قبل أشهر كانت كتل التحالف الوطني، يصفونه “بالتخالف الوطني” لعمق الخلافات، وتضارب المصالح فيما بينهم، فكان التحالف أشبه، بجسد بلا رأس ولا روح.
أغلب كتل التحالف، لم تكن متحمسة،لإعادة الروح لهذا الجسد، عدا كتلة واحدة، كثيرا ما ينادي أعضائها بوحدة التحالف، وجعله مؤسسة بنظام داخلي.
تشرذم التحالف الوطني، بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم، الذي كان له دورا بارزا، في لملمته ووحدته، فصرنا نسمع بالتحالف الوطني، حين يسمي رئيس الوزراء، وبعدها يركن هذا الكيان جانبا.
أما اليوم بعد حل مشكلة رئاسته، وإنتخاب السيد عمار الحكيم لرئاسة التحالف، في وقت قصير إستطاع السيد عمار، من جمع الخصوم، والإتفاق على المشتركات، وترك الخلافات، وقد بذل جهدا في إعادة التيار الصدري، إلى البيت التحالفي، والإصغاء إلى مطاليبهم، وإقناعهم بالعودة، وقد نجح بذلك.
لأول مرة أصبح للتحالف الوطني، نظاما داخليا يتكون من الرئيس ونائبيه، والهيئة العامة، والهيئة القيادية، والهيئة السياسية، إضافة إلى اللجان المتخصصة، كاللجنة الحكومية، واللجنة البرلمانية.
بدا التحالف الوطني، كأنه ولد من جديد، بظهور كتلة كبيرة، تتفاوض بإسم التحالف، وأصبح القطب الأكبر داخل البرلمان، فأثمرت تلك الوحدة، إقرار قانون الحشد الشعبي، الذي أنصف تلك الشريحة المجاهدة والمضحية، فكان إقراره إنجازا للوطن.
ومن ثمار الوحدة، هي الإتفاق على مبادئ أساسية، لمرحلة ما بعد داعش، في وحدة الوطن، والتعايش السلمي، وحفظ حقوق المواطنين، وهو ما عرف بوثيقة التسوية الوطنية، التي تبناها ممثل الأمم المتحدة، وستعلن بعد تحرير الموصل مباشرة.
إن سياسة التسقيط والتخوين، وعدم الإحتكام إلى المؤسسات الدستورية، وإستغلال السلطة، وإمتيازاتها، لم تجدي نفعا للوطن، بل جلبت لنا المزيد من الإتنقسام، داخل البيت الواحد، وبالتالي وصول الأوضاع، إلى ما وصلت إليه، فأدرك أولئك خطا تلك السياسة، ولو بعد حين.
بعد أن إستعاد التحالف الوطني رأسه، أعيدت إليه الروح، وأصبح كيانا حيا منسجما، فقوتنا في وحدتنا، وضعفنا في تشتتنا وإنقسامنا.