قال تعالى:(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
أعلن رئيس الحكومة العراقية،والقائد العام للقوات المسلحة،حيدر العبادي، أمس ليلاً،عن بدء انطلاق عملية تحرير الموصل من قبضة الأرهابيين.
ما يقارب عامان والموصل تحت حكم الدواعش،الذين صادروا فيها الحريات الشخصية،وانتهكتوا الاعراض،وعاثوا في المدينة الفساد والخراب،واشاعوا الخوف والظلم والارهاب،وكلّ يعلم اذا دخل الارهابيون الى المدينة،ماذا يفعلون بها!؟
كنا قد درسنا في الجيش سابقاً،ان القتال في الأبنية والشوارع،لهو من أصعب وأشد الحروب على المقاتل،ولا شك ولا ريب،ان قواتنا الامنية الباسلة،ومن ورآءهم حشدنا الشعبي المبارك،اكتسبوا التجربة الكافية، بعد المعارك التي خاضوها ضد داعش، حتى طهروا مدننا العراقية الحبيبة،من نجاستهم وقذارتهم،فأصبحت الآن قواتنا الامنية وحشدنا المبارك،عندهم القدرة والكفاءة العالية، في خوض هكذا نوع من الحروب، وإني على يقين ان النصر حليفنا، وما هي الا بضعة أيام وسترجع الموصل الى أحضان العراق من جديد.
أمريكا،اطلقت تصريحات خبيثة،فقالت ان الحرب لتحرير الموصل قد تطول، وما هذه التصريحات إلا محاولة من امريكا، لإخراج أكبر عدد ممكن من قيادات داعش الى سوريا، لأعادة توازن القوى بينها وبين روسيا في سوريا،قبل ان تأتي الى المفاوضات الأخيرة المرتقبة مع روسيا، وهي تمتلك عناصر القوة،بعد ان رأت تقدم وانتصارات الجيش السوري في المعارك الدائرة الآن،وبمساعدة من الطيران الحربي الروسي.
من جهتها روسيا أدركت الأمر جيدا، فقامت بعدة خطوات عسكرية،فقد اعلن الاعلامي الروسي،عن تحرك أضخم سفينة نووية في العالم”بطرس الأكبر”،مع عدة سفن اخرى لحاملات الطائرات،بالأضافة الى الغواصات، وقوات بحرية روسية، ستصل خلال عشرة ايام الى الساحل السوري،عند القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
إنها حسابات وصراعات القوى الكبرى، وكل يريد ان يأتي الى المفاوضات، وهو يمتلك عناصر القوة،ومنطق المفاوض القوي،فروسيا مستحيل ان تتخلى عن سوريا، ولا أستبعد دخول قوات روسيا كثيفة من جهة قاعدتها البحرية المتواجدة هناك،لحماية مصالحها وإستثماراتها في الجهة الشمالية من سوريا،والتي تقدر بمليارات الدولارات،إذا سمحت أمريكا لقيادات داعش بالخروج من الموصل الى سوريا.
أعتقد ان تحرير الموصل،سيكون أسهل وأسرع من تحرير الفلوجة،وسينقطع دابر الارهاب نهائياً في العراق،اذا ترك الأمر لقواتنا وحشدنا المبارك،واذا لم تقم امريكا-ان كانت بنفسها،أو من خلال ادواتها كتركيا مثلا-بأي محاولة لعرقلة تقدم قواتنا الباسلة،لحساباتها الخاصة.
لذا يجب على كافة قواتنا العراقية،اخذ الحيطة والحذر من الغدر والمكر بهم، كما قالت مرجعيتنا العليا الرشيدة. ً