22 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

طز بترامب فالعراق أغلى!

طز بترامب فالعراق أغلى!

الحاكم لم ينهِ خطابه والنتائج النهائية لم تظهر بعد، وبدأت الفضائيات العربية المجنونة، بعرض سيرة حياة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، ولم تكتفِ بمشاهدته يترنح مع عائلته كالطاووس، بل إنهالت بعرض معلومات وصور، عن زيجاته، وبناته، وأولاده، وعرضت حكايته وكأنه أسد الغابة، ما بين حلبات المصارعة، وأسواق المال، وملاعب الغولف، ومشاركة في أفلام سينمائية، متناسين بأنه قد ذهب تعيساً، وسيأتي متعوساً، وشعوبنا مَنْ ستدفع الثمن!   
ما يهم منطقتنا الملتهبة هو تقديم البرهان، فالصفعة التي وجهها ترامب لملوك الخليج، كانت قوية ومخادعة، فأدخلتهم في غرف الإنعاش السياسي، وبدا وكأن الإشتعال سرى في خاصرتهم، وهذا من حقهم!
 خطاب ناري قد فِهم العالم من خلاله، أن أمريكا برئيسها الجديد، سيبطش بحلفائه من رؤساء وملوك الخليج، إلا أن يكون الدفع أضعافاً مضاعفة، ثمن الحروب التي خاضتها نيابة عنها، فوقت الحساب قد حان، ولكن لننظر الى هذا الزعيم الجديد، الممثل المترف بالتهديد والوعيد، الذي يملك عقدة المال، والثأر، والنفوذ، ويمتلكها بامتياز حتى ترك انطباعاً للمتابعين، بأنه رجل بمائة وجه.
سؤال يطرح نفسه على خارطة الحدث الأمريكي السريع، بزعيمها الأكثر سرعة وجرأة، في طرح أفكاره المعادية، لكل شيء ومن أجل أي شيء، وهذا السؤال يتلخص بالوضع العراقي على وجه الخصوص، هل سترتمي بعض الإطراف السياسية، في أحضان أجندات خاصة، وتتلقى تعليماتها من البنتاغون والموساد معاً، أم أن بعض الساسة تعلموا الدرس جيداً، وأنه لا عهد ولا أمان لأمريكا؟! الأوطان والشعوب بنظر أمريكا خيوط، ومشاكل، وثغرات تستطع النفاذ منها، لصنع الخراب والفوضى، فهي لا تؤمن بنظرية الخدعة والمؤامرة، فكل شيء مخطط له بدقة، وما يصلح لهم لا يصلح لنا، لأن مصلحتهم فوق مصلحتنا، ويبقى على ساستنا أن لا يحاولوا خرق سفينة العراق من الوسط، لكيلا تغرق بسبب غبائهم، ومطامعهم الضيقة في المناصب.
عندما ترى أمريكا، أن التقسيم هو الحل في العراق فمَنْ سيردعها؟ حينها ستجدها تسعى هي وذيولها، من العرب والغرب للنيل من وحدة العراق، وسنمهد لهم الطريق بنزاعاتنا وتناحرنا، وهذا ما سيجلب لنا الدمار، وسنعطي الفرصة لترامب أو لغيره، بالتدخل فرضاً وقسراً ليتم إستنزاف خيراتنا، فعليكم الالتفات أيها الساسة: والإبتعاد عن ترهات التقسيم والإنفصال، بتوحيد الكلمة والتكاتف معاً، وقطع ألسنة المنادين بها، والتعامل مع الوضع العراقي القادم، برؤية ثاقبة وحكيمة، لكي تهدأ النفوس وينتهي القلق، وتشرق شمس العراق الجديد الواحد الموحد.
ختاماً:  ترامب رجل أعمال مشاكس، سياسي متزمت، ملاكم مفترس، لاعب غولف، زوج لثلاث من النساء، سأقولها لك بملء الفم: طُز فيكَ وبأمريكا، فالعراق أغلى منكم.

أحدث المقالات