الحمد لله ان السلطة التشريعية تأئرت بعنوان مقالي السابق (لنعلق الملفات كلها) لحين تحقيق النصر في الموصل فعلقوا ملفاتهم وتذكرو شعار كل شيء من اجل المعركة ، وكان اول قراراتهم الاستراتيجية (منع المشروبات الروحية) لدعم المعركة ، وبنفس الوقت دعم المكاتب المالية لبعض الاحزاب من خلال تشجيع الخشخاش وتجارة المشروبات الروحية بالسوق السوداء على حد تعبير النائب فايق الشيخ علي ..
هذا الأمر لا يستحق حتى التعليق ..ولننتقل الى حرب الموصل التي يسمونها معركة الموصل ناسين او متناسين ان الكثير من الحروب وضعت اوزارها بأيام معدودات كالحروب العربية الاسرائيلية ، والهندية الباكستانية ، والفوكلاند ..فضلا عن الحربين العالميتين ضد العراق ..عليه ينبغي العودة الى التسمية الحقيقية ( حرب تحرير الموصل) والتي هي افضل من التسمية الحالية (قادمون يا موصل) كونها قد توحي للبعض بثأرية طائفية كما اوحى به شعار من هيمن على منصا ت الاعتصام ( قادمون يا بغداد) .
عليه هي حرب وفيها عشرات المعارك قد يزيد عددها عن عدد النواحي ضمن نينوى وقد لاحظنا ان هناك معركة الحمدانية بل معارك الحمدانية ، ومعركة بعشيقة ، ولا حظنا ان ناحية الشورى مثلا ظلت عصية رغم انطلاق العمليات بها في اليوم الاول ولحد كتابة هذا المقال..قد يسأل سائل وهو محق ما اهمية الموضوع ؟؟ حرب كانت ام معركة؟؟ لأجيبه ان علينا ان لا نبقى نردد التصريحات النارية (ايام قلائل) ، (200) متر تفصلنا عن مركز المدينة س (كذا كيلومتر تفصلنا عن قلب الموصل) وهكذا مما يجعل الآمال تعقد والتهيؤ للاحتفال النفسي قائما بينما الحقيقة والمعطيات تشير الى ان في انتظارنا معارك شرسة مع التنظيم الارهابي ، وأن كل متر نقطعه هو ازدياد في التحديات التي تجابه قطعاتنا ، ولعل اكبر تلك التحديات ستكون مسألة حماية المدنيين وغيرها الكثير ..ولعل معنويات الشعب ينبغي ان لا تهتز بسبب النكسات التي ستحصل ان لم نكن قد اخبرناه وسنبقى نخبره ان ان هذه حربا صعبة فيها معارك كثيرة وانها سوف لن تنتهي بأيام ولا بأسابيع ليكون متهيئا اكثر ولا يصيبه الانكسار النفسي مهما طالت الحربهل افهمنا شعبنا ان الموضع الدفاعي الرئيسي هو في مدينة الموصل تحديدا وأن المعركة الرئيسية المعقدة ستكون هناك؟؟ وأن معاركنا في حرب الموصل لا تزل ضد الحجابات وحرس القوة الساترة التي توضع امام الموضع الرئيسي لغرض تعويق العدو واجباره على الانفتاح قبل الموضع الرئيس؟؟ علينا ان نخبره ذلك ولا نخيل له الامر بالمعكوس ونصل الى حد الاسفاف في تضخيم انتصاراتنا من لدن بعض وسائل الاعلام كتلك القائلة (تم تحرير قرية استراتيجية) ولعل من يفهم القليل في العلم العسكري يعي جيدا انه لا توجد قرية استراتيجية في العالم ..فاذا كانت القرية استراتيجية فكيف سنوصف الناحية والقضاء والموصل وبغداد ؟؟؟
وكيف سنوصف اليمن والسعودية التي اوضح لنا السيد المالكي قبل ايام بانها اهداف لاحقة لنا؟؟؟