(رداً على تصريحات المُعمم المدعو حامد الجزائري المنشورة في كتابات 13 –10 – 2016 تحت عنوان – قائد بالحشد: نحن والعبادي والعراق نتحرك تحت إمرة قاسم سليماني)
هذا خلط للأوراق خطير يا حامد الجزائري !!
فكلامك المنقول في (كتابات) ينطوي على خيانة وطنية صريحة.
العراق دولة مستقلة ذات سيادة. وهي عضو مؤسس في هيئة الأمم المتحدة فكيف استطعت التفريط بها بهذه السهولة !
العراق عراق وإيران إيران، الصين صين وأمريكا أمريكا، ولم نسمع عبر العصور بشراً أعمى الله عقولهم فأصبحوا يتاجرون بوطنهم كما تفعلون أنتم يا عمائم السوء وأحزاب الرذيلة.
العراق ليس خاناً أو فندقاً مُسجلاً باسمك أو إسم أبيك كي تبيع وتشتري به، العراق وطن مليارات العراقيين الذين عاشوا عبر آلاف السنين الماضية ومليارات البشر القادمين، فكيف يستطيع صعلوك سياسة مثلك أن يفرط به ؟!
لا نسأل الحكومة أن ترد عليك لأننا نعرف استخذائها وعمالة قادتها، ولكن إذا كان الإيرانيون قد علموكم إن الطائفة أهم من الوطن، فهل الإيرانيون أنفسهم يفرطون بوطنهم من أجل شيعة العراق أم نكلوا بهم شر تنكيل، ونهبوا ثرواتهم وفرطوا بحقوقهم عبر حكومة الأحزاب الدينية، أحزاب الفساد واللصوصية والمهانة.
إذا كنت تعاني من خصاء العقل والضمير فأحط الشعور بالدونية من شأنك فتخاذلت كل هذا التخاذل أمام قاسم سليماني فجعلته أكبر من العراق ودولته ومرجعيته! فنحن نعتبر قاسم سليماني عدواً مبيناً، بل هو عدو العراق الأول.
فهو وسيده علي خامنئي من دعم ويدعم حكومة الفساد والتفريط بسيادة العراق ومصالح شعبه والتي تقودها مجاميع من الحزبيين الذي أعماهم الله وأذلهم ففقدوا الحياء ففضحهم في الدنيا قبل الآخر.
فهذه الحكومة هي التي سلمت وبخيانة صريحة ثلث العراق لداعش وبضمنها الموصل في 2014 عندما كان نوري ناقص المالكي يقود الوزارة والقوات المسلحة.
وعندما تصاعدت التظاهرات الاحتجاجية الصيف الماضي ضد مدحت المحمود حامي الفاسدين، طلب قاسم سليمانك من هادي العامري وأبو مهدي المهندس زيارة هذا القاضي الصدامي الفاسد وإعلانهم دعمه صراحة ففعلوا ذلك على الضد من إرادة العراقيين وخلافاً للقوانين والأعراف.
هكذا يذلكم الله ويخزيكم وأنتم لا تشعرون !!
انتم لستم حشداً شعبياً، فالحشد الشعبي هو من لبى نداء الجهاد الكفائي وهو تحت إمرة مرجعية السيد السيستاني التي لا تؤمن بولاية الفقيه أساساً لأن مقولة الولي الفقيه تتناقض مع عقيدة المسلمين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية الذين يؤمنون مع مرجعيتهم تاريخياً بولاية الأمة، وليست ولاية الفقية، وهذا ما ينسجم مع القرآن الكريم والسنة النبوية.
أنتم لستم حشداً شعبياً والشعب العراقي ينظر لكم بريبة وعدم إطمئنان، فأنتم ميليشيات تابعة للمخابرات الإيرانية تمويلاً وتسليحاً كي تكونوا دولة داخل الدولة لتهدوا العراق من داخله! وبئس هذه المهمة المشينة.
إن ميليشياتكم هي مصدر تهديد دائم لوحدة العراق ومستقبله. لذلك فالمخابرات الإيرانية هي التي تدفع لكم رواتب – من أموال العراق المسروقة لو كنتم تعلمون – وتلبسكم عمائم وتمنحكم ألقاباً ما أنزل الله بها من سلطان.
