لذا يجبُ معرفة الحقيقة.
كل الدلائل تشيرالى إنَّ معركة تحرير الموصل وتخليصها من براثن الأرهاب الداعشي ستكون طويلة. وقد تستغرق عدة أشهر, تصاحبها خسائر كبيرة وتضحيات فادحة بدماء الشباب العراقيين الذين إندفعوا بغيرتهم المعهودة لأسترداد الحرية والكرامة لإخوتهم الموصليين, وتحرير الأرض الطاهرة,إضافة لأستنزاف مالي كبير سيرهق خزينة العراق لأمد طويل. وأظن هذا هو غرض مَنْ أسسَس داعش ودعمها ورعاها وخطط ومول وهيأَ لها كل المستلزمات لدخول الموصل دون مقاومة .
نحن وكل العراقيين الذين يهمهم أمر هذا الوطن الجريح نريد معرفة حقيقة داعش وكيف دخلت الموصل شراذمها البسيطة بسيارات البيك آب . وإنطلقت من هناك الى صلاح الدين والأنبار وأراضٍ عراقية أخرى. ودول التحالف الدولي وقياداتنا العسكرية الأتحادية والأقليم غائبة عن الموقف؟ ..هذا سؤال نضطر لتكراره اليوم .
ولكن الأسئلة المهمة الأخرى مَنْ إشترى وسوَّق وجهز داعش يعشرة آلاف سيارة بيك آب تيوتا من اليايان وبأي سفينة شُحِنَتْ وبأي ميناء رست ؟ ثمَّ مِنْ أي دولة ومن أي حدود دخلت العراق ومن موَّل هذه الصفقة؟ وهل هذا خافٍ عن التحالف الدولي؟
والسؤال الآخر من سوق وباع النفط العراقي الذي سرقته داعش؟ ومَنْ باع ومن إشترى؟ وكيف سُلِّمتْ الأموال لداعش؟ وهل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيران بمخابراتها لا تعرف هذا؟ وما دورإقليم كوردستان ؟
إن النشاط الألكتروني لداعش وتطوره بدرجة كبيرة سهل لها الأتصالات المحلية والدولية . ووجود برج داعشي بإرتفاع عشرين متراً في الموصل ليس بخافٍ على قوات التحالف التي تدعي الحرب على داعش؟ فلماذا تركت هذا البرج ولم تدمره بضربة جوية أمْ إنَّه تسهيل لتثبيت أقدام داعش؟
لماذا تأخرت قوات التحالف الدولي طيلة هذه الفترة وداعش تحفر الأنفاق بطول كليومتر للنفق. لتلتلفَ وراء قطعاتنا المسلحة المتقدمة من الخلف عندما تتقدم قواتنا لتحرير الموصل .وللولايات المتحدة وسائل للأستكتشاف ومعرفة ما تحت الأرض بعمق مئات الأمتار.ولماذا لم تدمر هذه الأنفاق؟
أسئلة عديدة وأمورٌ مريبة مُحيِّرة تحتاج لتفسير وإيضاح . ولكن لا أظنها كذلك على حكومتنا العراقية وساسة هذا البلد.
داعش صنيعة حلف الناتو وتركيا العضو في هذا الحلف هي من درَّب الدواعش عسكرياً وسلَّحهم بمعسكرات داخل الأرض التركية وأدخلهم للعراق وسوريا.. ونفطنا هُرِّبَ من الموانئ التركية. والممول لداعش معروف .ولا داعي لأن أذكر أسماء. فالقاصي والداني يعلم إن دول الخليج مدفوعة من إسرائيل والغرب ودوافع وسموم طائفية وهي تتحمل تكاليف هذه المعارك لأنها تريد إبقاء العراق في فوضى وحروب وفسادٍ يمارسه صنائعهم وذيولهم في العراق.
والسؤال الأكبر مَنْ وراء هبوط أسعار النفط عالمياً وما الهدف؟
إن إستهداف المرحوم رفيق الحريري في لبنان وإغتيالة أقام الدنيا ولم يقعدها وأخرَجَ سوريا من لبنان . وتمَّ تكليف المحكمة الدولية بالتحقيق بهذا الأمر .وهو شخص واحد مع أهميته بالنسبة للبنانيين .ولكن كل ما حدثَ ويحدثُ في العراق من قتل وإبادة جماعية وسبي وتهجير داخلي وخارحي وتدمير لآقتصاد البلد وبناه التحتية لا يلقى إهتماماً من كتلنا السياسية المتحكمة بالشعب . فهيَّ لم تحرك ساكناً بل تغض الطرف . وهذه الكتل وأميركا والتحالف الدولي وإيران لا يكترثون لدماء العراقيين فهي رخيصة عندهم. وإلا ما معنى هذا السكوت الغامض.
ونحن نقول وغالبية الشعب يقول إن دماء العراقيين ليست رخيصة لذا يجب السعي لتكليف المحكمة الدولية للتحقيق بهذه الجرائم وما لحق بشعب العراق من جرائم لا تغتفر؟ نحن بحاجة لكشف المستور .
إن العراق يرتيط بمعاهدة أمنية مع الولايات المتحدة وهذا يعني إن العراق حليفٌ لأمريكا. وهو الآن من يتصدر الحرب على داعش نيابة عن العالم كله . فعلى الحكومة العراقية اليوم أنْ تطلب من الولايات المتحدة الألتزام بهذه المعاهدة
والوقوف مع الشعب العراقي للتحقيق بكل ما رود ومعرفة كل من ساهم وموَّل وسهل لداعش التنكيل بالعراقيين. فالولايات المتحدة هي المسؤولة عن حماية الحدود العراقية . فكيف دخلت داعش من سوريا وكيف دخلت القوات التركية الى بعشيقة ؟ وإلا فإلغاء هذه المعاهدة اجدى للعراق ليهتم بأمره بنفسه فما حك جلدَكَ غيرُ ظفرك. فلازالت مساهمات التحالف الدولي خجولة جداً وليست جدية ساحقة ماحقة قياساً بقدراتها العسكرية والمالية المعهودة ولكنها هي الأجندات الخفية. المهم عندهم إطالة أمد الحرب . ويتزامن هذا مع تدمير لأقتصاده.
إنَّ شعب العراق وشبابه الأبطال يسطِّرون أمجاد النصر على داعش الغبراء .وقد أفشلوا كل مخططات التقسيم والتدويل.وسنطرد داعش؟ولكن ماذا بعد داعش؟
دماء العراقيين ليست رخيصة لذا يجب معرفة الحقيقة.