22 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

على هامش الجلسة 

على هامش الجلسة 

صُدِم العالم يوم أمس بخيار الشعب الأمريكي عندما أعطى أغلب أصواته للمرشح دونالد ترامب و وضعه رئيس للولايات المتحدة الامريكية ، و صار أكثر سؤال يطرح ما لذي دفع الأمريكيين لاختيار رئيس من خارج المؤسسة السياسية الأمريكية ، و شخصية مثيرة للجدل !؟ و على هذا السؤال طرحت مئات التحليلات إلّمْ تكن أكثر ؛ و كل ما طرح جدير بالاهتمام و الاعتبار ، و شخصيا أرجح تفسير أن الشعوب و مهما أقتنعت و انتمت سياسيا إلا أنها تنشد التغيير و أهم من ذلك تريد مصالحها الخاصة و ليست المصالح العليا و النخبوية ، في كل العالم هنالك فجوة بين الشعوب و التي تتسم على الأغلب بالحاجة و البساطة و بين الجماعات السياسية التي تفكر بنخبوية ، و في العادة تكتشف الشعوب بعد أن تسحر بالخطابات النخبوية أنها تفتقد إلى حاجاتها الضرورية أو أنها تعاني من توفير ما ترغب به ، و المصالح العليا تحقق للجماعات السياسية مصالحها و لكنها لا تمس بشكل مباشر مصالح عامة الشعب ، و هذا بتقديري سر نجاح ترامب و الكثير من الزعماء في العالم خاصة الثوريين منهم ، و لا أقصد أن ترامب شخصية ثورية بالمعنى الثوري المتعارف عليه ، إلا أنه يتسم بمواصفاتها بما يرتبط بما يفكر و يعتقد به الكثير من الامريكيين ، فترامب تحدث و وعد الأمريكيين بما يتعالى الديمقراطيين و حتى الجمهوريين من زملائه عنه ، خاصة بما يرتبط بالوظائف و جني الأموال من البلدان التي تتمتع بالحماية الأمريكية كالعربية السعودية و غيرها .
و عبرة فوز ترامب تتضمن التفكير بطريقة ديمقراطية بنحو مختلف عن ما تطرحه الأدبيات السياسية في العادة ، فإذا كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب ، فعلى المسئولين الديمقراطيين أن يقنعوا الشعب من أجل أن ينتخبهم مسئولين ، و إقناع الشعب يحتاج أن تحقق له حاجاته و تطلعاته التي تغير من حياته نحو الأفضل ، قد تنشد الشعوب مصالح دولتها العليا لكن ليس على حساب مصالحها الخاصة … لا أخفي القارىء الكريم أن حدث الانتخابات الأمريكية أرتبط عندي بحصوله بعد يوم من حضوري للتغطية الإعلامية لجلسة المحكمة الإتحادية العليا في بغداد ، قبلت المحكمة في جلستها هذه دستوريا طعون في قانون هيأة الأشراف القضائي و مواد في قانون الأحزاب السياسية و قضايا أخرى ، و ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه فقد أِشرت في مقالي السابق ( صيانة السلطات ) إلى ما يرتبط بقانون هيأة الأشراف القضائي ، إلا أن ما ذكره رئيس المحكمة في حديثه مع من كان حاضرا من المحامين و الإعلاميين على هامش الجلسة و بعد إذاعة القرارات ، و قال : أن هنالك حالة غير محمودة تحصل في العراق ، و هي أن جهات متعددة في بعض السلطات تتصدى لإعمال ليست من شأنها و ليس من اختصاصها و وظيفتها ، كالمهام الدبلوماسية التي يقوم بها بعض أعضاء مجلس النواب و هذا ما رأيناه بالفعل عندما رأينا أن أطرافا متعددة أبرقت بتهانيها للرئيس الأمريكي و كأننا مجموعة دول في العراق و لسنا دولة واحدة يقوم رئيس جمهوريتنا بتهنئة جمهورية الولايات المتحدة بالنيابة عن الشعب العراقي ، و قال أن هذه الحالة مما يؤسف لها في العمل العراقي 
لا أعرف لماذا لا يهتم المسئولين في العراق بالتفكير بما يريده شعبهم ، و يحققونه لهم من موقع واجباتهم و مسؤولياتهم ؛ و ليس بهذه الطريقة التي أفقدت الدولة دورها فحل بنا ما حل و ما يحل ، لا أعرف لماذا لا يدرك هؤلاء المسئولين أن مفهوم الدولة هو نظام وطني ، و ليست جماعات أو مكونات ! رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية درس بليغ في الاهتمام بما يريده الناس ، لإن حاجاتهم قد توصلهم إلى أختيار شخص لا خبرة سياسية له و لا يمكن أن يمثل أمة عظيمة كالأمة الأمريكية فقط لأن النخبة السياسية لم تهتم بحاجاتهم .

أحدث المقالات