وهكذا كانت مهمتكم توريط آلاف الشباب الطيبين من الجنوب والفرات الأوسط بعد غسل أدمغتهم طائفياً، وقد خضعوا لهذه الخدعة الإيرانية المسمومة لأنهم عاطلون عن العمل محرومون من أبسط متطلبات الحياة، بسبب إماتة الصناعة وتعويق الزراعة من قبل أحزاب عمار والجعفري والمالكي واليعقوبي خدمةً ٌلإيران ومصالحها.
لذلك اضطر هؤلاء الشباب إلى الانخراط في ميليشياتكم المريبة. هذه هي إرادة علي خامنئي الذي لا يكنُّ للعراق غير الكراهية ورغبات الانتقام المريضة المهيمنة على عقله الوخم الذي لا يميز بين صدام حسين وبين ضحاياه من العراقيين.
تستطيع يا حامد جزائري، أنت ومن كانت على عقله غشاوة من الشيعة العراقيين، أن يقرأ (مقال طهران تايمز اليتيم) في نهاية هذا الرد، لتعرفوا ماذا فعلت سلطة الولي الفقيه الايرانية بالشيعة العراقيين والأفغان الهاربين من الجحيم إلى إيران منذ الثمانينات باعتراف جريدة (طهران تايمز) الايرانية نفسها. لقد فعلوا بالعراقيين ما لم يفعله الجلاد صدام حسين نفسه، بل سلموا بعض الشيعة لأجهزة صدام حسين بفضيحة مشهودة آنذاك، فعلوا ذلك لأن حقدهم على شيعة العراق لا حدود له، لذلك ورطوكم وجعلوكم عبيداً لا تستطيعون مخالفة أوامر المخابرات الإيرانية، وما تصريحك الاستفزازي هذا إلا تلبية لتلك الأوامر، وأكيد إنك لا تعرف بأن مثل هذه التصريحات ما هي إلا جزءاً من حرب نفسية هدفها إخضاع العراقيين لسلطة دينية زائفة هي سلطة الولي الفقيه التي ذاق بها الشعب الإيراني ذرعاً وباتت سنواتها معدودة مثل أية سلطة طاغية باغية سبقتها.
إن مشاركتكم بمحاربة داعش بحد ذاتها لا تعطيكم هوية وطنية ولن تغير من الحقيقة شيئاً، لأنكم تعملون وتدعون صراحة إلى تحويل العراق محمية إيرانية لعلكم تحصلون على شيء من جثة العراق التي يتناهشها أنذال السياسة منذ 13 سنة.
فبئس الهدف وبئس الطموح.
إن تصريحاتك يا حامد جزائري تدل على صفاقة ما بعدها صفاقة، وهي خيانة صريحة للعراق وسيادته وتضحيات أهله وتاريخه!
العراق وطن الأئمة والأنبياء.
العراق وطننا نحن العراقيين، وطن أبائنا وأجدادنا ولن يكون وطناً للخونة والأنذال.
ولكن لنتساءل : لماذا وصلت أنت وأمثالك إلى هذا المستوى ؟!
لقد شعرت أنت وامثالك، داخل الحكومة وخارجها، أن الجو السياسي قد صفا لكم ولم يعد أمام شراهتكم للسلطة حسيب أو رقيب، فصرتم تزايدون على بعضكم بالخيانة والعمالة للإيرانيين مقدمين كل أنواع التنازلات، فوصل بك الأمر أنت أن تتنازل عن العراق نفسه ! لعلك تحظى بالحكم قبل سواك !
ستحكمون ماذا إذا سيطر الايرانيون على العراق ؟! يا لكم من جهلة أجلاف !
