23 ديسمبر، 2024 4:41 م

العراق والعرب والتاريخ

العراق والعرب والتاريخ

منذ نشوء الدولة العراقية في عام 1921ولحد هذا التاريخ كان العراق وشعبه وحكوماته المختلفة  يسجلون في التاريخ مواقف متميزه وهم لهم ناصرين وفي عطاء متميز علي اشقائهم وقدموا الغالي والرخيص والدماء من اجلهم والوقوف الي جانبهم بكل حب واخلاص منطلقين من رابطة الانتماء القومي والرابط الديني والرابط الاقوي النخوة العراقية المتجذرة فيهم ولم يسجل الزمن لهم مواقف مضادة او تأمرية ضدهم  لكن الرد لم يكن ايجابيا حيث الجحود ونكران العرفان والجميل سمة تميز بها حكام شعوبهم اتجاه العراق والتأمر عليه باستمرار ومحاولات كثيرة لتخريب وتمزيق وحدته الوطنية والتدخل في شؤونه ومحاولات الوصايا علية والعمل علي تقويض وتهديم مسيرته في التقدم العلمي والحضاري والانساني وعند استعراض المواقف الايجابية للعراقيين التي نتذكرها ونسرد عناوينها باختصار وخاصة مايتعلق بقضية العرب المركزية فلسطين فشواخص القبور لرفات شهداء الجيش العراقي في الجليل  لاتحتاج الي دليل ودخول القائد العسكري عمر علي لمدينة الخليل وتحريرها وهو بالمناسبة عراقي تركماني ومنذذلك اليوم تم اطلاق وصف ابو خليل علي الجندي العراقي وهو وصف ملازم للموصوف لحد اليوم وكذلك مساندة الثورة المصرية والوقوق ضد العدوان الثلاثي ودعم الثورة الجزائرية بالمال والسلاح وليبيا في صراعها مع الايطاليين ودعم ثورة عمر المختار حيث كان اكثرية من معه وفي حمايته الشخصية من العراقيين ومن عشيرة العبيد ودعم سوريا ولبنان وفصائل المقاومة ودعم اليمن اقتصاديا  والصومال وارتريا وثورة عمان والسودان  ودعم الاردن بالنفط المدعوم ومستمر الي يومنا هذا بالاضافة الي فتح ابواب الجامعات امام الطلبة العرب وتوفير السكن والتعليم المجاني لهم ودعمهم ماديا وكذلك الايدي العاملة العربية والمعلمين والمدرسين وذوي المهن العلمية المختلفة وكثير كثير  ولكن احببت ان اذكر حادثة استوقفتني عند قراءتها في سيرة الدكتور فاضل الجمالي وزير خارجية العراق في العهد الملكي مع الحبيب بورقيبة في محاولته للتخلص من الاستعمار الفرنس بالحصول علي استقلال تونس وموقف الجمالي الشجاع والمتميز في المحفل الدولي  وبموقفه الرجولي اوصل صوت تونس للعالم وحصلت علي استقلالها عام 1956 بعد سنتين من الحادث وهي كالتالي  دولة رئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي (( رحمه الله )) ..
مواليد الكاظمية ببغداد عام ١٩٠٣م ..
أن قبيلة الجمالي هي قبيلة عربية موزعة في العراق ومعروفةٌ أنسابها العربية ولها بطونٌ وأفخاذٌ في سلطنة عمان …
حصل على شهادة البكلوريوس في التربية من الجامعة الأمريكية في بيروت ..
نال شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة كولومبيا ..
عين مدرسا في دار المعلمين العالية، وتدرج في المناصب العلمية حيث رقي إلى مرتبة استاذ ..
عين مديراً عاما للمعارف ورئيسا للتفتيش العام ..
أختير عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام ١٩٤٩م ..
عمل وزير أول مرة في وزارة أرشد العمري في حزيران عام ١٩٤٦م للخارجية، سبع مرات أخرى منذ عام ١٩٤٦م – ١٩٥٢م ..
أصبح رئيسا للوزراء من عام ١٩٥٣م – ١٩٥٤م ..
أنتخب رئيسا لمجلس النواب عام ١٩٥٢م ولمرتين ..
كان ممثلا للعراق في حفل تأسيس منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥م ..
كان من المناضلين في المطالبة باستقلال الدول العربية خاصة دول المغرب العربي من خلال المحافل الدولية الديبلوماسية ..
شارك في العديد من المؤتمرات الدولية، ومثل العراق في أقطار كثيرة، وأسهم في العمل التربوي.
حكم عليه بالاعدام بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح بالملكية في العراق عام ١٩٥٨م، ولكن لم يعدم بل عفي عنه ..
سافر ليستقر في تونس ويعمل استاذا في جامعتها الأولى، ويقيم فيها مع زوجته الكندية الاصل ..
توفي في تونس ١٩٩٧م عن عمر يناهز الـ ٩٥ عام، حفلت بالعطاء السياسي والعلمي ..
