22 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

نحن في عالم متغير الانتخابات بين التقليد ومناهضة المؤسساتية

نحن في عالم متغير الانتخابات بين التقليد ومناهضة المؤسساتية

فشلت معظم استطلاعات الرأي العام التي اجريت قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية في التوصل الى النتيجة المتحملة لسباق الفوز بالرئاسة في البيت الابيض وكلها جاءت بنتيجة واحدة هي فوز مرشحة الحزب الديمقراطي بفارق كبير وخسارة نظيرها مرشح الحزب الجمهوري الذي حتى هو تضاءلت ثقته بالفوز عندما خاطب اتباعه قائلا انه يعلم ان طريق للفوز صعب جدا وسوف يشكك بنزاهة الانتخابات. ولكن بدأت الحقائق تنكشف وحصل الذي حصل كما حدث في )استفتاء بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الاوربي (Brexit) ويبرر المهتمون باستطلاعات الرأي (Pollsters) ان الاسئلة الموجه الى المستجوبين (Respondents) كانت غير واضحة وغير دقيقة وهذا يستدعي برأي وضع آليات وسبل جديدة او اخرى في البحث العلمي . كمراقب للأعلام الاخباري المذاع والمتلفز الغربي تبين لي ان فوز المرشح الجمهوري جاء نتيجة لما يلي:
– نجاح المرشح الجمهوري في استثمار الاستياء الشعبي من المؤسسة السياسية الامريكي(Bipartisan institution (وعدم الرضا من سياسات هذه المؤسسة
– معظم من صوتوا للمرشح الجمهوري هم من غير المتعلمين في الجامعات ومن الاوساط التي تعاني من البطالة وقلة الموارد
– التوجه العام لدى عموم الناس هو عدم التعاطف مع المؤسسة السياسية Anti-establishment) feeling) وذكاء المرشح الجمهوري في استغلال ذلك الشعور الباطني بنجاح
– قسوة الاعلام عليه (Bad Press) وعدم تعاطفه معه مما جعل الناس يشعرون بالدور الخبيث للإعلام ودفعهم الى مساندته بطرق ما
-في اللحظات الاخيرة ظهر ان معظم المنتخبين المتأرجحين(The undecided) قد اتجهت اصواتهم باتجاه المرشح الجمهوري وكذلك الحال مع (The White Minorities) الاقليات البيضاء
– ناهيك عن فساد ممثل المؤسسة السياسية مرشحة الحزب الديمقراطي(Corruption ) التي كانت كما هو معروف تتنافس مع شخص من خارج المؤسسة السياسية الذي كان لابد ان يمثل احد اطرافها وهو الحزب الجمهوري . الرجل كان اعلامي بارز ورجل اعمال كبير وقدير وميلاردير ومن رواد تلفزيون الواقع(Reality TV) وله برنامج شهير في هذا الخصوص اسمه(The apprentice)(الصانع) وكان يعرف دقائق مشاعر الناس من الشعب الامريكي وتمكن من توظيفها واستثمارها بشكل فعال(Tap the public unease) وتبين ان شخصيته كانت تجذب اكثر من نصف المجتمع الامريكي ولا تجذب الاعلاميين
أما الاعلام فشأنه شأن المؤسسة السياسية قد خسر هذا الجولة في حربه ضد المرشح الجمهوري واعتقد انه سيفوز في الجوالات القادمة وسيزيح الرئيس القادم واذا لم يفز الاعلام سنشهد حدثا من العيار الثقيل
ان لم يكن على صعيد الولايات المتحدة فسيكون على صعيد العالم
ما حدث ادى الى انقسام الرأي العام الامريكي الى قسمين: قسم يناهض المؤسسة السياسية التقليدية وانصار المرشح الجمهوري يؤيدون هذا التوجه فيما يقف النصف الاخر مؤيدا الى المؤسسة السياسية التقليدية ممثلة بالمتمسكين بالحزبين الرئيسيين: الجمهوري والديمقراطي والاعلام التقليدي
الرئيس المنتخب قد يفي ببعض وعوده التي وردت في برنامجه لا نصاره على الصعيدين المحلي والخارجي ولا اعتقد انه سيفي بكل الوعود والدليل على ذلك ما ورد من مدح في كلمته بعد الفوز للمرشحة الخاسرة وعدم ذكره لوعده بوضعها بالسجن والدليل الثاني هو لقاءه الودي مع الرئيس الحالي الذي سبق اتهامه له بعدم الكفاءة ووصفه بعدم اللياقة وعدم الصلاحية (Unfit (
وهناك الكثير المواد الواردة في برنامج الرئيس الامريكي وخاصة المتعلقة بالسياسة الخارجية كالصراع العربي-الاسرائيلي والارهاب والديمقراطية وكوريا الشمالية وروسيا والاسلحة النووية والمناخ والصين فليس هناك مواقف واضحة منها.

أحدث المقالات