لست أغالي أن قلت إن المرأة العراقية لا تدانيها إمرأة في العالم, لما عانته وتحملته من ظروف قاهرة, امتدت على خارطة تأريخ العراق.
عانت العراقية الويلات والآلام, وشاركت الرجل كل مآسي العراق, وتحملت وهي الأم والزوجة والبنت, كل أشكال الفقدان فكانت أم مفجوعة وأرملة متألمة وابنة يتيمة.
كما وتقاسمت مع الرجل تارة, وتارة لوحدها العمل, فكدحت وعملت, وربت وخرَّجَت أبناء, حملوا خلقا وعلما وأدبا جما.
كل هذه المأساة لم تُرْضِخ المرأة العراقية, بل زادتها صلابة, وصقلت شخصيتها, فكانت مدرسة في الإيثار والصبر, والعطاء والتضحية, وضربت أروع أمثلة للصمود والتحمل.
كانت العراقية مجاهدة في الأهوار وفي الجبال, وحملت السلاح وساندت الرجل في الدفاع عن الوطن ومحاربة الطغيان, تشق طريق الحياة بجلادة, وتعمل بلا هوادة.
حملت المرأة العراقية –رغم كل ما عانته- قلبا لا نظير له, فكانت الأم الحانية, والزوجة المُحِبَة, والبنت المطيعة, تزرع الإبتسامة وتصون الأمانة, وتعطي دروسا في التسامح والتعاون والتآلف.
جمال قلب العراقية, أكمله جمال المظهر, فكانت بِسَمارها ترسم لوحات من الرقة والجمال, وأعطت العراقية معنىً آخر للأناقة والترتيب, وكأنها تعيش في بحبوحة من الحال وكأن العاديات لم تمر عليها.
بذلت السيدة العراقية أغلى ما لديها, حينما داهم الخطب أرض الوطن, فكانت شريكة في الجهاد, فما إن انطلقت فتوى الجهاد بعد دخول عصابات داعش إلى العراق, إلا ورأينا العراقية الصابرة تقدم فلذة كبدها للمعركة, وتقدم زوجها, فتحملت الثكل فداء للوطن.
صور تميز وإبداع وصبر وجمال ورقة قلب المرأة العراقية, لا يمكن أن تحدها حدود, فاللوحات التي رسمتها العراقية تعد مدرسة ليست مثلها في هذه الدنيا.