ويا لها من تهلكة تلك التي تتقدمون متسارعين باتجاهها ! ولكن لن تشعرون بها حتى تمسكم نار العراق.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
مقال طهران تايمز اليتيم
[ .. والأغرب، فلا المعارضة الإيرانية الإصلاحية ولا آيات الله العظمى والصغرى ولا المثقفون ولا أية جهة أخرى في إيران ساندت ضحايا العنصرية من العراقيين وكذلك الشيعة الأفغان الذين يعانون من نفس الحيف! والمقال اليتيم في الصحافة
الإيرانية هو الذي نشرته (طهران تايمز) في 24-10 -99 وهو على كل حال له دلالة مهمة هنا، ومما جاء فيه ( .. ولنفكر الآن في وضع العراق جارنا على الحدود الغربية، إننا نجد الجهود منصبة للعمل على إخراج اللاجئين العراقيين من إيران، وقد أُخرج منهم لحد الآن ما يقارب 300,000 لأجيء . إلى أين خرج هؤلاء ؟ هل عادوا إلى العراق ؟! ) تتساءل الصحيفة وتضيف ( لقد نجحت السياسة الإيرانية في هذا المجال والذي يصب في مصير مشؤوم لهؤلاء اللاجئين !! هل هذا يدل على المقدرة والنجاح ؟! أين هي الحكمة أو الدين في جعل المسلمين يصلون إلى هذه الدرجة من الإحباط نتيجة لاستنتاجات اقتصادية خاطئة ؟ إن هؤلاء اللاجئين كانوا بجانبنا وقد قدموا ضحايا في الحرب التي فرضها صدام على إيران، ومن مصدر في رئاسة الجمهورية، فإن عدد الضحايا منهم بالنسبة لعدد نفوسهم في إيران يفوق نسبة عدد ضحايا الإيرانيين إلى عدد نفوسهم . وعلى أية حال أنظر إلى التصريح الأخير للسيد حسن حبيبي معاون رئيس الجمهورية حيث يقول: لا مجال لإقامة اللاجئين العراقيين في إيران بعد اليوم ) !! وتضيف الجريدة مؤكدة ( لقد وضعت السياسة العامة لتتبنى هذا النهج، علماً إن بعض هذه الإجراءات هي عنصرية أو منافية لأصول العقيدة أو إنها مجرد تصورات واهية ) ومن الإجراءات المضحكة المبكية التي يشير إليها مقال طهران تايمز ( وعلى سبيل المثال، خذ الجدول المعلن من قبل وزارة العمل الإيرانية لسنة ( 1377 ش) إذ يحدد القانون رواتب العاملين الأجانب في إيران واضعاً العراق في حقل يقابله حقل لكل من أوربا الغربية واليابان وأميركا حيث مقدار الراتب الشهري لهؤلاء الأجانب أكبر 700% من راتب العراقي العامل بنفس الاختصاص . وهناك أيضاً تراجيديا مؤلمة أخرى، هي من نصيب أطفال العراقيين الذين يولدون في إيران، فهم لا يُمنحون أية مستمسكات قانونية تضمن حق تسجيلهم في المدارس مستقبلاً !! وعلى مستوى التحصيل الجامعي فالأمر أكثر تعاسة، وإذا وجد عراقي يدرس في إحدى الجامعات الإيرانية فلا بد إنه سلك طريقاً غير مألوف لإكمال دراسته، .. ليس هناك قنوات قانونية طبيعية للذين يولدون في إيران من العراقيين في أي مجال من مجالات الحياة، فأمامهم نفق طويل مظلم لا نـهاية له .)
إن الوقائع تُسقط دائماً الأقنعة الأيديولوجية والادعاءات المثالية للعديد من الحكومات العنصرية في العالم الثالث، حيث تعود المسألة في أساسها الأخلاقي لنوعية ومستوى الثقافة الحقوقية التي يعتمدها هذا النظام أو ذاك، وهذا ما يفسر بدوره، لماذا تستطيع الحصول على الجنسية وكامل حقوق المواطنة بعد خمس سنوات من إقامتك في دول الغرب الديمقراطية، بينما تظل في الدول المتخلفة غريباً محروماً من الحقوق حتى لو أقمتَ أنت وأحفادك لمائة سنة، وحتى لو خدمت مصالح تلك البلاد أكثر من أهلها، والسبب هو إن الجهة المتخلفة لا تدرك أين تكمن مصالحها، وهذا هو جوهر التخلف، الذي ينتج العنصرية بصفتها واحدة من أكثر أنواع القمع قسوةً وانحطاطاً!]
___________
*راجع كتابنا (الدولة المأزومة والعنف الثقافي –2002 دار الفرات) فقرة (عنصرية العرب والعجم) صفحات من 97 – 104 .
[email protected]