26 نوفمبر، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

توعية الشعوب من خطر التطرف الديني و الارهاب

توعية الشعوب من خطر التطرف الديني و الارهاب

ليس من المهم ترقب الاحداث و التطورات و إنتظار حدوثها بقدر ماهو الاهم المبادرة من أجل التحسب و التحوط منها و درء مخاطرها و تهديداتها اللمحتملة وإن التسلح بالوعي و الحيطة و الحذر، أفضل سبيل لمواجهة و مقاومة التهديدات الفکرية ذات الطابع الهدام، نظير التطرف الديني و الارهاب، کما إن الاهتمام بهذا الجانب في هذه المرحلة الحساسة و الخطيرة من تأريخ منطقة الشرق الاوسط، له أکثر من مبرر و سبب.
الاحداث و التطورات خلال العقود الماضية أثبتت بجلاء إخفاق الانظمة السياسية في الحفاظ على مرتکزات السلام و الامن و الاستقرار من الاخطار المحدقة بها عندما صرفوا جل همومهم لأمور سطحية و ثانوية و قاموا بإهمال الجانب الاهم وهو الشعوب نفسها، لأن تهيأة الاجواء و المناخ المناسب لتحفيز الشعوب کي تدرك و تعي أهمية تسلحها بالوعي التنويري في مواجهة الافکار المتطرفة و المنحرفة التي لاتهدف إلا للنيل من السلام و الأمن و الإستقرار، واننا نعتقد بأن عصر حث و تحفيز الشعوب من أجل تسلحها بالوعي و مواجهة الاخطار التي تتسلل الى داخل شرائحها المختلفة بأردية و أقنعة مختلفة، صار بالغ الضرورة خصوصا في مواجهة التطرف الديني و التفرقة الطائفية حيث يشکلان اليوم الخطر الاکبر الذي يهدد شعوب المنطقة.
إلقاء نظرة على المؤتمرات الاخيرة التي عقدتها المقاومة الايرانية خلال الاعوام الاخيرة، نجد أن هناك ترکيزا غير عاديا على قضية توعية الشعوب ضد کل أسباب الجهل و التخلف والتي تتبلور اليوم و بشکل خاص في ظاهرة التطرف الديني، ولاسيما من ناحية إستغلال تلقائية الاحساس الديني عند شرائح إجتماعية تعاني من إستغلال و قهر طبقي لکي يضيفون الى معاناتها معاناة جديدة أخرى و يرهقونها بحمل ثقيل جديد لاناقة لها فيها ولاجمل.
الدعوة الى تشکيل جبهة ضد التطرف الديني و الارهاب، دعوة مخلصة تؤکد عليها المقاومة الايرانية على الدوام و في مختلف مؤتمراتها الاخيرة، لأنها ترى فيها أفضل ضمانة و أقوى خط دفاعي و هجومي في آن واحد ضد التطرف الديني، وان النظام الديني الرجعي في إيران و الذي يستغل العامل الديني لدى الطبقات التي لاتمتلك درجة عالية من الوعي و يقوم بدفعها نحو مفترقات خطيرة بحيث تقوم بأياديها بهدم اسس و مرتکزات السلام و الامن و الاستقرار القائم في بلدانها وتفتح على نفسها أبواب الجحيم بالخوض في سعير حرب طائفية يمکن إعتبار المنتصر و المهزوم فيها نفس الشئ، لأنها حرب لانتيجة لها سوى القضاء على الافکار و المبادئ و القيم الانسانية، ومن هنا فإننا نعتقد بأن أهم عمل يمکن لمختلف الاطراف السياسية و الفکرية و الاعلامية و الاجتماعية في مختلف الدول القيام به حاليا، هو توعية الشعوب و خصوصا الطبقات المحرومـة من قضية التطرف الديني و کونها قضية لاتخدم مصالحه و مستقبل أجياله بل تضره و تترك فيه أسوأ الاثار
 [email protected]

أحدث المقالات