وهذا قول يقوله البغداديون عمن صبر على الاهانة، فهانت عليه نفسه، ويعني انه شتم مرارا، فامتلأت أذنه بألفاظ الشتيمة، وهان عليه تكرارها، وهذا القول هو من محفزات الاهتمام بصيانة الكرامة، وقديما قال المتنبي بقول مشهور:من يهن يسهل الهوان عليه…مالجرحٍ بميتٍ ايلامُ
وكذلك قال البغداديون بنفس المعنى : (إمام المايشوّر ايسمونه ابو الخرك)، وهي كناية عن معاملة المنفلتين بالشدة والحزم، وروى القاضي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة انه لما ولي ابو الفرج محمد بن العباس وزارة بختيار البويهي، ظلم الناس وكنت ممن ظلمهم، فقد اخذ ضيعتي بالاهواز، فتظلمت في بغداد، فما انصفني، وكنت أتردد الى مجلسه، فرأيت شيخا يعرف بابي نصر محمد بن محمد الواسطي، كان احد قواد الديلم كبس داره، واخذ قيود طابو ضياعه، فجاء ابو نصر الى الوزير، فلما عرف الديلمي بذلك، اهدى عهود الضياع الى الوزير، فقال: قبلتها منك، واصدر امره الى وكلائه بالتصرف فيها، فالتجأ الواسطي الى كتابة قصة شرح فيها مظلمته، وعنونها الى الامام موسى بن جعفر، وطلب منه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وباقي الائمة عليهم السلام، ان يأخذ له بحقه من الوزير، وعلق القصة على شباك الضريح، قال التنوخي: فزرت قبر الامام موسى بن جعفر، فأبصرت القصة معلقة، فعجبت من ذلك عجبا شديدا، ووقع عليّ الضحك، لانها قصة ترفع الى رجل ميت، فظننت ان ابا نصر اراد بذلك ان يقرأها الوزير، فيعلم ان الرجل على مذهبه، فيتذمم من ظلمه ويرهب الدعاء عليه في ذلك المكان، ولكن الوزير قرأها، فما رهب شيئا، وطالت محنة الرجل، ورحل الوزير الى الاهواز، وانحدر ابو نصر معه، فلما صار الوزير بالمأمونية، ورد الى القائد بالاهواز امر من بختيار باعتقال الوزير، واستعاد ابو نصر ضياعه، وبقيت انا لم ينصفني احد، ونحن ولسان حالنا يقول: انا الغريق فما خوفي من البلل.
الاعلام العراقي المتعب والذي خلط عصرين واستعان بزمنين بقي قاصرا امام الاعلام العربي المتخلف، فلو انه كان اعلاما حقيقيا لبث التقارير التي تؤكد عفة الفتيات وقدسية هذه المحافظة، وموقع هذه الزيارة لدى طائفة كبيرة من العراقيين، ولم يترك للاقلام الشريرة ان تعبث بمقدراته، الاعلام ذاته الذي سلط الضوء وفضح بنات الانبار والموصل لقي صفعة مباشرة من الاعلام السعودي، كيف لكم ان تظهروا ابناء غير شرعيين لداعش على شاشات الفضائيات، وتتهموا نساء الموصل مباشرة انهن يحملن اللقطاء، هل تظنون ان هذا اعلاما عراقيا حقيقيا، انتم من قام بالفعل وعليكم ان تتقبلوا رد الفعل، فكما كانت مهنيتكم هزيلة باظهار صوت وصورة ام علي في الموصل وهي تحمل لقيطا من داعش، عليكم ان تتقبلوا الاتجاه الآخر وتحسبوا حسابه، فاعراض الناس ليست لعبة بيد احد، الصحفي معد فياض لم يكن مجرما، سياسة جريدة الشرق الاوسط وسياسات فضائياتكم المجانية هي من جلب الويل والثبور على نساء العراق، فصرن هدفا يرمى من كلا الطائفتين، الرجل كان اداة وهناك سلسلة كبيرة تستقبل التقرير من المراسل الصحفي، هناك سياسة الجريدة وهناك رئيس التحرير وهناك رئيس القسم وليس اخيرا بسكرتير التحرير ومحرر الدسك، كل هذا يتيح للجريدة ان تتلاعب قدر ماتستطيع بالتقرير المرسل اليها، وانتم احكموا من تخلي الجريدة عن الصحفي منذ الوهلة الاولى واتهامه، هي القت الكرة وطرقت الطرقة وعليكم ان تردوا بمهنية اكبر من مهنيتها، وبطريقة متحضرة لتبعدوا التهمة وتظهروا الحقيقة، الحرب اعلامية فلا تحولوها باتجاه آخر، وكل مانستطيع قوله للشرق الاوسط في هذا المقام: ان الاناء ينضح بما فيه.