22 نوفمبر، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

البلوتوقراطية

حتى الآن، المصطلحاتُ الأغريقية تحتلُ الصدارةَ وبجدارة ْفي حياة العالم السياسية والفلسفية والرياضية .. وكأنّ الأغريق اكتشفوا كل شيء مبكرا ولن تُستبدل تسمياتهم باخرى ، كما فعلنا وأسمينا يوما في مراحل عصر _النهضة_ العربية ، الترانسستور_ بيت الطاقة ،والبيكب_ الشويحنه ،والسندويجة _ بالشاطر والمشطور والكامن بينهما !!، فالديمو – قراطية ( حكم الشعب)، و(البيرو قراطية – حكم المكتب بمعنى سلطة الادارة ، والتكنو- قراطية ، حكم الكفاءات (او التكنوقراط كما هو حاصل في العراق ) ، والثيو – قراطية ، حكم رجال الدين ، وأخيرا وليس آخرا البلوتو – قراطية . وهذ الأخيرة وردت في أحدث تصريح لعالم الاجتماع الامريكي الشهير نعومي تشومسكي في معرض تعليقه على فوز الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، الذي بداه بالقول انه حدث فريد لا مثيل له في الغرب المتحضر ، واصفا ترامب بأنه حصيلة مجتمع متداع وماضٍ بقوة نحو الانهيار . ونعوم تشومسكي ، الذي يعد من المفكرين المعاصرين البارزين، وجه انتقادات حادة للغاية للسياسة الأميركية في السنوات الأخيرة، انعكست نتائجها على التطورات المحيطة بانتخابات الرئاسة الأميركية، والتي ادت في نهاية المطاف الى مفاجأة حتى تنّين السياسة الامريكية وزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر ، على حد اعترافه ، حيث عبر كيسنجر عن دهشته من نتيجة اعتبرها خارج التوقعات ، ناصحا ترامب نصيحة لا اظنه سيعمل بها ، وهي استغلال الوقت لاصلاح فلسفته.هذه المفاجاة أرجعها تشومسكي الى موضوع غاية في التعقيد يتصل بسلسلة من المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة من انعدام مساواة وعنصرية وفجوات اجتماعية فيقول “هؤلاء الذين يؤيدون ترامب ليسوا من الفقراء‘ أغلبهم من الطبقة العاملة البيضاء، الذين عانوا التهميش خلال حقبة النيو- ليبرالية، ولنكن أكثر دقة بداية من عصر رونالد ريغن”. تشومسكي اذن يحدد هوية الذين صوتوا لترامب بانهم من ضحايا الحرية ، وضحايا اللغة السياسية التي اصبحت عتيقة ومفضوحة من الشعوب المهمشة التي ضحك عليها السياسيون ورجال الدين فذهبوا يبحثون مع ترامب عن ( المجرّب الذي يّجرب ) وهو الناجح في عمله ، فانتخبوا ابرز رموز النجاح في العالم دونالد ترامب عسى ان تستقيم شؤون الحياة البشرية بفضل ادارته وحسن تدبيره . فالولايات المتحدة حسب تشومسكي هي دولة الحزب الواحد، ذي الوجهين السياسيين؛ أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي. وهذان الوجهان استهلكا وامتهنا كثيرا ولابد من طراز معاصر ثاقب يخترقهما ، فبعد ان جربوا سياسيي الانتخابات ، في الديمقراطية ، ورجال الحرب الذي يدعون التكليف الالهي في الثيو قراطية ، وحكم العلماء والكفاءات في التكونوقراطية، وفشلوا ويئسوا وخاب رجاؤهم، اتجهوا اليوم الى ترامب وعشيرته ، الى حكم الأثرياء وهو أحد أشكال الحكم تكون فيه الطبقة الحاكمة مميزة بالثراء. او ماتسمى بالاغريقية طبعا، (البلوتوقراطية). 

أحدث المقالات