23 نوفمبر، 2024 4:49 ص
Search
Close this search box.

رسائل مؤتمر الصحوة الاسلامية 

رسائل مؤتمر الصحوة الاسلامية 

مؤتمر الصحوة الاسلامية التاسع انتقل من موقعه ، ليعقد في بغداد ، وهي المرة الاولى التي يخرج فيها المؤتمر من ديار الجارة ايران ، اذ كانت المؤتمرات الثمان السابقة في طهران ، وللظروف التي يمر بها العراق ، وكذلك المعارك الاخيرة التي يخوضها ضد الاٍرهاب الداعشي رسائل كبيرة وكثيرة ، وأبرزها ان العراق قد عاد ، والعراق عندما يعود فانه يكون مبادراً وفي الصدارة دائماً ، اذ لم يعرف غيرها مطلقاً ، الوفود التي حضرت الى بغداد لمكتب رئيس التحالف الوطني العراقي ، تعلن انها على ثقة كاملة بقدرات وامكانيات المضيف ، اذ لو لم تكن كذلك لما خاطرت بالمجيء من كل العالم الاسلامي في ضَل ظروف امنية تعتبر متأزمة ومتزامنة مع المعارك الجارية في الموصل وكركوك وغيرها 
اولى الرسائل المطلقة كانت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، حيث أعادت الزمن لسنتين ونصف قبل اليوم ، حيث قال ان العراق قد خسر خمسة وثلاثين مليار دولار كخسائر اقتصادية جراء الاحتلال الداعشي علاوة على الخسائر الانسانية وغيرها ، وهذا مرتبط بمخاضات تأسيس داعش ، والظروف المتأزمة التي رافقت ظهوره ، والطريقة التي تم التعامل بها مع هكذا ازمة حقيقة واجهت الدولة العراقية ، حيث تم التعامل معها برعونة واضحة ، كانت الغاية من وراء هكذا تعامل اثبات ذات على حساب الوطن ! الخسائر الاقتصادية تعتبر على الهامش مقارنة مع الخسائر الاخرى من حيث الأهمية والفداحة والخطورة ، اذ الزهور ( الشهداء ) التي قطفت حتى كلمة الخسارة لا تعبر عما تركت من الم ولوعة في قلوبنا ، فكيف الحال بأهلهم ، والمجازر كسبايكر والصقلاوية وغيرها ، ستبقى عنوان لظلامة العدوان ومظلومية شيعة العراق خاصة وشعب العراق عامة ، اضافة الى معاناة النازحين التي لا يمكن وصفها ، نتيجة قلة الخدمات والعناية السيئة من قبل مؤسسات الدولة ، اذ الكلمات قاصرة عن ان تعبر عن مدى المآسي التي مرت عليهم ، اضافة الى احتلال ثلثي العراق ، وانهيار شبه تام لمنظومته العسكرية وتهديد عمقه الاستراتيجي ، والأضرار الاجتماعية التي تشابه في عمقها وحجمها سنوات التسعين ، بعد خروج العراق من معركتين مرهقتين بسبب طاغوته الملعون كل ذلك وغيره من المأساة والمعاناة كان كفيل بحله مبادرة أطلقها من يستضيف مؤتمر اليوم ، انبارنا الصامدة التي كانت حلاً شاملاً للمعضلة في وقتها ، لانها راعت الظروف المحلية والإقليمية التي رافقت الأزمة ، لان الأزمات والمشاكل ذات الصبغة الطائفية لا يمكن التعامل معها بمنطق القوة ، لان هذا المنطق سيعمق من الأزمة والشرخ بين ابناء الوطن ، تزامناً مع الهجمة الاعلامية التي شنها الاعلام العربي والصهيوني الذي كان موجهاً بصورة كبيرة نحو معاداة العراق وتجربته الفتية ، حيث رُفضت المبادرة بغضاً بمطلقها ، متحججين بالأربعة مليارات التي خصصت على مدى اربع سنوات لإعادة بناء البنى التحتية للأنبار ، وتخفيف حدة التوتر والقاء الكرة في ملعب الاخر ، ولكنها حينما رفضت كانت النتائج كما هو شاخص امام اعين المنصفين . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات