القيادة التركيا ذات التوجة الديني “المتئسلمة” ذات التمييز الطائفي المتمثلة باردوغان وحزبه، تطمح الى اعادة الدور التركي في المنطقة كما كان سابقاً في العهد العثماني لبسط سلطانها على المنطقة الاسلامية والعربية معاً.
المعروف ان المتضادان “النقيضان” لا يجتمعان لكن المعادلة اختلفت هنا وتغيرت الموازيين واختلفت ابعادها لدى البعض، بِأن دُعاة من ينادون بالحرية والديمقراطية يدعون الاخرين الى تطبيق الديمقراطية، بينما نجدهم بالمقابل هم انفسهم لا يطبقونها في بلدانهم! اي مجرد شعار يرفع لا غير في اوطانهم، ليسهل عليهم ذلك التدخل في شؤون الاخرين لفرض اجندات خاصة بهم، و لِابعاد انظار مواطنيهم عن تشخيص فشل سياسة حكوماتهم.
الاحداث الاخيرة خير دليل على ذالك، حيث اقدمت السلطات التركيا على قمع المتظاهرين الذين خرجوا ولعدة ايام منادين بالاصلاح، مطالبين بذلك اردوغان وحزبه بتعديل سياسته او استقالة حكومته المبنية على اساس العنصرية والمذهبية، والتي فشلت بتلبية طلبات المواطنين الاتراك التي تتمثل بتقديم الخدمات والمساواة بين فئات المجتمع، مما دفعها لافتعال الازمات داخلياً كعملية الانقلاب لتصفية الخصوم، و خارجياً مع دول المنطقة العراق وسورية، الهدف من وراء هذا هو ابعاد انظار المواطن التركي عن تشخيص الخلل في سياسة وحكومة اردوغان لكي يرضه الموطنون الاتراك بما هم عليه.
الجميع يعلم وعلى بينة لِما تلعبته الجارة تركيا من تدخلات في الشأن العراقي والسوري على حداً سواء، من دعم وتمويل لجهات سياسية ذات لون واحد من جهة، واسلامية متطرفة من جهةٍ اخرى مساندة لتلك الجهة السياسية ذات الهدف المشترك الذي يكمن بزعزعة استقرار تلك الدول لاجل اضعافها، مما يجعل تلك الحكومات “الدول” التي يحصل فيها اقتتال وعدم استقرار سياسي موحد تحت رحمة تركيا لكي تكون بمكان الوصي عليها الذي يعتبره ادردوگان الحِلم” العثماني” بالنسبة له، الاحلام تبددت وتلاشت لسبب واحد، العراق ليس كما كان سابقاً لما يملكه من قوة ووعي وليست تركيا كما كانت ايام العثمانيين.