22 ديسمبر، 2024 9:09 م

يا إيران … قطع الترياق و لا قطع الأرزاق …!؟

يا إيران … قطع الترياق و لا قطع الأرزاق …!؟

بعد أن عجزنا وعجز معنا آلاف لا بل ملايين العراقيين المنكوبين بوطنهم  و المغيبين تماماً عن صنع القرار  … من مخاطبة العالم بأسره عن طريق الإستغاثة بهيئاته و منظماته الحقوقية … الرسمية و المدنية طلباً للعون و المساعدة من أجل كف الأذى الذي طال أكثر من 30 مليون عراقي بريء لا ناقة و لا جمل لهم  بمماحكات و مصالح أمريكا و إسرائيل و الجارة المسلمة إيران ؟من جهة  وكذلك حفنة المراهقين السياسيين التابعين لهذه الأطراف بعربهم و كردهم , شيعتهم و سنتهم … في عرس أشبه ما يمكن وصفه بعرس ” واويه ,, من جهة أخرى , 9 سنوات  تتصارع هذه العصابات في ما بينها على الهيمنة و السيطرة على مقدرات العراق من يسرق أو ينهب أكثر , برنامج تطويع و ترويض أبناء الشعب العراقي مستمر عن طريق  إتباع سياسة الترغيب و الترهيب تارةً و النفاق و الدجل تارةً أخرى  , و كلما خرجنا من مأزق … دخلنا بآخر من أجل إلهاء الناس و إبعادهم عن المطالبة بحقوقهم  المشروعة التي تكفلها أي دولة في العالم لمواطنيها فقيرةً كانت أم غنية . فما بالك و ميزانية العراق للعام الجديد ستساوي ميزانية خمس دول أو أكثر أي حوالي …. 120 مليار دولار .                 

عندما نعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء و تحديداً إبان ربيع الثورة الإيرانية الخمينية التي أطاحت بحكم الشاهنشاه ملك الملوك محمد رضا بهلوي الذي حول إيران إلى اكبر بقعة ومرتع للفساد و الشذوذ الأخلاقي و مسرح للصهاينة و الأمريكان هذا على المستوى الإجتماعي , أما على المستوى العسكري كانت إيران حينها تعد خامس قوة في العالم من الناحية العسكرية , و كنا نحن العرب نحسب لها ألف حساب و نخاف من سطوتها خاصةً دول الجوار !, و عندما سقط الشاه و ذهب إلى مزبلة التاريخ تنفسنا الصعداء و إستبشرنا خيراً بثورة الشعب الإيراني الإسلامية الفتية  …….؟؟؟ .            
فمن منا لم يتفاءل خيراً بهذه الثورة و بتحول إيران من ملكية شاهنشاهية سافاكية إلى جمهورية إسلامية ؟, و كم كنا سعداء عندما تم إحتلال سفارة العدو الأمريكي من قبل الطلبة الإيرانيين … و تحويل سفارة العدو الصهيوني إلى سفارة لمنظمة التحرير الفلسطيني , الذي لم يدع لدينا مجالاً للشك بأن تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى عبر بغداد و دمشق و بيروت !؟ , لكن للأسف خابت كافة الآمال و ذهبت أدراج الرياح عندما تحولت الثورة الإيرانية من ثورة لتصحيح سياسات الداخل من أجل وضع إيران في مكانها الحقيقي كجارة و كشقيقة إسلامية تتوسط عالمنا العربي الإسلامي إلى دولة توسعية ثأرية حاقدة تريد قلب موازين الدول عن طريق تصدير ثورتها بالقوة و عن طريق سياسة التهديد و الوعيد ؟ و كانت النتائج كارثية و مأساوية دفعنا خلالها من الطرفيين ملايين الشباب بين قتيل و جريح و أسير و معوق و مفقود , ناهيك عن الكارثة الاقتصادية التي دفعها الطرفان بما فيهم دول المنطقة , و بدل أن يكون طريق القدس عبر كربلاء لتحرير فلسطين ؟, كان طريق القدس الإيراني عبر واشنطن و تل أبيب و الكويت و الرياض و عمان  لتدمير و إحتلال العراق و إعادته للقرون الوسطى , التذكير بالتاريخ القريب ليس من باب التجني أو الكراهية أو الحقد على جارتنا  العزيزة و شعبها الشقيق بل يشهد الأخوة المنصفين في إيران قبل غيرهم على تعنت و حقد ساسة ولاة الفقيه على العراق الذين زرعوا بذور الطائفية و الحقد لغايات تاريخية عقيمة لا مجال للخوض فيها , و عندما كنا و لا زلنا نقول بأن الخطر الإيراني على العراق أكبر و أفدح من الخطر الصهيوني و الأمريكي مجتمعين , كان و لازال البعض يتهمنا أو يتهم من يذهب معنا إلى هذا الوصف بأنه ضرباً من الخيال و مبالغ فيه جداً .
      
