حين تحدث العاهل الاردني عن الهلال الشيعي الايراني في المنطقة العربية ،ووجه باعتراضات عديدة ساذجة من ساسة الشيعة في العراق وسوريا ،لكن المشروع الايراني الذي يمثله هذا الهلال ورديفه مشروع ام القرى والمشرق الاسلامي ، مشروع واقعي ينفذ على الارض وقطع مشاوير تطبيقية عديدة ومسارات شاسعه ،فهو حلقة استحواذية هدفها تنظيف الارض العربية من نتوءات مقاومة النفوذ والاستحواذ الايراني ، لذلك نجم عنه ملايين الضحايا بين قتلى وجرحى ومعاقين ومشردين ولا جئين ونازحين ،وكل ادوات المشروع الايراني محلية ممولة ومدربة ومسلحة من ايران ،فهناك مائة ميليشيا في العراق وعشرات الميليشيات العراقية والشعبية السورية واللبنانية والافغانية والباكستانية في سوريا واليمن ،واليوم تثور احتجاجات وجدل عارم حول مشاركة الحشد الشعبي الذي يعد اداة طائفية ايرانية في معركة الموصل وغاية ايران الملالي منها ،في هذا التقرير الاعلامي تكشف وجهات نظرمتباينة ومتطابقة بحسب الاهواء حول غايات واهداف وخطط ايران بشان الموصل وربطها كطريق سالك بسوريا وعزل تركيا التي تبذل هي الاخرى جهدها لايجاد موطن نفوذ لها في بحر محافظة نينوى . التقارير الاعلامية المتواترة تقول : لم تأت تطمينات الحكومة العراقية بتحييد الميليشيات الإيرانية عن معركة الموصل بنوايا سليمة، حيث تبيت بغداد على ما يبدو خطة بديلة تتيح لإيران بسط سيطرتها على المدينة عبر الالتفاف حولها وربطها بسوريا.
هذا السيناريو هو جزء من خطة إيرانية أوسع كشف عنها مسؤول أوروبي لصحيفة أوبزيرفر البريطانية على اطلاع على سير عمليات إيران العسكرية في المنطقة منذ سنوات بالتنسيق مع مسؤولين عراقيين ومن النظام السوري.
وتعمل إيران، بحسب المسؤول الأوروبي، منذ سنوات على إنشاء ممر سالك إلى البحر المتوسط تصل إليه عبر أراض في العراق وسوريا، وذلك لربط العاصمة الإيرانية ببوابة بحرية تطل على البحر الأبيض يكون لبنان وسوريا مرفأها المحمي بالادوات المحلية ، وتسقط الحواجز بينها وبين أوروبا.
وكما بات واقعاً على الأرض، بسطت الميليشيات الإيرانية سيطرتها على مناطق عراقية عدة يسكنها العرب السنة وسط وشرق البلاد وذلك بحجة محاربة تنظيم “داعش”، وهو ما رفع العوائق أمام إيران لإنشاء ممر المتوسط الذي سيسلك، بحسب المسؤول الأوروبي، بداية من محافظة ديالى العراقية التي شهدت أسوأ حملات التطهير العرقي والطائفي.
ومن ثم يمتد نحو محافظة صلاح الدين حيث شهدت هي الأخرى عمليات الإفراغ من المكون السني بحجة محاربة التطرف، قبل أن يصل الممر الإيراني إلى الموصل حيث تفتقر إيران للعناصر الموالية لها من سكان المنطقة.ولحل هذه المعضلة، أكد المسؤول الأوروبي وجود خطط لدى الحكومة العراقية وميليشيات الحشد الايرانية لزراعة العناصر الطائفية غرب المدينة بحجة منع مسلحي “داعش” من الفرار نحو سوريا، بينما تعمل عملياً على تأمين الممر الإيراني في المناطق الحدودية مع سوريا.
ومن الموصل يكمل ممر المتوسط الإيراني، بحسب المسؤول الأوروبي، طريقه في سوريا بالاتفاق مع النظام والأكراد عبر الحسكة والرقة حتى حلب، حيث تدفع إيران بثقلها لتأمين المركز الحيوي للممر.
ومن حلب يقترح المسؤول الأوروبي أن ينتهي ممر إيران إلى المتوسط عبر مدينة اللاذقية الساحلية ( غرست ايران هناك الاف المقاتلين اغلبهم من الميليشيات الشيعية العراقيه ) أو المرور بضواحي حمص التابعة للنظام إلى أن يشق طريقه نحو طرطوس.وبذلك تكون إيران قد حققت بمساعدة الحكومة العراقية والنظام السوري ممراً آمناً يسهل لها نقل واستقبال الاشخاص والبضائع والأسلحة والذخائر بسهولة عبر البحر المتوسط.
وهو مشروع كما نرى خارق لسيادة ثلاث دول هي العراق وسوريا ولبنان وكبدهما ضحايا ثقيلة في الارواح والاموال ،كما انه وبمرور الايام يصعب اذا لم نقل يستحيل قلعه من على الارض الا بضحايا جديدة وثمن صعب جدا ،فايران تعتبر وجودها على الاراضي السورية والعراقية ،وجود حياة او موت وهو دفاع عن المدن الايرانية .