في بدايةِ الخلقِ حيثُ ذلك الأنسانِ البدائي الذي كانتْ الأرضُ فراشهُ والسماءُ غطائهُ وحشاشُ الأرضِ أدامهُ وأكلهُ ..
ولو تُركَ ذلكَ الأنسانُ والفطرةُ التي أودعها اللهُ تباركَ وتعالى فيه دونَ مَنْ يحرضهُ ويستميلُ ويلوثُ فيه جانبَ الفطرةِ ، لما حصلَ الأختلافُ المؤدي للتنازعِ على الحياةِ والبقاءِ ..
لكنَّ هذا لا يمكنُ أنْ يكونُ ويستمرُ وهناكَ عقولٌ كبيرةٌ تعتاشُ على هذا الخلافِ الذي هو مواردٌ كبيرةُ الأقتصادِ والسيطرةِ على العالم والبشريةِ ، وجعلَ هذه الجموعُ البشريةُ بقبضةِ شخوصٍ محدودين بيدهم خيوطُ وأسرارُ أدارةَ الأزماتِ والكوارثِ التي هي من صنعِ البشر ..
وكانَ أولُ شيءٍ فكرتْ به يدُّ الشرِّ هي تفرقةُ النوع الأنساني على أساسِ اللونِ والعرقِ والقوميةِ وغيرها بشكلٍ متتابعٍ تطوري كلُّ فكرةٍ أخذتْ وقتٌ وفتحتْ أفقٌ للخلافِ والأقتتالِ التي هي موادٌ خامُ أقتصادِ المصانعِ والشركات ..
ثم تطورتْ تلكَ الأفكارُ إلى مدارسٍ أسستْ لها فنونٌ برعتْ في جعلها عصبُ حياةِ تلكَ رؤوسِ الأموال ، لتحرقَ البشريةَ من أجلِ رخائها والتسلط !فأسستْ النظرياتِ التي جملتها ورغبتْ فيها البشريةُ من أجلِ سوقها بطريقةِ التخندقِ الذي يبقي سرَّ الخلافِ الخلاق !
حتى أصبحتْ الرأسماليةُ والأشتراكية قطبانِ للصراعِ كم جزءَ البشريةَ ، ثم تلتها الكثيرُ من فرصِ التجزئةِ والتفتيت ، الكبيرُ إلى قطعٍ صغيرةٍ والصغيرُ إلى أصغرِ منه ..
حتى أمتدتْ تلكَ اليدُ إلى المسلمين ، المسلمين (كنتُم خيرَ أمةٍ أُخرجتْ للناسِ تأمرونَ بالمعروفِ وتنهوَن عن المنكرِ ) !التي كان القرآن يحكمها ويضبطُ أيقاعها ومتبعيها .لكنَّ هذا أيضا لا يخدمُ تلكَ اليدُ المستكبرةُ والطاغيةُ والتي تبحثُ حيثُ التشرذُمَ والتمزقَ والتناحر !
لتُصنفَ المسلمين إلى أجزاء (سُنةٌ وشيعةٌ) ، والسنةُ إلى أجزاءٍ كثيرةٍ متناقضةٍ وتابعةٍ ومتباينةٍ في الكثير من الأحكامِ ..والآخرى الشيعية أيضا إلى أجزاءٍ( أثني عشرية وأخبارية وزيدية) وهكذا ..ليصلَ الدورُ إلى الأثني عشرية حاملةَ لواءِ التشيعِ ، لتنفيذَ نظريةَ التفتيتَ والتجزئةَ إلى بطنها لتخلفَ الكثيرَ من الأختلافِ وفقَ نظريات المراجعِ وطرقِ السيرِ بجماهيرها على تفصيلٍ مرَّ ..
لكن قد نكونُ اليومَ في أوجِّ أبداع المجزىء الذي أحسنَ أيجادَ المشرطِ وغرزهِ في جسدِ التشيعِ عبرَ خنجرَ التطبيرِ الذي أضحى اليوم فارقةً واضحةً تتناحرُ عليها شخصياتٌ شيعيةٌ بينَ مطبرٍ إلى الجنةِ وأخرَّ رافضٍ إلى النارِ ، تاركين العقلَ والمنطقَ وراءَ ظهورهم دونَ الألتفاتِ إلى قصةِ التجزئةِ التي خلفتها يدٌ تمسكُ الكأسَ الرويَ من هذا التناحر ِ ..