له العديد من المؤلفات منها علمية ومنها في مجال القومية العربية ؛؛١. دعوة العراق للاتحاد العرب ..
٢. دعوة إلى الإسلام ..
٣. العراق بين الامس واليوم ..
٤. وجهة التربية والتعليم في العالم العربي وخاصة العراق ..
٥. ذكريات وعبر من العدوان الصهيوني وأثره في الواقع العربي ..
٦. مذكرة العراق عن قضية فلسطين ..
٧. التربية لاجل حضارة متبدلة (ترجمة) ..
٨. آفاق التربية الحديثة في البلاد النامية ..
٩. الامة العربية .. إلى أين ..؟
١٠. فلتشرق الشمس من جديد على الامة العربية ..
١١. دروس من تفوق اليابان في حقل التربية والتعليم ..
١٢. دور التربية والتعليم في تعريف الإنسان بحقوقه وواجباته ..
وغيرها من الكتب والبحوث ..
كما صدر عنه كتاب ؛؛ محمد فاضل الجمالي جهاد في سبيل العراق والعروبة والإسلام لمجموعة من المؤلفين ..وهذا للتاريخ يسجل بأحرف من نور لدولة رئيس الوزراء رحمه الله ..
عام ١٩٥٤م كانت تونس ترزح تحت الأنتداب الفرنسي حتى عام ١٩٥٦م وهو عام أستقلالها ،كانت فرنسا تسيطر بصورة مطلقة على كافة شؤون تونس وكانت تتحدث عن تونس نيابة عنها في المحافل الدولية والامم المتحدة ، وفي تلك الفترة ذهب الحبيب بورقيبة رئيس الحزب الدستوري الجديد في تونس والذي يحارب الاستعمار الفرنسي من أجل الأستقلال الى نيويورك وكان الدكتور محمد فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت كان يتمنى الحبيب بورقيبة عسى أن يفلح في عرض قضية تونس أمام المجتمع الدولي وأستقلالها عن الاستعمار الفرنسي وحاول الدخول الى مبنى الامم المتحدة الا أن حراس المبنى منعوه كونه رئيس حزب ولايحمل صفة رسمية لحضور أجتماعات الامم المتحدة وحاول بورقيبة أقناع الحراس جاهداً عسى ان يدخل الى مبنى الامم المتحدة الا انهم لم يسمحوا له بالدخول، وفي هذه الاثناء مر الدكتور محمد فاضل الجمالي والوفد العراقي فتساءل سبب الضجيج قرب مدخل الامم المتحدة وأخبروه أن رئيس الحزب الدستوري التونسي الحبيب بو رقيبة يحاول الدخول الى قاعة أجتماعات الامم المتحدة الا أنه منع كونه لايحمل صفة رسمية ..أستدعى الدكتور محمد فاضل الجمالي الحبيب بورقيبة وقال له (( أنت ستدخل الى مبنى الامم المتحدة بصفتك عضواً في الوفد العراقي )) والتفت الى أحد أعضاء الوفد ورفع شارة كتب عليها وفد العراق من أحد أعضاء الوفد ووضعها على صدر الحبيب بورقيبة أنت الان أحد أعضاء الوفد العراقي ولن يستطيع أحد أن يمنعك من الدخول الى مبنى الامم المتحدة ودخل بورقيبة مع الوفد العراقي وتحدث الجمالي أمام الامم المتحدة بصفته رئيس الوفد العراقي وبعد فترة قليلة قال ساحيل المايكرفون الى أخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس الحرة ، وهنا ساد الصمت في القاعة وغادر الوفد الفرنسي قاعة الاجتماعات أثر أعلان الجمالي بهذا التصريح الخطير معبراً عن معارضته لهذا التصرف ، أستلم بو رقيبة المايكرفون والقى خطاباً حماسياً بطولياً نال استحسان الحاضرين وأعجابهم ووقف الجميع يصفق ويحيي هذا البطل القومي ، وبعد انتهاء خطابه توجه بورقيبة الى الدكتور محمد فاضل الجمالي وقال له (( لا أنا ولا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا )) .. 
وبعد سنتين فقط من هذه الحادثة إي في العام ١٩٥٦م حصلت تونس على أستقلالها من الأستعمار الفرنسي بفضل المبادرة الجريئة والشجاعة من الدكتور محمد فاضل الجمالي (( رحمه الله )) وأصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لها ..الدكتور محمد فاضل الجمالي .. 
أحد الموقعين على تأسيس الأمم المتحدة . . وفي عام ١٩٩٥م وبمناسبة مرور خمسين عام على تأسيس الأمم المتحدة تم أرسال له دعوة حضور خاصة بالمؤسسيين فقط .. كتب لهم رسالة قال فيها أن الأمم التي تحاصر بلدي وتقتل الاطفال والعجزة وتصنع الموت لن أحضر أحتفالها .. رغم أن الرجل كان مقيم خارج العراق وليس له علاقة بالحكومة وقتها ..هذا العراق وهكذا رجال العراق ..  ومن حق العراقيين التباهي برجاله.