* مؤيد اللامي في الميزان والميزان النقدي
بعمل إرهابي خسيس استثمر كل عناصر الفناء والموت والإزالة, وبتخطيط وتدبير من حاخامات الإرهاب الاسلاموية وأحبار القوى الطاغوتية للفصائل العنفية ..وبقرار من ” جبروت إيديولوجي ” عفن صنع أكثر العهود العراقية سوادا وانحطاطا وإرهابا في مواجهة المشروع الديمقراطي والربيع العراقي ,فارقنا شيخ الصحافة العراقية شهاب التميمي في احد المستشفيات البغدادية والذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتطلع إلى مجتمع إعلامي خال من الاستهدافات الإرهابية لصحفيي العراق في شوارع بغداد التي تتصارع فيها قوى إرهاب الأحزاب السياسية , ويعمل على تكوين جسم صحفي عراقي محترف ينأى بروحه المهنية عن الثقافات السياسية الفاسدة وتفسخ أخلاق المجتمع السياسي .
فارقنا التميمي وهو يعض على نواجذ الالم و جراح الشيخوخه وحتمية نهاية التاريخ الجسماني ووجع الخريف الأيديولوجي الذي عاشه في “سجون غياهب الحكومات المتعاقبة والمنفى القسري الذي عاشه بعيدا عن مدينته الجنوبية ” الشطرة ” التي يرى فيها ( مدينة الايديولوجيا ) وانبثاق الحركة العلمانية بين ظهرانيها وانتشارها على امتداد الوطن الذي مزقه المحابين والمداجين والمنافقين ورجال العسكر المغامرين وأجندات العالم الخارجية.
فارقنا إلى حيث الذاكرة العراقية الحية التي حجز فيها ” مقعدا ذهبيا ” يشار إليه بالبنان وترفع لها قبعات أجيال إعلامية صدقوا ماعاهدوا الوطن والعمل الحرفي الإعلامي ان يكونوا جنودا وفرسان للحقيقة دون غيرها ..والذي يريد ان يشرع الى فتح أبواب الذاكرة العراقية سيرى التميمي شماخا فيها في مقعده الذهبي يطالع وجوه ورموز وشخصيات رسمت للعراق ذاكرته الحية .
كانت سنوات التميمي القلائل الأخيرة وبالرغم من خريفه العمري, أكثر نشاطا وحيوية وحركة في المجال النقابي حيث اجتمع عليه المجتمع الصحفي بعيد سقوط النظام السابق ” لتجربته الشريفة ” وتراكم خبراته ورمزيته المقاومة لشتى أشكال الحكم القمعي , حيث تساقطت ازاءه الرموز الإعلامية العفنة كقطع الدومنيو وانفرد التميمي بنضج تجربته نقيبا لصحفيي العراق وسط هتاف الشرفاء وتراقص الأقلام الوطنية وبهجة شهداء الإعلام العراقي الذين قضوا نحبهم بثرامات ماكنة الاستبداد الصدامية .
هذا الرجل – المعلم الذي ألتمسني بأبوته الشهابية الحنونة أن نرسل خطواتنا معا لتأسيس عالم الصحافة الحرة من خلال نقابة مهنية وافق واسع للحريات الإعلامية لمرحلة ما بعد الدكتاتورية وأشار علي أكثر من ذي مرة خلال زياراته لي شبه اليومية إلى صحيفة الحدث , أولى الصحف البغدادية التي تأسست بعد سقوط النظام البائد والتي كنت اعمل فيها سكرتير تحرير أول , اقول اشار علي ان أكون مستشارا لنقابة الصحفيين العراقيين وأتفاعل وإياه ضمن نظامه النقابي اليساري وان أكون عين استشارية في مجلس نقابي غير متجانس , بل تتنازعه بعض الأهواء المريضة.
وقبل أن أباشر في هذا المجال الاستشاري النقابي , اخبرني الشهيد التميمي في زيارة مفاجأة لي في صحيفة الحدث وبحضور الزميل والصديق عبد الزهرة نعيم الركابي , بان القوم النقابي الذي يترأس مجلسه قد اجتمعوا عليه , اجتماع الصراصير الوسخة في البالوعات والمراحيض القذرة وانسلخوا عن المنحى الأخلاقي والذي يعد من ابرز معالم هويته النقابة المهنية ,فمارسوا عسف “بروليتارية متعسفة” تتعاطى وحركة قوة العضلة الحيوانية المجردة, وقرروا عزله وتنحيته عن منصبه كنقيب لصحفيي العراق بحجة إن الفقيد التميمي ” صحفي متقاعد ” ,وقد بكى دما من بعضهم ,ومن الذين ضاق بهم ذرعا وأضاقوا عليه خناقا وأرادوا ان يقتاتوا على دماءه وتشييع عقله الصحفي الى ” منفى الداخل ” مرة اخرى ومصادرة حقه في عنوانيته الرمزية وحارس أمين على البيت الصحفي ,ومحاولة شطب تاريخ إعلامي ثر وموقف أيديولوجي عظيم بجرة قلم واحده.
خضت والشهيد التميمي جولات وجولات دفاعية في المحكمة القضائية التي رفعنا إليها طلبا بالبت في شرعية بقاء التميمي في منصبه من عدمه وإصرارنا على ان قرار جوقة المطبلين والمنتفعين والمنافقين يمثل إساءة صارخة تستمد وجودها من عصب صدامي يغذيها بافتعال المبررات الواهية وينفخ فيها خطايا كريهة , فجاء القرار القضائي قاطعا وحاسما وباترا بأحقية التميمي في منصبه و شرعية بقائه نقيبا لإعلامي بلاد مابين النهرين ,فكان هذا القرار القانوني يشفي غليل الطبقة الإعلامية المسحوقة وأماط اللثام عن الحقيقة في عوده الشرعية النقابية التي حاول من حاول أن يخلط أوراقها ويصادر منصبا جاء بالانتخاب وبصناديق الاقتراع السري التي تعد احد مظاهر الرقي الحضاري .
