد أحزاب اسلامية فاسدة تعد مخلبا اقليميا غادرا ضد ابناء جلدته، وكانوا اول من يغادر ما مكتوب في تلك المنشورات بحق أقرب الناس إليهم.///
صاد – خطيب جامع يخزن في كومبيوتر الجامع في غرفته أفلام خلاعية ويتفرج عليها يوميا في بيت الله، وخطيب اخر يستخدم مع زوجته كلام بذيء جدا ووالديه يدعون ختمهم القران ويصومون رمضان ويحجون بيت الله، لكنهم يستخدمون الكلام الفاحش فيما بينهم ومع زوجة أبنهم الخطيب من اقربائهم، ويتهمونها باتهامات باطلة وبطريقة تشهيرية.///
قاف – خطيب جامع وأخوته نراهم سباقين لأداء الصلاة في اوقاتها ويتغنون بالتعايش الاخوي؛ لكن بعض اخوته يمارس اللصوصية في مقاولات البناء التي يعمل بها ويمارس الفساد مع نساء في محل رزقه، وأخر يستلم الكومشنات والهدايا والسفر لأغراض الترويح باعتباره عضو في لجنة تتيح له استلام الرشاوى للمنجز من الاعمال، وأخر أبنه يرتكب الموبقات واخرها تحرشه بطفلة ابن أخيه، واخر أبنه الشاب يتحارش ببنت أخيه وببنات المنطقة ويقف عند باب مدارس البنات وبسبب تحرشه بإحدى بنات منطقته تم اقتحام بيتهم من ذوي احدى البنات وتحطيم زجاج وابواب البيت ورغم ذلك الفاضل ابيه يدافع عنه تحت مبررات واهية، واخر اغتنى من عمله الوظيفي السابق كثيرا، واخر يتزوج من امرأة عاهرة وينجب منها ابنة يتركها تتزوج ثلاث زيجات فاسدة خلال سنة واحدة وبعدها يتركها فريسة للانهيار الأخلاقي والمصيبة، وبنفس الوقت يفرض ارادته على أخيه الأكبر ببناء قطعته بادعاء صيانة عرضه، وكلهم واولهم خطيب الجامع يعلمون بتلك الممارسات لكنهم يتحدثون عن الكرامة والقيم والمثل العليا بحماسة فائقة(مع القريبين) وهم في حقيقتهم استحوذوا على أملاك غيرهم، واستمرئوا القطيعة والمصالح وجعلوها شعارا لهم ودثارا.///
راء- خطيب جامع يدعوا للصلاة بين الطوائف لكنه يعلم جليا ان هذه الصلاة مجرد صلاة للاستهلاك الإعلامي، وخطيب اخر ينظم جوازات مضروبة لتهريب الراغبين باللجوء، وخطيب اخر يطلب من أخيه البقاء في دولة غربية وعدم الرجوع للعراق، وهو يعلم انها دولة غير إسلامية، وان أخيه يريد العودة للمحافظة على دينه.///
شين-خطيب أخر من محترفي كلام (افاقين)، ويتحدث كثيرا عن تربية الأولاد، وتبين ان ابنه اليافع يقوم باستدراج الأطفال لغرض ممارسة اللواطة معهم.//
تاء- خطيب يوجه اهاناته بكلام بذيء الى مستمعيه، وحول الجامع لمكان للنصب والسحر والشعوذة والافتراءات، وخطيب اخر يطلق فتاوى، منها لا يجوز مقاتلة الغالب أي المحتل، وبالخفاء يتواجد بمقر الاستخبارات الامريكية، لتحقيق الكسب عدا ونقدا.///ثاء- خطيب اخر يتخذ من الجامع كمركز انتخابي او مقرا لانطلاق حملة انتخابية لكتلة سياسية او حزب ديني.///
خاء- خطيب جامع يعتمر عمامة ولحية يتصرف وكأنه ممثل كوميدي، ويستحق جائزة (الأوسكار) في التمثيل، وخطيب اخر يبيع ويشتري بالسيارات بخاصة المهربة والمسروقة وينظم لها ارقام.//
ذاء- خطيب جامع يتحدث باحترام الكبير وتوقير الصغير، وأن العراقيين كالبنيان المرصوص، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، لكنه ناصر أخيه الذي أهان كرامة أخيه الأكبر منه وحطم أي اعتبار للكبير وهشم ما تبقى من رابط اخوي جامع، ولن يرف لخطيب الجامع جفن.///
ضاء- خطيب جامع يرتدي عمامة تحمل ظلا عائما بين امواج متلاطمة من البشر، ينشئ وقف في محافظته ويستلم من الامريكان دعم شهري لهذا الوقف حوالي (الف) دولار، وخطيب اخر يوصي من على المنبر بعدم التوظف بالحكومة لأنها تحت حراب المحتل ورواتبها حرام لكنه موظف (خطيب) ويستلم راتبه من الدولة.///
