تكاد كلمة ( مفاجأة ) تكون هي اكثر الكلمات ترددت في الكثير من الكتابات والتحليلات والتصريحات والمناقشات بعد فوز دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية …
أن فوز ترامب صحيح كان مفاجأة للاخرين ، وجاء خلافا للتوقعات الظاهرة لهم ، كما اشرت في مقال سابق ، وانه جاء من خارج ( النخبة السياسية ) ، من قطاع المال والاعمال ، لكنه يعرف ، والامريكان – دولة وشعوبا – يعرفون أيضا انه لم يرشح لادارة ( شركة مقاولات عامة ) او الدخول في مناقصة لبناء مجمع او عمارة ضمن اختصاصه المهني ، لكي تكون النتيجة مفاجأة ، او فيها شيء من الصدفة ، أو ( الصدمة ) بل لادارة دولة عظمى ، وبيده سيكون ( الزر النووي ) .. فهل يمكن ( لمخبول ) أو ( متهور) أو ( زير نساء ) أن ( يحكم العالم) كما تريد امريكا ، ويقرر مصيره ( بضغطة ) على هذا ( الزر ) ، وهو يحتاج الى يد قوية ، وليست واهنة !! وعقل يفكر ، وليس ( مغامرا ) …
واذا كانت مثل هذه المواصفات تصلح لمرشح في دولة من دول العالم ( النائم ) فلا يمكن اطلاقا ان تناسب امريكا ، او غيرها من الدول المتقدمة …
ويبدو من نتيجة الانتخابات أن امريكا كانت تبحث عن رئيس يحقق حلم امريكا القوية ، في هذه المرحلة ، ووجدت ( ضالتها ) في ترامب بالمواصفات التي جرى التركيز عليها كثيرا من يحقق هذا الحلم ..
واذا كان ترامب ( مجنونا ) في نظر من وصفه هذا الوصف ، لكن امريكا ليست مجنونة ، وتعرف أين تضع صوتها ، وبيد من تسلم مفتاح مستقبلها وليس الى ( الاقدار ) والمفاجأت … خاصة بعد أن جربت ( حلاوة ) غرور القوة ، وضربت بيدها ( الباطشة ) ، واصبحت تتصرف وكأن العالم ( مجلس ادارة ) هي مديره المفوض ، والمجالس الدولية و( الدول ) تابعة له ، وربما رأت أن ترامب هو الانسب لاستلام هذا المنصب الأن…
ومع ذلك فان سياسة الولايات المتحدة لا تتغير مع هذا الرئيس او ذاك مهما كانت مواصفات الرئيس و( بصمته ) الخاصة ، ودوره وقوته و صلاحياته … سواء مع كلنتون او ترامب ، ما دامت هناك مؤسسات اخرى تشاركه القرار … ولذلك وجدتُ من خلال متابعة ردود الفعل على فوز ترامب …
أن المواطن العراقي كان هو الاذكى والاقدر على التحليل من بعض المحللين اليوم … فقد قال بلهجة عراقية صادقة وواثقة في استطلاع مباشر بعد فوز ترامب انه لا يتوقع ان تشهد السياسة الامريكية تغييرا يذكر لصالح الشعوب الاخرى ، سواء فاز ترامب ، أو هيلاري كلنتون …
فالسياسة الامريكية واحدة ، ولا تتغير بتغير الوجوه …
وتلك هي الحقيقة … واحتلال العراق دليله على ما يقول …
000000000000000000000