لكن الآن و بعد تسع سنوات مريرة  قاسية ثبت صحة ما كنا قد ذهبنا إليه … فها هو الاحتلال يخرج أو سيخرج رغماً عن أنفه و أنف حلفائه و عملائه .. لكن الطامة الكبرى الآن … لازالت الجارة إيران تعبث فيه كيف ما تشاء و متى ما تشاء , عن طريق  تدخلها  السافر في كافة شؤونه الداخلية و الخارجية , العسكرية و السياسية و الاقتصادية و الدينية و المذهبية , ناهيك عن التدخل الأخطر و الأفدح ألا وهو التحكم بموارده و ثرواته  الطبيعية التي منحها له الله منذ بدء خلق التكوين و من أهمها ثرواته المائية !؟.

 ما تقوم به الجارة إيران من ممارسات و أفعال مشينة الهدف منها إيذاء العراق و شعبه أيما إيذاء يندى لها الجبين , فلو قارناها بجرائم  الكيان الصهيوني و ما مارسه و يمارسه بحق فلسطين و الفلسطينيين رغم احتلاله لها أكثر من ستة عقود , لوجدنا بأن ممارسات إيران خلال هذه الفترة القصيرة تتفوق عليه , و يعد إحتلال و تحطيم العراق على يد الأمريكان بمثابة الفوز بالفرصة الذهبية التي سنحت لإيران  خلال هذه السنوات تقوية جبهتها الداخلية عن طريق بناء جيش قوي و تصفية كافة حساباتها مع عدوها اللدود , خلال عمر و مدة إحتلاله التي سهلته و ساعدت عليه .. و الذي ساهمت و تساهم فيه مساهمة فعلية و مباشرة , كل منا اليوم بات يسأل نفسه و يتساءل … كيف لدولة مسلمة جارة تدعي الإسلام و الحرص الشديد على الوحدة الإسلامية أن تقوم بهذه الأفعال العدوانية مجتمعةً ؟ , هل يُعقل بأن تقوم الجارة  إيران بتحويل مجرى نهر خلقه الله لإرواء بني البشر و الشجر و الحيوانات و من أجل إرواء الأراضي الزراعية في كلا البلدين الجارين ألا و هو نهر ( الوند ) إلى داخل الأراضي الإيرانية  بمسافة 800 كم و حرمان أكثر من 700 ألف عائلة تعيش على ضفافه و بالقرب منه لسقي مزارعها و بساتينها أن تحرم منه في ليلة و ضحاها ؟, هل يعقل بأن تقوم إيران التي تؤمن بمذهب آل البيت و تحي ذكرى إستشهاد الإمام الحسين ( ع ) عشرات المرات في العام الواحد منذ مئات السنين و تجسد لنا الثورة الحسينية بالصوت و الصورة عن حجم المعانات و الحرمان الذي رافقت الثورة أو المجزرة البشعة التي أدت بمقتل جميع آل العتره المطهرة , بما فيها حرمان آل أمية لهم من الماء , ( الماء الذي جعل منه الله كل شيء حي ) فلماذا الجارة إيران تريد من خلال قطعه عن العراق و تحويل مجراه  كل شيء ميت ؟؟؟ , لماذا إيران التي أدخلت البسطاء الشيعة منذ قرون في نفق اللطم و القامة و الزنجيل والبكاء و العويل بسبب ممارسات بني أمية السادية بحق خيرة بني البشر قبل أكثر من 1400 سنة , تمارس تجاهنا نحن العرب المسلمين الموالين و المحبين لآل البيت اليوم نفس الدور أو أبشع منه عندما تحرم ليس فقط 72 من أصحاب الحسين ( ع ) من الماء و الغذاء  بل تحرم أكثر من مليون حسين و حسن و علي و عباس و زينب و فاطمة من أحفاد و محبي آل البيت الأطهار في هذا المثلث الذي تدعي بأنه مثل سني ؟,  خاصة ما يتعرض له أبناء محافظة ديالى من تعطيش و تجويع ممنهج و مبرمج لا نعرف أسبابه و دواعيه و دوافعه إلا لربما إذا ثبت نسبهم لمعاوية و يزيد و عبيد الله بن سعد و الشمر و من لف لفهم ؟ و حتى لو ثبت هذا الإدعاء جدلاً عن طريق فحص الحمض النووي لهؤلاء …؟؟؟  ألم يُكرم و يسامح الرسول محمد ( ص ) أهل مكة في بداية الفتح الإسلامي و يقل لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ؟, و يقول الخالق جل و على في محكم كتابه … ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.)) , و كذلك و هو القائل سبحانه عندما ضرب لنا الأمثلة تلو الأمثلة في الحب و التسامح و عن أسباب دخول الجنة أو النار لأبسط الأخطاء أو لأبسط أعمال الخير … عندما أخبرنا سبحانه بأن امرأة دخلت النار بسبب قطة منعتها من الماء و الأكل , و أخرى دخلة الجنة لأنها سقت كلب عطشان , و كذلك يحدثنا التأريخ بأن الإمام الحسين( ع ) نفسه أهدى بستاناً كان يمتلكه لفلاحه ( صافي ) لأنه شاهده عن بعد يعطي غدائه الذي جلبته له زوجته لكلب غريب , و القصة معروفة , لماذا الجارة الحنونة الحريصة إيران تنتقم من كل ما هو عربي و عراقي في هذا البلد المنكوب و تتعمد إطالة المعانات و الحرمان ؟ أسئلة كثيرة تنتظر أجوبة من الطرف الرسمي العراقي  الذي يقيم أفضل العلاقات معها و لا يتجرأ حتى على التوسل بها عن كف الأذى و التخريب و الموت البطيء عن الطبقة و الحلقة الأضعف من شرائح  الشعب العراقي ألا وهي شريحة الفلاحين و المزارعين الذين أفنوا حياتهم من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالهم و مواشيهم ناهيك عن أن ديالى ( بعقوبة ) هي سلة غذاء العراقيين من الفواكه و الحمضيات منذ مئات السنين .

