ما هو الفرق.؟.. “علي” أبو الأرامل و”عمار” أبو النسوان…!حاله حال جميع المكونات المشاركة بالحكومة، ولأن سياسة الدولة غير موفقة، في كثير من الجوانب التي تمس المجتمع، أخذت دائرة الفشل والتخبط، التي أعدتها القواعد الشعبية المغرر بها، على قدر ما تريده من الحكومة، تتسع حتى شملت القاصي والداني، و”عمار الحكيم” ضمن محيط تلك الدائرة! ولكن الأمر الغريب، سواء كان “الحكيم” بالحكومة أو خارجها، وسواء كان له طرف في القضية ام لا؟ فأنه مُلام في جميع الأحوال، ويُسقط من قبل الكثيرين!.
لفت إنتباهي رجل إمام جامع، يُحسب على جهة سياسة معينة، وكان مجلسنا يتكلم عن القوانين المشرعة بالبرلمان، ذكر أحد الأخوة أهمية تشريع قانون “حضر الخمور” بالعراق، إنتفض الرجل من مكانه، ليخرج عن سكينته ووقاره! وما كان ليعلم بهكذا قانون شرع مؤخراً،قال:”كل شيء فعله “عمار الحكيم” لصالحه إنتخابياً، وما بقي إلا الخمر ليحرمه؟”الأمر الذي يدعوا الى الضحك والبكاء بنفس الوقت، إذا ما كان الشيخ بهكذا عقلية! فكيف سيكون المصلي خلفه؟ والذي كثيراً ما يأخذ تعاليمه من ذلك الشخص.
لنلتفت قليلاً الى مكائن التسقيط، التي تستخدم الجماهير البسطاء أدوات لها، عندما يركز الإعلام المضلل أدواته، على مكون أو تيار أو جهة سياسة، يُوجه الإنتقاد الى وزراءها أو نوابها دون زعيمها، إلا تيار شهيد المحراب، فأنه يشار بالتسقيط الى السيد “الحكيم” بنفسه، والسبب لأن أدوات الإنتقاد والتسقيط للكتل والمكونات حاضرة ومتوفرة، إلا تيار “شهيد المحراب” فأنه يحتاج الى برامج فبركة, ودبلجة, وأستديوهات خاصة, الأمر الذي جعلني أبحث بين محركات وسائل الأعلام، لتشخيص أبرز نقاط التسقيط تلك، وتحدد مدى صحتها.1- قبل كل إنتخابات تخوضها الكتل السياسة، علينا أن لا نتفاجىء بحملات التسقيط، التي تريد إبعاد الشيعة عن الحكم، أو”الحكيم” عن الحكومة! ولذلك شرعت الأستوديوهات, وبرامج الفبركة, الى إصدار فديوهات مضللة، أُقتطع منها كلام “الحكيم” وحُرف، أولهما في قناة الجزيرة، وأخرها في الملتقى الثقافي يتكلم به عن الإرهاب، فنسب الكلام على الجيش العراقي.
2- وجود مكتب المجلس الأعلى الرئيسي، في دار مؤجرة من المدعو “زياد طارق عزيز” سابقاً في الجادرية، وحسب قوانين الإيجار بوصولات شهرية، وإنتقلت مبالغ الإيجار لخزينة الدولة بعد إدانة والد المدعو، ومصادرة أمواله، القضية التي صورت “الحكيم” بأنه يمتلك الجادرية، في حين أن الجادرية لمن زراها، منطقة أهله بالسكان، ولم يتكلم الإعلام عن قصر “السندباد”، ومقر “حزب التحالف الكردستاني” ومقرات مكاتب “منظمة بدر” ومطار بغداد، ومقر قناة أفاق، ومقر كلية الأركان في شارع فلسطين، وكراج النقل الخاص في العطيفية، والتي لا يسمح القانون، استأجارها أو الإستيلاء عليها.
3- لفت نظري شاب أكاديمي، يستهزأ بدعوة السيد “الحكيم” لإستثناء المرأة في شبكة الحماية الإجتماعية من التقشف، ففي الوقت الذي يُنتقد السياسيين وأولهم “الحكيم”،عندما يُرى النساء والأمهات، يملأن تقاطعات الشوارع للإستجداء، ومن حولهن لفيف من بناتهن البائسات، نأتي أيضا ننتقد “الحكيم” لأنه يدعو ويطالب بتأهيل هذه الشريحة، وتوفير الحياة الكريمة لها، فضلا عن ذلك إنصاف أمهات وزوجات وبنات الشهداء وضحايا الإرهاب، وهو لشرف الذي جعل من “الحكيم” يُنتقد كما أُنتقد “الإمام علي” بعبارة “أبا الأرامل.الشيء المهم الذي يجب أن يلتفت إليه،هو عندما يكون إخفاق في الدولة، ينتقد “الحكيم” وعندما يَنجح في تسيير ماكنة الدولة لا يُمتدح، وذاك جلياً في ترأسه للتحالف، ففي الوقت الذي تتوجه أبواق الإعلام المضادة عليه، لأنه ذهب الى جبهات القتال من جهة وزار جرحى الحشد والجيش العراقي، بعد إن إلتقى رئاسة الإقليم، من أجل توحيد الصف لتحرير الموصل، تجد ذلك الإعلام لم يجد الطريق سالكاً في إنتقاده على توحيد مكونات التحالف الوطني، وعقد مؤتمر الصحوة الاسلامية برئاسته، فراح يتهمه بوطنيته،في وقت يقدم فيه أكثر من (10 ألاف) مجاهد، تحت مسميات خمس لفصائله المجاهدة.
ينتهي بنا المطاف، الى قضية تأريخية، ليست وليدة الصدفة أو التنافس السياسي، تقتضي بتسقيط أسس الإصلاح الحقيقي بالدولة، ولعله لا يختلف من كان يصور للناس إن “علي” خارجي لا يصلي، هو نفسه يصور” الحكيم” خارجي عن نهج عائلته والدين، فيتهمه بشتى الإتهامات، وليس من الغرابة أن يتهم “الحكيم” بعبارة شعبية ساذجة “أبو النسوان” لإهتمامة بتطبيق أسس الأسلام الصحيحة، فمن قبله نُعت “علي” بعبارة أبو “الأرامل” لكثرة ما يهتم بالفقراء منهن، السيد “الحكيم” يدفع ضريبة أحقيته، كما دفعها “علي” في محراب صلاته.