المقدمة :
سعى العراقيون بكافة مسمياتهم وانتمائتهم الى العمل على بناء الدولة العراقية الحديثة وتطويرها خلال ثمانون عاما وفعلا كان العراق من الدول التي يشار اليها في التقدم والبناء وانجب المجتمع العراقي كفاءات نادرة في كل العلوم والاداب والفنون رغم مرور فترات مظلمة كان الحاكم كل مايهمه هو وجوده على كرسي الحكم ولو كلف ذلك تدمير كل البناء الذي انجز بسواعد الاخيار ومنها حرب الاستنزاف التي كانت تقودها بعض الاحزاب الكردية ضد الحكومة وقواتها المسلحة بدعوى الحصول على الحقوق وكما جرت الحروب العبثية مع ايران والكويت ومن ثم حروب الخليج الاولى والثانية واخرها الغزو الامريكي الذي هو تحصيل حاصل لانعزال الحكومة عن الشعب مما سهل تدمير العراق وحصل ما حصل وللاسف ونقولها بمرارة ان اكثر القيادات الكردية كانت انتهازية التصرف ترفع شعارات تستهوي السواد العام من الاخوة الكرد وتثير فيهم النعرة القومية وكل ذلك من اجل المنافع للزعامة والقبيلة والحزب وتتقلب مواقفها من حين الى حين وتتلقى المال والسلاح الاجنبي من اجل فرض ارادات تسعى لها او يسعى لها من يدعمهم وهم يدورون في دائرة ظاهرة للعيان امريكيا – بريطانيا – المانيا – اسرائيل – ايران – تركيا – حكومة العراق- وكل ما يصب في خدمة مصالحهم الذاتية فالطبقية والامتيازات سائدة بينهم وهم يطالبون الحكومة المركزية بالحقوق والاستحقاقات في الوقت نفسه يمارسون تهريب النفط والمعادن واي تجارة تخدم توجهاتهم وبين فترة واخرى يلوحون بالانفصال او الاستقلال وهم غيرقادرين على ذلك بسبب الخلافات الشديدة بين الكتل والاحزاب الكردية وتوزع الولاءات لهذا او ذاك من الدول كما ان الدول المحيطة بالعراق ايران وتركيا وسوريا لا تسمح بقيام مثل هذا الكيان وستلحق الطامة الكبرى بالشعب الكردي الذي ذاق طعم الاستقرار لفترة وجيزة ومن المؤكد انه لا يرغب في الخوض في مغامرة غير محسوبة النتائج .. 2- نتائج الغزو الامريكي :استعملت الولايات الامريكية القوة المفرطة في ضرب العراق حتى شلت كل قدراته وعمد السيء الذكر بريمر الى حل القوات العسكرية والامنية بدفع من سياسي الكرد والاحزاب والمنظمات العميلة لايران بدعوى ان الجيش والشرطة كانت موالية لصدام حسين والواقع والحقيقة هو ولائها للعراق ولو رجعنا الى سجل ضحايا النظام السابق من منتسبي تلك القوات لتوصلنا الى رقم مذهل رغم كل البطولات والتضحيات التي قام بها هؤلاء العسكر وعلى سبيل الذكر بارق الحاج حنطة ومحمد مظلوم وعلاء القاضي.. وكل ماسعى اليه الاشرار هو تهديم هذه المؤسسة ذات الخبرة الطويلة في الشؤون العسكرية والتي انجبت الاف الرجال الذين يشار لهم بالبنان ولها مواقف وطنية وقومية مشهودة كما كانت الدرع الحصين لأرض العراق
3- خطة المحتل في ادارة شؤون البلد :
استنتج ارسطو بعد ان درس شخصية الحكام وميز بين المستبد الشرقي والطاغية الغربي وحصل على خصائص مشتركة بين كل الطغاة مناسبة لكل زمان ومكان منها :
1- ان المحتل يختار الفاسدين من بين الناس ليكونوا اصدقاء واعوان له في حكمه لانهم يتصفون بالنفاق والتملق والطاغيه تسره المداهنة وينتشي بالنفاق ويرغب بمن يتملقه ولن تجد انسان حر شريف يقدم على مثل هذه الاعمال فالرجل الشريف يمكن ان يكون صديقا لكنه لا يمكن تحت اي ظرف ان يكون مداهن او متملق اما الرجل السيء فليس لديه الاستعداد لهذا العمل فحسب بل يسعى اليه وتكون مثل هذه الحكومة مستبده من الطاغية الاول حتى الشرطي البسيط
2- تعويد الناس على الخسة والضعة والهوان والعيش بلا كرامة ليتقبلوا العبودية
3- يسعى المحتل والطغاة الى اغراء الناس على ان يشي بعضهم ببعض فتنعدم الثقة بين الناس حتى داخل الاسرة الواحدة ويشجع حتى الزوجة للتنكيل بزوجها فيما اذا حصل خلاف بين الزوجين وحتى خدمهم او العاملين ضمن شؤونهم 4- يسعى المحتل والطغاة الى استئصال النخبة الناضجة من الرجال واصحاب العقول والعلماء والمفكرين لان الطغاة لا يرغبون من ينافسهم في الخصال الحميدة ويعتبرهم خطر عليه ومنافس له في السلطة وقيادة الجماهير في النهضة والتمرد ضد الظلم والطغيان
اوكار الدبابير :