فبعد أن عجزنا عن مخاطبة الرأي العام العالمي الذي يقف موقف المتفرج و الحكومة المنتخبة بالضغط  على أصحاب القرار لدى الجارة إيران لتغير أساليبهم و غطرستهم ؟ , نتوجه  بالسؤال و هذا الخطاب بعد أن نفذ صبر ملايين العراقيين …. للمراجع الأربعة الذين لا ينطقون ولا يحركون ساكناً في أمور حساسة و مصيرية مرتبطة بمصير و كينونة شعب و وطن و أمة بكاملها أن يقفوا مع الحق و العدل , و أن لا يتخذوا فقط من  المناسبات الدينية أو المذهبية غطاء من أجل شحذ همم العراقيين الذين أصبح شغلهم الشاغل المشي و اللطم و البكاء و العويل و ما إن خرجوا من مناسبة مذهبية إلى و دخلوا بأخرى جديدة , و الحبل على الجرار لأن في الطريق أضرحة و مزارات شيدت و أخرى في طور التشييد لمراجع و سادة من آل الحكيم و آل الصدر ستكون لهم أيضاً مناسبات يوم ولدوا و يوم ماتوا و يوم يبعثوا أحياء أيضاً سنحتفل بهم , كما نتوجه بنفس الأسئلة لحفيد المرجع … عمار الحكيم  الذي يجمع الناس من حوله في كل يوم أربعاء من كل أسبوع من أجل نشر الوعي و الثقافة و إحياء المراسم المذهبية و غيرها من الأمور و البدع  , و كذلك نفس الأسئلة  للسيد مقتدى الصدر الذي يخرج علينا كل يوم بتصريح جديد يفند التصريح الذي سبقه ؟ و كذلك نفس الأسئلة لأئمة و خطباء المساجد و الحسينيات بما فيهم السيد حميد المهاجر ( أبو تفلة و جكليته ) و كذلك ( القزويني و الصافي و الخزاعي ) و غيرهم …. بالمطالبة الجادة للجارة المسلمة إيران من أجل وقف الأذى و العبث بحياة بني البشر الذين تحرمهم من ما منحه الله لهم و هو الماء و تعيد فتح نهر الوند و توقف تدفق المياه الآسنة و المالحة و النفايات النووية التي لوثة و تلوث فيها العراق و كافة الدول المطلة على الخليج العربي أو الإسلامي , و نرجو منها أيضاً أن تقوم بقطع تدفق ( الترياق ) و المخدرات و الحشيشة و الأدوية المنتهية الصلاحية ناهيك عن مطالبتنا من السادة و القادة و الأئمة المذكورين أعلاه من وقف بدعة زواج المتعة حسب التوقيت المحلي لمدننا المقدسة خاصة النجف و كربلاء لمدة ساعة أو ساعتين و من ثم الطلاق …. و من ثم الزواج … و حتى قبل قضاء مدة العدة ؟؟؟ لأنه حرام و الله أعلم و لا حول و لا قوة إلا بالله …. لأن هذا الزواج الذي ما أنزل الله به من سلطان بجميع شرائعه السماوية و كذلك  جميع الشرائع الوضعية التي تحاربه في كافة دول العالم بما فيها الكافرة كأوربا و أمريكا الشيتان الأكبر ؟  تحرمه و تمنعه منعاً باتاً إلا ما ندر في بعض الدول القليلة جداً التي لها قوانين خاصة و رقابة صحية شديدة على مدار الساعة …. لأنه أي ( زواج لمتعة  أبو ساعة )  كان و سيكون سبب رئيسي في نشر الأمراض و الأوبئة بمختلف أشكالها و ألوانها و على رأسها مرض الإيدز القاتل عافانا …. و شافا منه  جميع مرضانا .