أنها لمفارقة كبيرة ان يعتقد بعض الأعراب, ان حفيد أحمد جمال السفاح “اوردغان” هو الحامي والمدافع عن السلام وأنه حامل لواء أعادة الأمجاد والفتوحات الأسلامية, والمدافع عن قضيتهم التاريخية فلسطين.
اوردغان الذي بات يستر عورته بورقة التوت المنخورة في الداخل التركي, فبعد فضيحة الأنقلاب العسكري, وتصفية لقيادات الجيش والقضاة وأساتذة الجامعات والصحفين, وأبادته,لأبناء بلاده من أكراد تركيا, وجد فرصته, بعقول بعض الشواذ الفكري من المتطرفين المتأسلمين, ليعلن عن حلمه بعودة مريض ال عثمان.
يبدو أن شخصية أحمد جمال السفاح الجد غير الشرعي له, قد أخذت مأخذها من هذا الرجل, فذاك المجرم, الذي قام بتصفية جميع معارضيه, واغلق الجمعيات والصحف, وأعتقل الأف الكرد والعرب, وزجهم مابين معتقل ومعلق في حبل المشانق, والذي كان يؤمن بنظرية, أن الله خلق الأتراك من دم مقدس ونقي, ويجب أن يسخر كل ماموجود لخدمتهم.
أوردغان الحالم, الصقر الذي تحول الى نعامة, فبعد حلم القداسة, بات الرجل يبحث عن سلم حتى والو من الورق, لينزل به من الشجرة العملاقة التي ورط نفسه بالصعود اليها, فتارة نجده يصعد المواقف وأخرى منحي الرأس, يحاول الرجل تقليد سلفه بقوة الشخصية والضرب بيد من حديد واعادة الحياة لرجل مات منذ سنوات طوال, فتاره مع الروس واخرى مع سوريا وتخبط مع العراق, وكذا مع أيران, العراق الصخرة التي ستعيده الى حجمه الطبيعي.صخرة العراق ستفيق الرجل, من أحلامه التوسعية, فمخيلت اوردغان ذهبت بعيداً, بعدما جرى من أحداث في سوريا والعراق, فتصور أن الفرصة مواتية له لأعادة حلمه بالأمبراطورية العثمانية, وما تجنيده للأرهابين وتدربيهم وعبورهم عبر الراضي التركية الا رسائل واضحة,لكل من يحلل شخصية الرجل.
يبدو أن الأنتصارات المتلاحقة للجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي, و وصول العراق الى المحطة الأخيرة في حربه ضد الأرهاب, فمعركة الموصل هي التي ستعري أوردغان من أخر اورقة, في المنطقة داعش تركيا, فالرجل الحالم, دخل هذه المرة, من باب الطائفية, بحجة حماية اهل السنة في العراق من التطهير العراقي, ولا اعلم أين كانت حمية عندما أنتهتك الأعراض وعلقت شباب الموصل والأنبار والفلوجة على المشانق.
الحكومة العراقية والبرلمان وشيوخ العشائر بكل مكوناتهم السياسية, رفضوا هذا الأعتداء السافر, فهو لايعي مدى خطورة المأرزق الذي وضع نفسه فيه, فتصور أن وجود بعض الخونة على ارضه سوف يعطيه الشرعية لهذا العمل, وأن وجود بعض الدبابات والجنود في أرض السواد سيحمي حدوده من بطش رجال العراق, متناسيا أنه للعراق رجال تحميه.
الحكومة العراقية لديها عديد من اوراق الضغط على الرجل المريض, فالتحرك على المجتمع الدولي, وجامعة الدول العربية, مقاطعة التبادل التجاري مع تركيا والذي يبلغ اجمالي العائدات فيه الى تركيا أكثر من 20 مليار سنويا, والتي من شأنها زعزعة الأقتصاد التركي المتهاوي أصلاً, ورقة حزب العمال التركي, وأخرها وليس أخيرها الكي يااوردغان.