لا يخفى أن المبادرة الوطنية، إنطلقت من السيد عمار، إلى البيت الشيعي، وخرجت إلى الفضاء الوطني، بإسم التحالف الوطني، بعد قناعة كتل التحالف بها، وحضيت بمباركة الأمم المتحدة.
ثمة أوجه شبه، بين وثيقة التسوية الحالية، والدستور العراقي إبان إقراره، والجدل الذي دار حوله، فمنهم من رفضه جملة وتفصيلا، كهيئة علماء المسلمين، والصداميين، وساسة الإرهاب، وبعضهم طالب بتعديله، رغم كل ما أثير حوله من جدل، إلا أنه يعد أفضل صيغة، لحفظ وحدة البلد، وإعتماد الإنتقال السلمي للسطة .
أما الوثيقة الحالية، فإنها تتعرض لمثل ما تعرض له الدستور العراقي، من التشكيك، والتسقيط والرفض، وإن فالبديل عن عدم وجود الدستور هو الفوضى والبديل عن عدم وجود، رؤية موحدة لكل العراقيين، لما بعد داعش، هو مزيدا من التشتت، والإنقسام الداخلي والتدخلات الخارجية.على جميع شركاء الوطن، أن يحددو ما يريدون، هل العيش المشترك، في وطن موحد، أم يرغب بعضهم بالتقسيم، وتحديد المواقف من الإرهاب،والمفخخات ووضع حد لها، وأن يتنازل الكل، للكل وصولا إلى الحلول المشتركة.
إذن لا مصلحة في بقاء الأوضاع، على ماهي عليه، لأن الدواعش إن قضينا عليهم اليوم، في تلك المحافظات، ربما سيظهروا بإسم وشعار آخر، إن لم نعالج الأسباب، التي أدت إلى إستفحالهم، وتمددهم في المدة السابقة.
من هنا جاءت أهمية تلك المبادرة، وهنا يطرح بعض المتابعين، تساؤلات حول مغزى التسويق الإقليمي، لمبادرة التسوية ؟ بعد الزيارات التي قام بها، وفد التحالف الوطني، إلى الاردن، وإيران، فيما يخص زيارة الأردن، تكمن أهمية الاردن، في ثلاثة جوانب، الأول أن إنعقاد القمة العربية، في2017 سيكون في الاردن، التي تملك علاقات وثيقة، مع دول الخليج، وثانيا أن الاردن، لها تأثير على الفصائل السنية المعارضة، وثالثا للاردن علاقات إقتصادية مع العراق، خصوصا في المجال النفطي والتجاري.
أما إيران لا يخفى الدور الكبير للجمهورية الإسلامية، في المنطقة والعراق، ولها تأثير على أغلب الفصائل الشيعية، ووقوفها مع العراق، في حربه مع الإرهاب، ومن مصلحة إيران، تحقيق الوحدة والإنسجام، بين كل مكونات العراق، وهذا يصب في مصلحة الأمن القومي الإيراني، فلا ضرر في الإستعانة، بالدول العربية، والأجنبية والإقليمية، لتحقيق الإنسجام، والتقارب بين مكونات الشعب العراقي.
المتغيرات الكبيرة التي شهدها العراق، منذ سقوط الموصل، ولحين تحريرها، تتطلب مواقف كبيرة، ومبادرات جادة، لإتفاق العراقيين، على كلمة سواء بينهم، بعد أن ذاقوا مرارة الحروب، فلا مناص من الوحدة الوطنية، والعيش المشترك بسلام.