هذه المرحلة مرحلة الانفتاح و ليست مرحلة فكر ابن تيمية
يرتبط المجتمع البشري بمختلف دياناته و عقائده و قومياته و باقي مسمياته الاثنية بروابط إنسانية مشتركة تعتبر هي الأساس في توثيق العلاقات بين مكونات ذلك المجتمع ,تلك العلاقات التي تطورت من علاقات بدائية في العصور القديمة لتتطور شيئا فشيئا لتصبح منظومة معاهدات و أحلاف بين قبائل و دويلات لتصل في العصر الحديث إلى مرحلة تشكيل منظمات و مؤسسات دولية ترعى تشريعات و قوانين دولية في مختلف المجالات تنظم العلاقات بين مختلف دول العالم الحديث و بما يحفظ حقوق الأفراد و الجماعات و الدول و تكون قراراتها على المستوى الأمني و السياسي و الاقتصادي ملزمة للجميع , و هذا الأمر بحد ذاته مؤشر ايجابي كونه يحمل دلالة على نمو و نضوج و انفتاح الفكر البشري , مع إسهامه في تعزيز الحقوق و الحريات للفرد و المجتمع و هو ما أسهم في إلغاء و تقليل ظاهرة الاضطهاد على أساس عقائدي أو قومي و التي كانت سائدة لعصور متأخرة . و بالرغم من هذا التطور في العلاقات بين المجتمعات الذي اخذ طابعا عالميا دوليا يجعل من الإنسان قيمة عليا و هدف في تشريعاته نجد العديد من الجهات و الأنظمة لازالت تحاول و بشكل معلن أو مخفي أن تسوق لمشاريعها على أساس ديني و مذهبي متطرف و من اخطر ما نشاهده اليوم هو محاولة البعض الترويج للفكر السلفي التيمي الاقصائي المتطرف الذي لا يجد إلا لغة القتل و التكفير من خلال تأسيس أو دعم جماعات متطرفة كالقاعدة و داعش و كما أشار لذلك المرجع العراقي الصرخي الحسني في محاضرته الثانية بعنوان ((الدولة المارقة في عصر الظهور من عهد الرسول )) ضمن سلسلة محاضرات ((تحليل موضوعي و في العقائد و التاريخ الإسلامي ) بتاريخ (15/10/2016) بقوله ((… هذه المرحلة ليست مرحلة الفكر التيمي …. الوضع السياسي ,الظروف السياسية , الوضع الدولي ,الظروف الدولية الآن مختلفة , الآن الفكر السلفي الاقصائي التكفيري انتهى دوره , هذه المرحلة ليست مرحلته , فمن أراد الحفاظ على دولته و حكومته و سلطته و نفسه و عائلته الحاكمة ,عليه أن ينفتح على الآخرين ,هذا هو وقت الانفتاح …)) . و إشارات المرجع الصرخي واضحة و صريحة في كون عصر التطرف قد انتهى مع عصر الثورة الالكترونية المعلوماتية التي نقلت المعلومة من إطارها و مصدرها المنغلق في دهاليز رجال الدين و خطبهم في الجوامع و المساجد و ضمن اتجاه فكري واحد إلى تعدد مصادر المعلومة و توفرها لكل فرد في محل السكن و العمل و الحل و الترحال و في جميع بقاع المعمورة مما فتح الخيارات أمام المطلع على كل التوجهات و قدرته على التمييز و الاختيار بعيدا عن تأثير الفكر الأحادي المنغلق و هو ما على الأنظمة و الدول الراعية للفكر المتطرف أخذه بنظر الاعتبار حفاظا على أنظمتها و حكوماتها و عوائلها و أسرها لانتهاء عصر هذا الفكر مع بداية الانفتاح على المستوى العقائدي و السياسي.
https://www.youtube.com/watch?v=4ZzNHvWhSzE VqdnBLTQhttps://www.youtube.com/watch?v=nOU http://up.1sw1r.com/upfiles2/sab03651.jpg