((زرع بالأمس ابو ناجي واحنا نحصد اليوم زرعة…..!!! ))
ان الذي يحصل اليوم من صدامات وصراعات في مجتمعناالعراقي والتي وصلت حد الاقتتال وبعد تشكيل المجاميع المسلحة بتنوع ارتباطاتها وتمويلها والمطالبة بالأنفصال عن الدولة العراقية وتمزيق اللحمة الوطنية بهذا الشكل المؤلم وتشكيل أقاليم على اساس طائفي أو قومي وما لحق فيها من تداعيات نفسية واجتماعية وتاريخية وسياسية وما الى ذلك من مطاليب ومانرى ونسمع …
وأذا عدنا الى تاريخنا الحديث بداية القرن الماضي وتحديدا فترة الاحتلال البريطاني في العراق وتوجهاته كمحتل في اسلوبه المعروف ((فرق تسد)) وهو اول من كرس لهذه السياسة وأسس كيانها واوغل في تطبيقها وشجع لها وثقف بها جيله ومن بعدهم من السياسيين التابعين لمؤسسات الأحتلال البريطاني في تلك الفترة والتي تلتها ورسم لها الخطوط العريضة وهيأ لها الأرضية المناسبة وأكبر دليل على ذلك نقرأ في تأكيدات كتابات موظف المكتب السامي البريطاني ابان مرحلة تأسيس الدولة العراقية ((مس بيل )) وظهرت خلالها بعض المسميات للفئات والاديان وطوائف المجتمع العراقي وتشجيعها بنزوع كل طائفة الى استقلالها لا باعتبارها وحدة ضمن النسيج المجتمعي ولكن باعتبارها كلا منفصلا قد يحمل في غضون طموحاته نقيضا لمفردات الآخر ….
ومس بيل أذ تكرس بهذا التشخيص المبكر نوعا من الفصل الحاد من شأنه ان يسهم في شحن المستقبل وتعبئته ببذور الصراع تتنامى في قادم الايام وتتصادم عند اول فرصة سانحة في تعارض المصالح الفئوية والعرقية والاثنية المناطقية مثلما نرى اليوم فقد زرعت لهذا التناقض واجادت في سقيه وتربيته ونموه وها نحن نحصد هذه الايام الحروب الأهلية والعنف والاقتتال والدمار والخراب والفرقة والتهجير والتغييرات الديموغرافية والمحاولات الأخرى ….
وقد حاولت الثقافة العراقية جاهدة برموزها المتعددة وتنوع اهدافها ايجاد قواسم مشتركة وحلول لكسر هذه المتناقضات واشاعة ثقافة الالفة والوحدة والوطنية والروابط المشتركة والتزاوج بين المكونات والتلاقح العشائري عبر ادبياتها وتدويناتها ونشرياتها الثقافية ونشرها العام وتهيئة فرص التمازج المجتمعي واشاعة الفكر الوطني والمصلحة الوطنية وقضية الوطن الكبرى ومخاطر الفرقة
من اجل تخطي الحدود الفاصلة بين الفئات والمكونات الرئيسية للمجتمع مقدمة حلولا مثل التجنيد الاجباري والتعليم ومناهجه الصحيحة والتوظيف في اماكن نائية متبادلة رسمت بين طياتها الوحدة الوطنية الصحيحة فنمى خلالها التيار الوطني الحر الأصيل وتعززت الوحدة الوطنية وحب الوطن ….
وأذا نظرنا الى المشاكل العالمية والاممية المشابهة لحروبنا الاهلية لناخذ العبرة والدرس منها ونتخطى مشاكلنا المعقدة التي بلغت عمقا كبيرا وبلغت من التعقيد والصعوبة مايجب الوقوف عنده بدراسه موضوعية جادة والذي يتصدى لها يكون صادقا في نيته وواعيا لكل جذورها ومعضلاتها واسباب تفشيها وارتباطات مفرداتها الدينية والاجتماعية والتاريخية الضاربة في القدم ….