لم يشهد في دول العالم،متابعة وترّقب للانتخابات،مثل الانتخابات الأمريكية.
العالم وبالذات الشرق الأوسط، وبالأخص الدول العربية منه،في حالة غليان وانتظار لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية،من يفوز بها،هل ترامب الجمهوري أم هيلاري كلنتن الديمقراطي؟
حتى إنني سمعت من بعض المحللين السياسيين السعوديين، يفتخر ويقول:نحن السعوديون، ودول الخليج، وبعض العرب،نقيم احتفالات وتغطية اعلامية،كل ما تأتي الانتخابات الامريكية، وتمنى وطالب من أمريكا ان تغطي على هذه الاحتفالات أعلامياً!
شاهدت من خلال متابعتي لبعض التغطيات الاعلامية،وبعد فوز دونالد ترامب،واصبح الرئيس الأمريكي الرسمي،بعض اللقاءات التلفزيونية، مع جمهور من العرب،واسرائيل،وأوربا، وسمعت كذلك بعض التصريحات للحكومات من مختلف دول العالم.
جزء منهم يشعر بالقلق والخوف من القادم من سياسة ترمب،وجزء آخر أكثر تفاءل،فالفلسطنين يريدون من ترامب ان يضع حداً لأسرائيل،ويحل المشاكل العالقة بينهم،لكي يستقر البلد سياسياً وأقتصادياً،واسرائيل ترى العكس،وترى ان ترامب حليف مقرب لهم أكثر من أوباما، وسيساعدهم كثيراً،العراق وسوريا تأمل منه المساعدة في القضاء على الارهاب، وخاصة ترامب وعد بالقضاء عليه.
روسيا متفائلة جداً بفوز ترامب، وترى فوزه انفراج للأزمة،وان سياسة ترامب ستجنبهم العقوبات الدولية التي فرضت أو التي ستفرض عليهم، بعد لقاء الروس بترامب، وعلى عكسهم حلف الناتو يريد دعم أكبر من امريكا برئاسة ترامب.
ايران قلقة،خاصة بعد تصريح ترامب بأنه سيمزق الملف النووي المتفق عليه سابقاً، الحكومة المصرية بقيادة السيسي،أكثر العرب سعادة بفوز ترامب،ويرون انه سيكون حليف قوي لهم بخلاف أوباما، السعودية تتمنى ان تتحسن علاقتها مع أمريكا من جديد برئاسة ترامب.
المكسيك عندها خلاف مع امريكا حول اقامة جدار، وتريد ان ينتهي هذا الخلاف، بقية دول العالم عندها مشاكل كثيرة وتأمل من ترامب حلها، كالدول الأفريقية والآسيوية وووو القائمة تطول،والمطالب تطول معها.
ولست أدري هل هذه الدول وشعوبها تعتقد بترامب الرب الأعلى؟!
مراقبة الأنتخابات الأمريكية وإنتظار من يفوز بها بشغف، من الحكومات في العالم مع شعوبها، أكبر دليل، وإقرار،واعتراف بأن أمريكا هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وهي التي تتحكم بمصير الدول والشعوب، حتى قيل:إذا عطست أمريكا أصيب العالم بزكام.
أكثر الحكومات في العالم،وبالذات العرب منهم، ربطوا مصيرهم بمصير أمريكا،وجعلوا من أنفسهم وشعوبهم، يعيشون التبعية السياسية والاقتصادية لامريكا،لذا هم يتأثرون جداً،وتتغير أوضاعهم بتغير السياسة الأمريكية ورؤسائها،لذلك تشاهدهم يتابعون الأنتخابات بشوق ولهفة، وخوف وقلق،وأيضاً يقيمون الاحتفالات لها كما يقول المحلل السعودي!
هذه الحكومات البائسة والفاشلة، دمرت نفسها،ودمرت شعوبها المسكينة، بدل ان يعتمدوا على أنفسهم في بناء كيانهم وذاتهم، ويستثمروا خيرات البلاد، وطاقات الشباب ليكتفوا ذاتياً في كل مجالات الحياة، ويتوكلوا على الله ويثقوا به في جميع أمورهم، ذهبوا وأعتمدوا على أمريكا يستجدون منها،ويطلبون يد العون، حتى صارت عندهم أمريكا بدل الله مقسمة الأرزاق، ومقدرة الأمور!!!
قال الامام علي عليه السلام:(استغنِ عمن شئت تكن نظيره,و أحتج إلى من شئت تكن أسيره,وأحسن إلى من شئت تكن أميره).
أقول: إذا كانت كلها تريد حل مشاكلها من امريكا، وتطالب ترامب بذلك،فأنا عندي طلب صغير جداً،أريد من ترامب ان يجد لي وظيفة صغيرة في الحكومة العراقية،وإذا وظفني سأراقب الأنتخابات الأمريكية شأني شأن الباقين، خشية أن يأتي رئيس جديد ويطردني من وظيفتي!!