ما يمكنُ أنْ يقرأَ الكثيرُ في هذه الأربعينيةِ ، الغنيةٌ بكلِّ معنى الكلمة ..لم تكنْ شعيرةٌ عابرةٌ ، ولم تكنْ ممارسةٌ إبتدعتها العقولُ ، أو نظمتْ لها الرواياتُ ، وكانتْ الشيء الذي دلَّ على ذاتهِ بذاته ، أي بتطبيقها وكلَّ ما دارَ في فلكها كان يحكي الإعجازَ الذي لبستهُ رداء لها ينقلها عن العبثيةِ إلى ممارسةٍ تقفُ عندها العقولُ مذهولةً تحكي الحيرةَ في أغلبِ جوانبها وهي تسطرها نباتاً ربانياً دون تدخل الإنسان به ، شذيَ العطر ممرعاً زاهيةً ألوانُها فاقعةَ الجمالِ يسرُ الناظرُ لو رآها بمرآةِ العقول ..
كانتْ حلقةُ وصلٍ مهمتها أنْ توحدَ الجهود وتصفُ العقول حلقاتٍ سوراً يحكي روايةَ الدفاعِ المقدس عن حريمِ العترة الطاهرة والأربعينيةُ تحكي جمالَ تأثيرها والبعدَ الفلسفي لها وهي تهيجُ كالبحر الذي حركته قدرةُ الله تعالى ليبتلعَ كلَّ سوءٍ كانت تعدُّه تلك الأيادي الآثمة وهي تفرقُ بين الشعوب كما فرقت بحربِ الثمان سنوات بين إيران والعراق ، وكما فعلْ ذلك بين التآخي السني الشيعي الذي صنعتْ منه حروباً طائفيةً ..
نافذةٌ من نوافذِ العقلِ طلت برقيٍّ عجيب على تأثير هذه الممارسةُ الروحانية التي كانت طبيباً يعالجُ النفوسَ ويصنعُ لكلِّ مريضٍ دواء خاصاً به ..
أربعينيةٌ هي محورُ كلُّ قضايا الإنتصار وتقدم الشعوب الإسلامية التي تعيَّ فقهَ تلك الثورةُ وثمارُ الوعي يوم نكونُ وعاةً حقيقيين ..
ممارسةٌ كانتْ من ركنين عظيمين زائرٌ ومضيفٌ له ، وكلاهما كانا في معركة الوعي الذي ينجحُ كلَّ قضيةٍ ..وقد تجسدَ خطُ الشروع في رحلةِ الجمالِ التي رسمها الشعب الإيراني بهذه الهمةِ العالية والأعداد العظيمة التي وفدتْ يسوقها العشقُ والغرامُ والهيام ..