17 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

محاضرات في تطوير مهارات وقابليات العاملين في شبكة الاعلام العراقي( المحاضرة الخامسة عشرة )

محاضرات في تطوير مهارات وقابليات العاملين في شبكة الاعلام العراقي( المحاضرة الخامسة عشرة )

اهلا بكم اصدقائي اعزائي في محاضرة جديدة من. (( محاضرات في تطوير مهارات وقابليات العاملين في شبكة الاعلام العراقي )) حيث مازلنا في موضوع انواع البرامج الاذاعية ووصلنا بكم الان الى النوع الاخير من هذه الانواع وهو (( الدراما الاذاعية ))..
الحقيقة ان الاميركان هم اول من ابتكر الدراما الاذاعية في بدايات القرن الماضي عندما كان الراديو الوسيلة الاعلامية الاولى في العالم ومنذ ان وضعت الدراما الاذاعية اول قدم لها صار لها معجبون كثيرون خاصة بعد ان اخذت الاذاعات الاخرى تحذو حذو الاذاعات الاميريكية ثم توسعت بمرور الوقت وصارت جزءا لا يتجزا من برامج الاذاعات العربية في تلك الفترة حتى الوقت الحاضر .. ….
اصدقائي في معظم البحوث والدراسات والاستبيانات التي اجريت على جمهور المستمعين في اغلب دول العالم حصلت الدراما الاذاعية على المراكز الاولى بين البرامج من حيث تفضيل الجمهور واهتمامهم ومتابعتهم لها . وهذا ما يؤكد اهمية الدراما الاذاعية وضرورة الاهتمام بها وتوظيفها بشكل يجعلها ذات قيمة وفائدة وليست مجرد مادة للتسلية او شغل الوقت …. واغلبكم يتذكر الدراما الاذاعية في الاذاعات العراقية التي كان لها حضور كبير بين جمهور المستمعين وكانت لبعض التمثيليات والمسلسلات الاذاعية مكانة كبيرة في قلوب المستمعين مثل مسلسل من انا ومسلسل حذار من الياس وغيرها من التمثيليات ذات الاهداف الاجتماعية البناءة ناهيك عن التمثيليات الفكاهية الاخرى او التي لها جانب تنموي هدفه الفائدة التنموية ….. وهذا هو الجديد في الدراما الاذاعية ..
كيف يمكن ان نستفيد من الدراما الاذاعية ونوظفها في خدمة قضايا التنمية او ما يطلق عليها (( الدراما التنموية )) ؟؟؟؟ .
اصدقائي الدراما التنموية تحمل مواصفات الدرامية الاذاعية ذاتها الا انها تهتم بالموضوع الهادف اكثر من اي شئ اخر ويكون هو الاساس في كتابتها وفي اخراجها .. لذا فأن البعض من المهتمين بالدراما الاذاعية يرون ان اخراج الدراما الاذاعية التنموية ينبغي ان يهتم اساسا بالمضمون مع الاقلال قدر الامكان من الموسيقى والاكتفاء بالمؤثرات الاذاعية الصوتية وباستخدام مبدا الظهور والتلاشي في عملية النقل بين المسامع الدرامية ..
ربما احدكم يتساءل لماذا التقليل من الموسيقى في الدراما التنمويية ؟؟؟ اقول لكم اصدقايي السبب هو الخوف من ان تشغل الموسيقى اهتمام المستمع على حساب المضمون التنموي الذي قلنا عنه انه الاساس في كتابة الدراما الاذاعية واخراجها .. ولكن اصدقائي ذلك لا يعني ان اسلوب بناء الدراما التنموية مختلف .. حيث لابد ان تحتوي الدراما التنموية على كل عناصر البناء الدرامي المعروفة من فكرة جذابة وحوار منطقي ومفهوم وغير انشائي .. وشخصيات واضحة ومرسومة بشكل جيد وتمكين في الاداء من قبل الممثلين اضافة الى عناصر الصراع والتشويق الدرامي والنهاية المقنعة المقبولة للمستمع …لذلك اصدقائي ان الدراما الاذاعية لا تعني بالتاكيد استخدام جمل اذاعية وشعارات لا تستهوي جمهور المستمعين فصعوبة الدراما التنموية تاتي في ان تكتب دراما هادفة تخدم اغراضا جادة ولكنها في الوقت ذاته جذابة وممتعة ومشوقة ومتابعة بحيث لا ينشغل ولا ينصرف عنها المستمعون ..
يجب ان تدركوا اصدقائي ان صعوبة الدراما التنموية لا تكمن فقط في كتابتها واعدادها وانما ايضا في الاخراج وفي اداء الممثلين فكلاهما يجب ان يتم بطريقة احترافية تحترم عقلية المستمع.. فلقد انتهى عصر الدراما ذات الصوت العالي والاداء الانفعالي المبالغ فيه للممثلين الذي يميل الى الاداء المسرحي التقليدي ولذلك لابد من ان يراعى في ذلك الاخراج الدرامي بما يتناسب وطبيعة الجمهور و الاذعة نفسها .. اصدقائي بهذا نكون قد انهينا الانواع البرامجية الاذعية .. ساكون معكم في محاضرات اخرى ومواضيع اخرى ….

أحدث المقالات