22 ديسمبر، 2024 10:53 م

13 عاما : المسرحية مستمرة والضحك متواصل

13 عاما : المسرحية مستمرة والضحك متواصل

قبل العام 2013 عندما كنا نسمع بالمعارضة العراقية في الخارج ونرى صورهم على بعض شاشات التلفاز ومنهم لم نره بل سمعنا بأسمه . لم يكن احد منهم له عمق تاريخي نضالي معروف سوى النزر القليل منهم … فمنهم من هرب خوفا من احد ما … ومنهم من هاجر للمستوى المعيشي الضئيل في تلك الحقبة … ومنهم من هاجر سياحة ولم يعد … ومنهم وهم القلة القليلة جدا من هرب خوفا من بطش السلطة وهذا لا يعطيه الحق ان يسمي نفسه مناضلا لانه هرب والهروب ليس شجاعة في مقياس الابطال الا في حالات نادرة جدا لا تنطبق على الكثير ممن سموا انفسهم الان مناضلين . وهناك انصاعوا للاجنبي ومنهم من باع شرفه وضميره من اجل مكسب ما . . ومنهم من التحق في صفوف مخابراتهم ضد ابناء شعبه ومنهم من قاتل اهله واخوته … وكان مدعو المعارضة والنضال يعتاشون على فتات موائد الغرب واستلموا اموالا قليلة مقابل خدماتهم للاجنبي……. . الذي اريد قوله انني كنت اسال نفسي لو استلم هؤلاء السلطة في العراق هل سيعملون بروح الوطنية والشرف وحب الشعب والنضال من اجله والاستشهاد في سبيله ؟؟ …الجواب كان يأتيني سريعا (( كلا )) والسبب بسيط لانهم كانوا في مأمن من بطش صدام وجبروته فكانوا يسهرون الليالي الحمراء ويتسكعون في الشوارع ويضاجعون النساء الغربيات ..ولسان حالهم يقول (( فليذهب العراق الى الجحيم )) … ولكن ما كان يدفعهم الى الحلم في دخول العراق لو انتهى حكم صدام هو اللعاب الذي كان يسيل من افواههم كلما سمعوا بكلمة (( الدولار )) او (( النفط )) او (( العراق الغني )) . هكذا كانوا يفكرون . يفكرون بالغنى والجاه والمال والسلطة وبعدها يعملون ما شاؤوا هم وعوائلهم وهذا ما بدا واضحا بعد 2003 حينما استلموا السلطة فعلا بمساعدةعلنية من الاميريكان وممن ساندهم من قوات التحالف … اما من يسمون انفسهم

بالمعارضة وبالمناضلين . دخلوا العراق ووجدوا كل شي لهم جاهزا وهو ما سيحقق احلامهم التي كانوا يحلمون بها … ساعدهم في ذلك شعب اصابه الجهل الديني والتخلف الاجتماعي والفكري وانساقوا خلف رجال دين وسياسة وحكموا على انفسهم بالفشل واغروهم واوهموهم وتلاعبوا بعقولهم وصاروا جيوشا لهم وكسبوا اصواتهم في كل دورة برلمانية بعد ان اغروهم باموال ومنازل وقطع اراض اتضح فيما بعد ان العقود التي منحت لهم كانت وهمية اذ لا اموال ةلا منازل ولا اراض سكنية ..فبات الشعب جائعا ممزقا واضحى المسؤولون الموعودون سلاطين بفضل هذا الشعب الممزق الجاهل المتخلف الذي بانت تؤثر عليه خزعبلات من يسمون انفسهم رجال دين او سياسة ممن اقحموا انفسهم في السياسة وباتوا مسؤولين مهمين خلعوا عمائمهم الملونة وارتدوا بدلات السموكن وسرحوا شعرهم حسب ما يقتضيه الموديل .. وتعاقبت الحكومات على العراق وكثرت الوعود في بناء العراق بناء حضاريا رائعا متطورا وتحقيق العيش الرغيد والنوم على ريش النعام بواسطة موازنات مالية كان يطلق عليها موازنات انفجارية ولكن يبدو ان هذه الموزنات الانفجارية انفجرت على الشعب فاردته قتيلا وذابت في جيوب من كانوا يسمون انفسهم بالمعارضة او بالمناضلين… وراحت كل حكومة تاتي تضحك على هذا الشعب المسكين وهو ليس بمسكين بل هو متخلف ومن السهولة اختراقه برجل دين واحد … لان الشعب الجاهل يخاف من الدين ولا يتناقش فيه ويحترم كل من ارتدى (( العمامة )) السوداء او البيضاء او صبغ (( اشماغه )) باللون الاسود او الاخضر وهذا ما يدعوهم الى تقبيل يده او شرب الماء بعد ان يبصق فيه . هذا هو الشعب الذي تنتظرون منه ان يثور او ان يغير الوجوه الحاكمة او المسؤولة . فكل رئيس وزراء ياتي يكمل دور من سبقه في هذه المسرحية (( الرائعة )) ويحاول ان يضحك (( على )) الجمهور بدل ان يضحكه … وربما هناك مشهد هو ليس الاخير طبعا حينما اعادت المحكمة الاتحادية نواب رئيس الجمهورية الى مناصبهم بعد ان اقالهم رئيس الحكومة بأول عمل اصلاحي كما يقال .. اليست هذه مسرحية يا اصدقائي ؟؟؟ المسرحية مستمرة والضحك متواصل