يقال ان نزلاء مستشفى الشماعية ارادوا تسيير مظاهرة من المستشفى حتى تخوم المنطقة الخضراء وقدموا طلبا للجهات المختصة فزارهم احد الضباط وسألهم عن سبب التظاهر وموجبه وكان جوابهم ان الخمر والنساء هو من اوصلهم الى هنا ويرغبون في مظاهرتهم تحطيم كل محلات بيع الخمور وسكتوا عن السبب الثاني ولما سألهم الضابط عن النساء قالوا ( نعوفهن حتى يخبلن الباقين ) طمأنهم بأنهم يعيشون في زمن ديمقراطي وان طلبهم سيكون امام انظار معالي الوزير في اقرب وقت وسمح لهم بكتابة اللافتات وحذرهم بشدة عن التجاوز على محلات بيع ( اللبلبي والتبوله وخواتها ) التي عادة ما تجاور محلات بيع الخمور فأستبشروا خيرا و(ردحوا ) تأييدا للحكومة وشكرا للزمن الديمقراطي وودعوا الضابط بالقبل والاحضان وسارت الايام ونسى المجانين المظاهرة و(الزحلاوي ) والنساء وانشغلوا بقضايا طرد الارهاب ولعبة السياسة وتحرير الحويجة ورسم خارطة لمستقبل العراق والموصل وتحويل اسم ( باب الطوب ) فأنقسموا طرفين الاول يريده باب التحرير والثاني يصر على تسميته باب ( السلام ) ثم اتفقوا على ان يكون اسم شارع بغداد بأسم ( شارع العبادي ) اسوة بالكويتين يوم اطلقوا على شارع بغداد اسم ( جورج بوش ) و( مفيش حد احسن من حد ) لكنهم اختلفوا على شارع ( الكوير ) المؤدي الى اربيل وفي لحظة حماسهم وتفاعلهم مع حوارهم الساخن فا جأتهم الاذاعة الداخلية للمستشفى بقرار البرلمان بتحريم الخمر استيرادا وبيعا وشراءا وصناعة مما جعلهم يستذكرون مظاهرتهم ووعود الضابط وتأكيده على انهم يعيشون تفاصيل زمن ديمقراطي و( موسى بدينه وعيسى بدينه ) وقرأ الاخر ( ولاتزر وازرة وزر اخرى ) فقام مجنون منهم خطيبا وقال بعد ان حمد الله واثنى عليه : ان الخمر رجس من عمل الغرب الكافر وان احتساؤه في العلن تشويه لنسك البرلمان وان خليفة البرلمان فاته ان يضيف لتحريماته امرا اهم منها هو (رجم ) شارب الخمر تحت قبة البرلمان او جلده الف جلده وان حديث ( اذا بليتم فأستتروا ) لم يتفق عليه لافي البخاري ولا في الكافي ولاصحيح مسلم ولاصحيح سليم وان هذا المنع والتحريم الصادر من أولي العقد والحل جاء رحمة بكم .. خذوا اخوانكم النصارى والصابئة واذهبوا بهم في الصباحات لسماع خطابات السيد وكلماته المنمقة واحرصوا على حديث الاربعاء وغضوا ابصاركم عندما تدخلون الى قلعته عن مشاهدة النساء اللواتي يتواجدن هناك وفي المساء اجلسوا على الارصفة والنواصي والساحات قرب المساجد واستمعوا الى عضات الخطباء عل ا لاحزاب الاسلامية ورؤسائها يقلعون عن السرقة قبل ان يحرمها خليفة البرلمان , هنا وقف مجنون مقاطعا الخطيب ومخاطبا المجانين ( بابا انتو ليش ضايجين اصلا خليفة البرلمان يحبكم وحرم الخمر حتى يحميكم من الانفجارات والازدحامات والعربدات والتحريم فقط ببغداد اشتروا طيارات مثل الحرامية ويوم اشربوا ببيروت ويوم باسطنبول بس من غير مشاكل وعربده ولغاوي ويا الشرطة واعتداء على المواطنين ) .
ضحك مجنون اخر وقال .. منعوه حتى ينباع بالسر ويرتفع سعره لأن هم المستوردين شغله مال مافيا متعوب عليها .