ظاء- خطيب لا يحضر للجامع المعين فيه تحت حجة الظروف الأمنية ويوكل امر شعب منطقته الى شخص جاهل لا يفقه شيء بالدين، وعندما طلب منه مطالبة الوقف بتبديله أيضا يرفض ويستلم راتبه كامل وبقي على هذا الحال لأكثر من سنة؛ أسند فيها اعتلاء المنبر النبوي لشخص جاهل.///
غين-خطيب له كلمته في محافظته، راجعته لأجل كتابة مقال عن انتهاكات المليشيات في محافظته، لكنه أبى ان يزودني بأي معلومة؛ والادهى أنه يمجد بقادة هذه المليشيات بطريقة يلوم بها أهالي اقضية ونواحي أخرى لعدم تعاونهم مع هذه المليشيات.///ذاء- خطيب جامع حافظ القران ويتقن (12) علما من علوم الدين؛ يزوج ابنته لشخص بسيط طيب القلب، لكنه وزوجته يحرمونه من رؤية أولاده لأكثر من عشر سنوات وبتعسف وظلم كبير، وتبين انهم عائلة ترتكب كافة الاعمال الشيطانية والمخالفة للشرع والدين.///لا فائدة من عمامة تصلي ولا تصلح ولا فائدة من عمامة تتعبد ولا تدعو المجتمع إلى ممارسة تفاصيل الحياة بلا عقد الماضي ولا هلوسة الروايات التي تثير الفتن والتخلف، أصحاب العمائم البيض والسود والخضر لم يُطفئوا تلك الحرائق النائمة، بل أعادوا إشعالها من جديد، وأفتوا بجواز القتل على الهوية، وبالشبهة، خدمة لله ورسوله وآله المعصومين.///
أنى انصح هؤلاء الخطباء ممن ذكرناهم ان يتركوا المنبر النبوي الشريف ويركزوا جهدهم لإصلاح أنفسهم وعوائلهم، وان يكونوا شجعان قبل ممارسة دور قائد ديني، وهم يتحملون كل الخراب الذي يحصل في العراق لأنهم تنحوا جانبا؛ جلهم لخوفهم او طمعا بالمكاسب وبعضهم لضعفهم، واذكرهم بقول (د محمد جواد مغنية) حينما قال:(ان العاهرة أشرف من رجل الدين؛ لان العاهرة تتاجر بأقذر شيء عندها، اما رجل الدين المزيف فانه يتاجر بأقدس ما جاء به الأنبياء) وقول الكاتب ابراهيم الزبيدي(وكل ما نحن فيه اليوم، من دواعش وكتائب وعصائب وجيوش وجحوش وكروش، غير مهم، ولا يستاهل من القادرين على الإفتاء كلمةً ولو عابرة، بقدر ما يَشغلهم أمر جواز زواج الرجل بمن زنى بها زواجا دائما، وتعريفُ الفتاة البكر، وحرمةُ زواج المسلمة بكافر زواجا دائما أو زواج متعة)//فمن ينطبق عليه الوصف هذا فليترك هذا المنبر النبوي الشريف.//
وجاء في القران ألمجيد {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }؛ ولا غرابة أن يقول الحسين(عليه السلام)::: “إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ”.//
وفي النهاية، دونت مقالي هذا برؤية شخصيه لواقعنا الديني والأخلاقي المؤلم، قد أكون مصيبا في بعض منها، وقد أكون مخطئا في مجملها، وقد يتفق القليل من سيادتكم معي، كما قد يختلف العموم عني، ولكني أعتقد، أن مسؤوليتنا جميعا، أمام الله ثم ضمائرنا، ولابد من التذكير ان الذين ذكرناهم انشاء الله يبقون قلة قليلة تجاه خطباء اجلاء لهم مكانتهم وعلميتهم وضحوا في سبيل اعلاء كلمة الله وسلامة بلدهم، وأقول لأشباه الخطباء ومن لف لفهم؛ لا تحزنوا لو جاءكم الخبر اليقين لينقل لكم وفاة وطن اسمه العراق والفضل لكم في السكوت ومن قبله الانبطاح على البطون، والورق الأخضر قد أعمى بصائركم، استمروا بالانبطاح سيعتلينا ويعتليكم الشبقون والمعممون فهل فيكم رجل رشيد؟؟؟
قال الامام علي(عليه السلام) :
(سياتي عليكم زمان يكون فيه شيخكم اثم وعالمكم منافق وصغيركم لا يحترم الكبير وغنيكم لا يساعد الفقير)