بعد دخول القوات الامريكية الى العراق باشرت اجهزتها المخابراتية تشكيل فرق الموت من عناصر مجرمة ليس للوطن او الشعب قيمة عندها وانما المال اي كان مصدره كما منحت لها الحصانة وكانت واجباتها القتل والسلب لمواطنين من مكونات مختلفة لايهام عامة الناس ان الذي يجري هو قتال طائفي كما غضت النظر عن التنظيمات الميليشاوية المرتبطة بأيران بالعمل بحرية تامة دون اي رادع وهي القادرة على تصفية قيادات تلك المجاميع بأساليبها الخاصة في الوقت نفسه شجعت على دخول التنظيمات المتطرفة تحت عناوين القاعدة وداعش ومن المؤكد ان هذه التنظيمات بجميع مسمياتها تعمل مثل المجندين المرتزقة تدفع لهم هذه الدولة او تلك بالدولار الاخضر ومما يزيد الطين بله ان الحكومة تغض النظر عن الافعال الاجرامية التي تقوم بها بعض الاحزاب وميليشياتها على اساس الانتماء الطائفي رغم علمها انها تعمل لدولة اجنبية ولا تخدم الوطن والمواطن وانما ولائها لمن يدفع لها …. كشف ادوارد سنودن المستشار والعميل السابق بوكالة الامن القومي الامريكي
اللاجيء في روسيا عن وثائق اعدتها وكالة الامن القومي الامريكي وبالتعاون مع نظيرتها البريطانية ومعهد الاستخبارات والمهمات الخاصة ( الموساد ) العمل على خلق تنظيم ارهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم في منطقة واحدة يرمز لها ب ( عش الدبابير ) تقضي بأنشاء دين ذا شعارات اسلامية مع مجموعة من الاحكام المتطرفة التي ترفض اي فكر اخر او منافس له وبحسب وثائق سنودن ان هذا هو الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية ويكمن في خلق عدو قريب من حدودها لكن سلاحه موجه نحو الدول الاسلامية الرافضة لوجوده وكشفت تسريبات صحيفة ( ذي ناشيونال انترسيت ) ان البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت عام خضع فيها لتدريب عسكري على ايدي عناصر في الموساد اضافة لاشراكه بدورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت …. ان هذه الخطة القديمة الجديدة تفترض خلق اوكار للمتطرفين مثل اوكار الدبابير غرضها ايذاء البشر وتسعى هذه المجاميع الى خلق بيئة تحافظ على وجودها وعملها في تدمير المجتمعات السليمة منها ابعاد الكفاءات العلمية والاجتماعية وتنصيب الامعات لادارة شؤون الناس مقابل ان تطلق هذه الامعات يد الدبابير في تحطيم كل ماهو جميل وانساني فلا ادب ولا فن ولاعلاقات اجتماعية سليمة ونشر المخدرات والجهل والامية وتسخير الدين لغسل عقول الشباب والسواد العام من كل ماهو سليم وتعليق احلام الناس بالاخرة والجنة وبظهور من يصلح الاموروتسعى تلك المجاميع الى فسح المجال امام اعشاش اخرى تختلف معها في الاسلوب ولكنها تلتقي معها في الهدف وتنشر تدين شعبي مريض بعيد عن جوهر الدين الحقيقي وعملت الانظمة الحاكمة في بلداننا والدوائر الاجنبية التي ترعاها على ذلك مما افقد شعوبنا العربية والاسلامية التوازن بين العقل والروح بين الحق والباطل بين الصدق والكذب بين الحقيقة والخيال بين النباهة والسذاجة بين الشرف الحقيقي والسقوط الاخلاقي بين الوطنية والعمالة للاجنبي بين الحلال والحرام بين الحرية والعبودية بين الموت دفاعا عن الوطن وبين الموت من اجل كراسي الامعات ان كل من يسوق لهذه التنظيمات العاملة خارج اطارمؤسسات الدول الامنية الرسمية وكل من يحمل السلاح خارج القانون وكل من يمارس اعمال القتل والخطف والسرقة والابتزار ماهي الا مجاميع تنتسب الى اوكار الدبابير تنفذ اجنده ومشاريع لدول اجنبية تخطط لتخريب الوطن وايقاف عجلة التقدم وهذه لن تنتهي الا بأنتهاء حكومة الامعات التي لا تلتفت الى مصلحة الشعب والوطن وتسعى الى تخريب كل شيء بموجب الاتفاق الذي تم بينها وبين الاسياد الذين اجلسوهم على كراسي السلطة ووزعت الادوار بينهم من معمم الى افندي الى مزور لشهادة الدراسة الى طائفي وشوفيني وغير ذلك فلا زراعة ولا صناعة ولا خدمات عامة ولا وظائف ولا موارد مالية ثابتة وبطاله مقنعة وغير مقنعة وتوجه استهلاكي غير نافع وانتشار للمخدرات وتحطيم القيم الاخلاقية والاجتماعية وتهريب للعملة الصعبة وانتشار السلاح بكافة انواعه بين المواطنين والشخص الغير مناسب في المكان غير المناسب هذه هي الفوضى الخلاقة الامريكية وهذه هي حقيقة اوكار الدبابير