17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

الوعي السياسي..أما آن أوانه ؟!

الوعي السياسي..أما آن أوانه ؟!

عندما تسأل أحد الشباب اليوم عن رأيه في السياسة والسياسيين، غالبا ماتكون اﻹجابة سلبية، تصور لك العمل السياسي بأنه أرذل الممارسات في المجتمع! ثم يفكك كلامه معمما الفشل والفساد على جميع المتصدين ومعتقدا بأن أصل العمل السياسي فساد وجريرة!.
إن هذه القناعات الخاطئة تعود لثلاثة عوامل رئيسية؛ اﻷول هو الفساد والفشل الكبيرين لغالبية المتصدين للعمل السياسي بعد 2003،الذين تبخرت في ظل سلطتهم مئات المليارات من الدولارات!، والعامل الثاني هو التناحر السياسي بين الأحزاب المتصدية والذي أوصلهم كما رأينا الى درجة تحويل قبة البرلمان الى حلبة مصارعة تصفى فيها الحسابات الشخصية بدوافع قومية ومذهبية مفتعلة وبأساليب وصلت الى العراك باﻷيدي والتراشق بقناني الماء،فضلا عن المشادات الاعلامية التي اعتدنا ان تشاهدها يوميا عبر مختلف وسائل الإعلام، أما العامل الثالث فهو الإستغلال الممنهج لهذا الفشل من قبل أجندات داخلية وخارجية تزرع اﻹحباط وتثبط عزائم المواطنين عبر وسائل اعلامية تفتقر الى أدنى درجات المهنية والمصداقية،فتراها تشوه النجاح وتشعب الفشل!.
صحيح أن احتياجات مواطنينا ليست لها حدود، ولكن الشؤم وانعدام الثقة بالجميع لايقودنا الى الخلاص،بل تتضاعف معهما المعاناة، صحيح أن النصف الفارغ لم يعد نصفا وانما ثلاثة أرباع مقابل ربع مملوء ولكن الاحباط سيبخر معه الربع اﻷخير ونفقد كل شيء، وتفاؤلنا لم يأتي من فراغ، فلو ركزنا في النظر للوضع العام للدولة العراقية فهناك أمل كبير نحو اﻹصلاح والنجاح، فهاهي مؤسستنا اﻷمنية قد استعادت عافيتها بل زادت عافية ببركة فتوى المرجعية التي وضعت الدولة العراقية اليوم في مكانها الصحيح وأصبح الجميع ينظر للعراق على أنه مركز تأثير لا تأثر، وكذلك فإننا نعيش اليوم وحدة وطنية مجتمعية حقيقية نتجية اختلاط الدم العراقي من الشمال الى الجنوب في تحرير أرضنا المغتصبة، وهذا ماحمل معه بوادر وحدة سياسية وسلم أهلي لاحت راياته في اﻷفق بانتظار حسم معركة الموصل وطي صفحة الارهاب من بلدنا خلال الاسابيع القليلة القادمة، ونحن نعلم جيدا ان الخلافات السياسية كانت هي البؤرة الحقيقية للفساد، فوسط ضجيج الخلافات خلت ساحة الفساد لفقراء الضمائر وحيتان المناصب، وبح صوت المخلصين المصلحين دون جدوى!.
اذا فهاهي المرحلة المناسبة لاعادة الثقة وبناء اﻷمل، وأن نحكم عقولنا بعيدا عن المظللين والمحبطين، ولنكون أكثر وعيا بالعمل السياسي ولاسيما شبابنا الذين تنتظرهم مزيدا من الفرص،و آن اﻷوان لتحويل الوعي السياسي من الشناعة الى الإشاعة.

أحدث المقالات