الموصل تتحرر، الشباب العراقيون حرروا الموصل وقبلها حرروا الكثير،
– ولكن ماذا بعد التحرير؟ ؟؟
– ماذا؟!!
– نريد حياتنا، نستعيدها. .نحن نستحق الحياة
يبدو أننا سلمنا نحن العراقيون بواقع انتماءاتنا، وأصبحت الوطنية والوطن شأن سياسي يمارسه السياسيون، اولئك السياسيون الحاليون ،والوطنية التي اعنيها هنا هو الشأن العام، إدارة الاقتصاد والتنمية، الخدمات، مستقبل البلاد، علاقاته الخارجية، والأمن العام. .
لم نعد رعايا دولة، بل نحن اليوم رعايا لزعماء عقائديين وقبليين لهم مساحة محددة في السلطة نحرص نحن ويحرصون هم على ديمومة وجودهم فيها ونحاول وإياهم توسيعها، نبغي ويبغون تامين بقاءنا بأقل الخسارات،هذا الانتماء نحن واقعا متشبثون به، برغم أننا مدركون بشكل عالي اليقين بأن المختلفين معنا انتمائيا، إنما هم داخلون معنا في صراع الوجود، ما جعلنا نحدد حلقات تحركنا وأصبحنا سجناء فيها، لقد سلمنا بهذا ليس قناعة طبعا، لكنه متاح موضوعي اذ لا خيار أمامنا غيره، ولكن حيفا يعتلي في أنفسنا يجعلنا نتحسر على الأفق الذي تلاشت انواره في وطن نعلم كم يتوافر على إمكانيات مادية بإمكاننا اذا استثمرناها أن نعيش في مجتمع مزدهر وبرخاء، ما يبعث الأسى أننا نعلم أن الأمر بأيدينا نحن، أي نعم نحن أبناء هذا الوطن، لكننا لا نجيد استخدام حقنا، لا نجيد التحرك نحو نقطة الشروع والبداية، دونكم صفحات الفيس بوك، الكل متفق على أن الوضع في أزمة خانقة، أقول الكل بلا استثناء، لكن هذا الكل هو نفسه من يحرص على التشبث بالانتماء الضامن للأمن، الانتماء المشكلة والحل من بإمكانه السباحة ضد التيار الجارف هذا؟ انهم النخب المثقفة من الطبقة الوسطى، لكنهم هم أنفسهم غارقون في وحل الانتماء هذا مع امتياز يمتازون به، الميوعة والنفاق والهوان والجبن
أيها العراقيون لا تشتموا السياسيين والزعماء القبليين ورجال الدين فهم أقوياء إنما انتم عالقون بهذا الوحل بسبب النخب المثقفة،
كتاب وأدباء وفنانون
وأساتذة جامعات وتكنوقراط وقضاة ونقابيون وناشطون مدنيون،وليبراليون ويساريون وحتى ارستقراطيون، أنهم مجموعة من الجبناء والكسالى، الذين لحد هذا اليوم لم يتمكنوا من تأسيس تيار مدني ضاغط ليغير حتى قانون واحد يفتح آفاق نحو الانعتاق من هذا الواقع، بل العكس صحيح ها نحن نعلق أكثر فأكثر ويسحبنا الرمل المتحرك لنغوص في صحراء بؤسنا المرعب هل نحن في لجة الخسارة؟ لا طبعا احنة عايشين، كل بحسب امكانيته بالقضم والتماهي بالانتماءات ،التي هي انتماءاتنا واقعا وحقيقة
انا ابن هؤلاء القوم فتلاوي وجبوري وكناني وطائي وشمري وحسناوي وحياوي وحيالي وعمري وعزاوي، لا أحد يدنو مني لي عمام واخوال جعلو السرادق مكانا لحل خلافاتنا وضمان حركتنا بالشارع، وأنا شيعي وسني وخلفي جماعات مدربة بسلاح .نعم سلمنا بهذا فهنيئا لنا بنخبنا المثقفة. ..