22 ديسمبر، 2024 8:19 م

حقوق الإنسان العراقي في مسرح التحالف الحاكم

حقوق الإنسان العراقي في مسرح التحالف الحاكم

حقوق الإنسان ركيزة أساسية، وقاعدة عظمى تستند عليها الحياة البشرية، ودعامة كبرى ترتكز عليها المقومات الإنسانية في بناء المجتمع ، وحقوق الإنسان مشتقة من الإسلام بل من روحه , فحقوق الإنسان وحريته الأساسية تمكننا أن نطور ونستعمل على نحو كامل خصالنا الإنسانية وقدراتنا العقلية ومواهبنا لأنها جوهر ولب كرامة الإنسان ، ولا فرق في ذلك بين المرأة والرجل ، فكلاهما سواء أمام القانون وأمام الله ومن ضمن الحقوق الأساسية الحق في الحياة، أي حق الإنسان في حياته، الأمان الشخصي حق الإنسان في حريته الشخصية، حفظ الكرامة ، المحاكمة العادلة ، سواء كمدعي أو مدعى عليه ،وكانت منظمة الأمم المتحدة التي تعمل للمحافظة على الأمن والسلام الدوليين قد سنت معظم القوانين الدولية التي تقر حقوق الإنسان وتكفل صيانتها ، وأكدت المسيحية كرامة الإنسان والمساواة بين الجميع بوصفهم عيال الله. أما الشريعة الإسلامية فقد أولت حقوق الإنسان جلّ اهتمامها بدءاً من القرآن الكريم حتى كتابات الفقهاء المتأخرين. فيقول الله تعالى ( ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) وقال الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحـسن تقويم) لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة. ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم. ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها ومن ضمنها دولة العراق ، فإن إعلان حقوق الإنسان هو الطرف الآخر في معادلة التساوي بين المواطنين والحفاظ على كرامتهم والدفاع عن حقوق الأقليات التي لن تشارك في الحكم ، والديمقراطية ليست غاية في ذاتها بل هي”وسيلة” أفضل من غيرها لتسيير دفة الحكم والعيش بسلام ضمن حدود معقولة. الغاية هي في حياة وكرامة الإنسان وحرياته. والحرية غاية في ذاتها نابعة من وجود الإنسان كانسان. الحرية هي ركيزة كل سياسة وكل نظام إنساني. على الديمقراطية أن تتيح للحريات، مثل حرية العقيدة وحرية الفكر، أجواء واسعة للتعايش مع حرية الآخرين بأقل ما يمكن ، إلا في العراق فالأمر والوضع يختلف تماما رغم وجود المنظمات ذات العلاقة خصوصا بعد احتلاله باسم ( الديمقراطية والعيش الرغيد) وتسلم الأحزاب السياسية الدينية دفة الحكم فيه لكن أفعالها ما يناقض الإسلام فحكومة حزب الدعوة مارست شتى الانتهاكات والأعراف والقيم ليس لما يخالف حقوق الإنسان وإعلانه العالمي بل التنوع التمتعي في الممارسات القسرية من قتل وتهجير وتهميش وإقصاء واعتقالات عشوائية ليس للقضاء العراقي وقفة فيه سوى التوقيع على مذكرات القبض الجاهزة بتهم كيدية كما يجري ألان تحت غطاء كاذب ( وجود انقلاب على العملية السياسية) والمواطن العراقي يسأل هنا إي انقلاب هذا وما هي آلياته ؟ وما موقف المشاركين في العملية السياسية من الكتل الأخرى من هذا الانقلاب ؟ والسؤال الأخر أين لغة العقل وهدوء الحكمة الذي يدل على صفة القيادة ، إن هذا الاعتقال الكمي العشوائي يعد انتهاكا لحقوق الإنسان العراقي بل مخالفة دستورية استنادا لما جاء بالباب الثاني من الدستور العراقي الجديد الذي كتب بتميز في مقدمتهم شخصيات التحالف الوطني الحاكم و كل مواطن عراقي صالح سوي هو ضد الإعمال الإرهابية ولا يقبل بأي عمل يضر بسلامة أمنه الوطني ونحن مع دعاة سلامة العراق وأمنه ، لكن الذي يجري ألان تحت ( ديمقراطية التحالف الوطني) هو خرق لحقوق الإنسان العراقي وهدر كرامته لا أريد أن اعرض في مقالي هذا عن أخلاق وصفات أهل البيت التي يتشدق بها البعض الحاكم ! لكن نقول للإنسان قيمة وللعمر احترامه ، كفى حقد وظن في التعامل؟ ويكفي ما نشاهد ونسمع يوميا من أقوال لقادة حزب الدعوة والتحالف الوطني تؤكد وبإصرار على سوء النية في التعامل بكل الملفات العالقة ومع الأسف هناك قاسم مشترك يجمع كل قادة وشخصيات التحالف الوطني في معالجة الملف العراقي برمته هو ( الحقد والضرر والنية السيئة) السؤال إلى متى ؟ والى أين ؟ هل الكراسي ومباهج الحياة وفسادها أنستكم الله ! إلا تكفي تجربتكم الأولى ؟ مهما تبرر من هذه الممارسات إلا إنسانية ستنعكس سلبا وما يزرع يحصد ، لذا ندعو إلى النصيحة والمشورة الأمينة في التداول والدقة في الصواب والعقل والحكمة في القرار و كفى اضطهادا وظلما واتقوا الله واجعلوا العفو والتسامح والمحبة لبناء العراق وفق مبدأ الحرية والسلام بمشاركة الجميع وان نجعل حقوق الإنسان العراقي هي التي تساهم في بلورة القرار السياسي وتقرير المصير .