الانزياح الأحمر للدم الشيعي داخل المراقد المقدسة صار يوسع في مسافات الجفاء بين هؤلاء المطقسنين وبين عقيدة واهداف الائمة الساكنين جسداً تلك البقاع الطاهرة ، فيما هناك انزياح أزرق لأرواح طهرت بمقام الشهادة في ساحات الدفاع عن الإنسان في العراق .
يفتح عبدة المال والرجال من ولاة السيستاني على العتبات الطاهرة الباب واسعاً أمام هؤلاء المهووسين بالدم والطقسنة البشرية المفرطة ، بعد أن فرشوا الأرض لهم بساطاً احمراً ، علّلوا مده لغير ملوك المال بالوقاية من نجاسة دم المطبرين هاماتهم هناك ، ولا غرابة في تعليلات خاوية من خواة العقيدة الذين يحسبون ان المرقد الطاهر ليس سوى معبد لاصنام يجمعون من خلالها المال والرجال ، اذ هم حتماً ليسوا مدركين ان ساكنيها عليهم السلام احياء عند ربهم يرزقون ، ولا يستوعب هؤلاء المرتزقة كذلك ان طهارة الوجود العقيدي للمذهب أولى بالوقاية ، فتبت لحاهم حمالة المرض زادهم الله مرضا .
فيما تفتتح رجالاتهم المعارض الدولية في مقام خرافي يعلمون ان من فيه لا تمت لكريم اهل البيت الحسن بن علي عليه السلام بصلة ، وليس لها في تاريخنا من وجود .
أكاد أجزم أن هذه الأمانات – اللامأمونة – احتوشت من الدولار والعقار ما جعلها تفقد السيطرة على ( شأنيتها ) المقدسة وتذرف دموع التماسيح بعد ان جننها المصاب فرقّت لتفتح الأبواب سراعاً ، طاعة لمولى المال .
ولما التقى الجمعان قال شيطان في احد الفريقين ( ان زينب شقت جيبها ) ، ثم نكص الخبيث على عقبيه ، وخصيمته يوم القيامة زينب معلمتنا الصبر والعنفوان .
فيما نجح شركائهم في السلطان ان يسقوا ربهم خمراً من رز فاسد ، ثبت لاحقاً ان دعكه بدم المطبرين جعله صالحاً للاستهلاك البشري ، ولم تعد من ضرورة لينطق النازون على منبر الجمعة في كربلاء الحسين بما يسرّ الناظرين . ولم تعد من حاجة لجرّ سيوف الشيرازية نحو وزارة التجارة ، لا سيما وهم يؤمنون بعقيدة ( اللاعنف ) ضد خصوم اهل البيت ، والتي لا تمنع من شقّ هامات محبي اهل البيت باشدّ العنف ، وكذلك لا تقتضي السكوت عن ( اهل البدع من مصلحي الشيعة وعرفائهم وفلاسفتهم ) الذين يجب تكفيرهم قربة لموجات الأثير اللندنية ، فتعساً لتلك اللحى الصدئة والأصوات المسرحية .
أيها الجميع من المنافقين على المنبر والشاشة والكرسي والسلطان .. ان الفوضى الأخلاقية والمعرفية التي اوجدتموها كافية في تأخير ظهور إمام الزمان عليه السلام ، كما أردتم وأراد من خلقكم .
ان نقل ثورة الحسين عن أهدافها السامية الإصلاحية العالمية ، ومن ثم جعل أدوات الانفعال العاطفي لفقد الحسين اهدافاً بحد ذاتها ، خدعة لا يجيدها إلا مثلكم الذي يأتيه المال من بين يديه ومن خلفه ، وقد كفيتم بها اجيالاً من سلاطين الجور ازعجهم الوعي الحسيني ، كما لا يستسيغها إلا من هو فارغ علماً وحكمة .
ثمّ ان صراعكم السياسي ضد الولي الفقيه في إيران لا يجيز لكم استغلال الحرية النسبية في العراق ، المدفوعة بسنين من الكبت العاطفي ، فالصراع الثلاثي بينكم كل أطرافه إيرانيون .
[email protected]