22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

صلح الامام الحسن “ع” مع معاوية هوالفتح العظيم

صلح الامام الحسن “ع” مع معاوية هوالفتح العظيم

البعض لازال ممتعضاً من صلح الامام الحسن “ع” مع معاوية في عصرنا هذا كما كان بعضهم ممتعضا في عصر الامام نفسه , معتقدين انه خذلان للتشيع وكسر لتقدم الاسلام المحمدي وفسح الطريق واعطاء الشرعية لتزييف الدين بتسليط بني امية على راس الامة .
     فأخذ البعض من الموالين المخلصين يسميها هدنه وليس صلحاً من باب تبرئة الصلح , مع العلم ان الامام الحسن  “ع” كان يسميها صلحاً وقد عبر عن علة الصلح بقوله (علة مصالحتي لمعاوية , علة مصالحة رسول”ص” لقريش ) ,فالصلح بالغة تعني الهدنة والهدنة تعني الصلح فليست هناك مشكلة اصطلاحية , فمراد الاتفاقية او الصلح هي جاءت بعد سلسلة مفاوضات تقدم بها معاوية عليه لعائن الله , لم تنال رضى الامام وفريق كبير من المسلمين , وتم الاتفاق وابرام الصلح بشروط ملئها الامام روحي فداه على فريق معاوية , وكان الامام يتحدث من منطلق القوة بملئ الشروط وليس كما يروج انه كان مخذولا من العراقيين , فلو كان الامام ضعيفا وبلا من يناصره لما كان معاوية محتاج للصلح والاتفاق , ولاكتفاء بقتل الامام الحسن “ع” وانهى الشروط والائملاءات , فالهدنة او الصلح , استمرت كما اراد وخطط لها الامام الحسن “ع” لعشر سنوات ولم تنتهي الا بغدر معاوية ونكثه للمواثيق , فالعقد  كان فسحه للامام الحسن والحسين “عليهما السلام ” باعادة تنظيم انصارهما المخلصين وجيوشهم في العراق , والهدنه كانت بمثابة غيبة المعصوم عن الامة او غيبة القائد الحقيقي عنها , بعد ان اعتزل الحسن السياسة لفترة طويلة  , ففترة غيابه عن الامة اكتشف بها معادن الناس بعضهم لبعض , فمن هو الكاذب ومن هو القائد ومن هو صاحب الحق , ومن هو من يحاول الغدر والفتك بهم , وخلق دين زائف جديد بديلا لدين محمد “ص” .
    اسميناها  بالفتح لانه كشف مراد التيار الاموي ومايريده من دين او اسلام جديد, بدلا للاسلام المحمدي الذي تم تعطيله على يد معاوية , بخلق البدع وادخال الاسرائييليات على مرويات الامة بايجاد تشريع جديد بديلاً لسنة رسول “ص” وسنة قرانه الكريم اسموها سنة الشيخيين عمر وابي بكر والتي استمرت هذه السيرة في بلاد الشام والامويين لاكثر من عقدين , والتي اوقفها الامام الحسن “ع” , بهذا الفتح , وكانت من اهم شروطه بالصلح مقابل منح معاوية سلطة الامة وحكومتها , وكانت فتحا بكل شروطها التي من ضمنها اعطاء الامان لكل شيعة علي “ع” حتى ممن قالتلوا معاوية بزمن علي بن ابي طالب “ع” , وكان معاوية مرغما بالقبول بكل شروط الامام الحسن “ع” , ولم يرد واحدا منها ,لانه يفكر بحكم العراق والشام معا والامام يفكر بحفظ دين محمد “ص” , وتعريفه لاهل الشام , الذين لم يعرفوا الا دين الشيخين .
    اذن الفتح في شروط الصلح وما اتت به للاسلام والتي لم تعرف لمجتمعاتنا ليومنا هذا , والتي كانت بمثابة دستور دائم  كتب لحكومة جديدة , وليس بحكم العراق الذي كان تحت سلطة الامام الحسن “ع” من زمن ابيه 

أحدث المقالات