الاصل في العلاقات الدولية ، ان الدولة اية دولة ، لها السيادة على رعاياها والاستقلال قبل الدول الاخرى ضمن المجتمع الدولي ، وقد اقر مؤبمر فيينا عام 1815 هذه الخاصية بعد قيام الدولة القومية وعلى اثر الحروب الاوربية ، وهي ان تكون للدول حرمتها فيما يخص سيادتها وحرمة اراضيها
والاستقلال فيما يتعلق بالقرار السياسي ، وقد درج المجتمع الدولي على ادراج هذه المسلمات في سلوكه السياسي وفي وثائقه الخاصة بالمؤتمرات الدولية واتفاقيات جنيف ، ويعد اي تدخل في شؤون الدول بمثابة الخرق للسيادة او تعريض الاستقلال للخطر ، ولغرض تحقيق هذه الاهداف كانت هذه المسائل من اولويات مقاصد الامم المتحدة ، والحال ينطبق على العراق وعلى غيره من الدول ، غير ان ما يحدث لهذا البلد منذ الاحتلال ،هو ما يمكن ان يطلق عليه بالعرف الدبلوماسي هو التدخل في شؤونه الداخلية من قبل الدول المجاورة ولمقاصد عديدة ، غير ان اهم اسباب هذا التدخل هي اولا ضعف الحكومات المتعاقبة د وثانيا الموالات الداخلية لهذه الدول ، ثالثا المصالح الثابتة لهذه الدول في العراق ، ويمكن ارجاع الجميع الى الامتداد الطائفي القائم على العبور الديني للحدود باعتبار ان لا حدود للدين الاسلامي ،كما وان العراق ومنذ القرون الغابرة كان موضع اطماع كل من الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية او امتدادهما ابران من الشرق وتركيا من الشمال ، وان صراعمها كان ولا زال يسبب الالام للعراق الغني بثرواته والفقير بوطنيته ازاء التخندق الطائفي ، وليعلم الجميع ان للدول مصالحها قبل اي شئ اخر حتى ولو كان هذا الشئ هو المذهب او الدين ، ولقد اثبت الصراع القأئم اليوم في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وقبلها في تونس انما هو صراع دول لا مذاهب ،صراع مصالح لا صراع شعوب ولقد عملت الويلايات المتحدة ودول الغرب على اذكاء هذا الصراع ،ومن اللحظة الاؤلى لدخولها العراق عام 2003 ، فكان تاسيس مجلس الحكم قد شكل نواة هذا الصراع ، ليتحول كل خلاف في الفكر الي صراع باليد ليكون بمثابة الاشارة الجلية لتدخل الدول المجاورة في شؤون هذا البلد وغيره من بلدان العرب والمسلمين .
ان كل عراقي معني بهذا الصراع لا بل هو اليوم وقود هذا الصراع الدولي ، والكل يدفع الثمن بالانفس والمال ، فهل من بعد كل ما حدث ويحدث حاجة لنا ان ننبه او لغيرنا ان يقول كفاكم يا عراقيين ويا عرب لا بل ويا مسلمين، كفاكم جهالة بلعبة الامم ، وكفاكم جهالة بالمخططات الغربية التي تستهدف حاضركم ومستقبل اجيالكم ، كفوا ان تكونوا جسورا لتدخل الغير كفوا ان تكونوا لعبة يحركها الاجنبي ليدخل كل يوم الى حرمة دوركم ، وينتهك سيادة بلدكم ويقتل ابنائكم ، وستظل مصالح تلك الدول تخلق قاعدة بعد قاعدة وداعش بعد داعش ، ما دامت تجد من يسهل لها مهمة التدخل في شؤون بلده دون حياء……