التميمي الذي أودع في تاريخ الصحافة العراقية خزائن فكره وعلمه وتجربته كمثقف صحفي من الطراز الأول, اقتفى الأثر تلو الأثر في ميدان التجربة الحية وسعى بسعة حلمه وافقه أن يؤسس مشاريع مثمرة لانجازات قادمة على صعيد دعم النقابة لتحقيق مكاسب عيانية للصحفيين والإعلاميين , وقد حثثت خطوي معه في مراجعاته العديدة لاسترداد قطعة الأرض العائدة إلى نقابة الصحفيين والكائنة في منطقة البلديات , والسعي الحثيث للحصول على قطع أراضي للصحفيين والعمل على سن قانون حماية الصحفيين وغيرها من المشاريع التي تعد ستراتيجية في منظور التميمي ونقطة تحول في الواقع الصحفي الى مسار انضج وارقى, حتى كان وهو في سريره في المستشفى وشقاء روحه مع جروحه التي حفرها في جسده الشريف , ملثمي الإرهاب , يوصي بان تتواصل الجهود وتتظافر حركة الجسم الصحفي العراقي لانجاز المشاريع التي أطلق شرارة انجازها الأولى ومسابقته للزمن في سبيل تحقيقها , بالرغم من معرفته المؤكدة بان السياسي الذي تربع على كرسي الحكم يرى في الإعلامي المحترف , الخطر الذي يهدد وجوده ويفضح تجاعيد ومساوئ وكوارث مملكته السلطويه , ومع ذلك فالتميمي ينظر إن ثمة نافذة للأمل واخرى لحياة جديدة مهما سيطر سواد الظلام على الأفق العراقي وشرايينه المجتمعية .
قبل شهر ونيف من استشهاد التميمي كنت والفقيد التميمي والزميل مؤيد اللامي , نتجاذب أطراف الحديث في حديقة نقابة الصحفيين الأمامية وبحضور ابن اختي ” مهند ” الذي كان يرافقني عند ذهابي الى بغداد لطباعة صحيفة الجنوب الأسبوعية التي اتراس تحريرها , وفي هذه الجلسة , شكا لي شهيد الصحافة العراقية وشيخ شهداء الإعلام العراقي , الفقيد التميمي ,تعددية الأطراف المتصارعة في مجلس النقابة وسعي قوى إعلامية متخلفة من ضيقي الأفق للسيطرة على قرار المجلس تحقيقا لمصالح ذاتية محضة , وجميع أعضاء مجلس النقابة عاطلين عن الحركة النقابية ما خلا الزميل مؤيد اللامي الذي يعمل بجد وإخلاص ومثابرة , مستطرقا إلى إن اللامي كان يخوض صراع عنيف مع احد الزملاء يصل أحيانا إلى قاب قوسين أو أدنى من التعارك بالأيادي والأرجل .
والحقيقة إن الأمر قد شهد أكثر كارثية وبؤسا من ذلك ففي احد أيام المحن العراقية المؤلمة دلفت إلى نقابة الصحفيين العراقيين على إيقاع التفجيرات الإرهابية ” والتفجيرات الصديقة ” التي كانت تهز بغداد هزا وتطافر أعضاء الجثث البشرية بانفجارات الأجسام العدوانية الملغمة للفصائل الجهادية المتطرفة ,: أقول دخلت إلى المبنى النقابي العتيد , مبنى نقابة الصحفيين , واذا بعيني تتسع على سعتهما وتستوفز نظريا على وقع صاعقة لا يمكن أن تنمحي من ذاكرتي ..صاعقة مشهد كارثي بقيام احد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين بضرب الشهيد التميمي بعكازة التميمي ذاته التي يتوكا عليها, وهو ساقطا على الأرض في إحدى زوايا غرفة مكتبه ووسط ارتجافات الخوف الشديدة للعم ” أبو حيدر ” الموظف في نقابة الصحفيين , فانبريت إلى خط المواجهة واندفعت بقوة وهستيريا نحو هذا الزميل ” رحمه الله ” لكسر عدوانيته الجسدية ذات الطابع الإرهابي العضلي ونجحت أن احد من طاغوتيته بعد أن انهال علي بسيل من السباب والشتائم المقذعة .
هدأت من روع استادي التميمي وامتصاص غضب وعدوانية الطرف الآخر بالوعيد والتهديد فينة , والدبلوماسية اللفظية طورا ,ومخاطبا إياه بأنه في مواجهة مع شيخ الصحافة العراقية والأب الروحي والنقابي لجميع صحفيي العراق سيما وان التميمي , الإنسان السمح والمتسامح , زكي القلب , واسع الأفق , عف اللسان , نقي السريرة , ومتسائلا بألم وغضب وحسرة , كيف تجرأ أن تتمادى بهذه الطريقة العدوانية المهينة على رجل خلق ومعرفة وعلم مثل التميمي.
حينها وعندما كان التميمي يبث آهاته وأناته ولوعاته قال لي عبارة مازلت عالقة في ذهني ” إن البعث سيقتلني لا محالة ” ثم استدرك قائلا ” البعث أو مشتقاته من الاتجاهات الإرهابية والشخصيات الساديه ستقتلني ” حاسا ومستشعرا بدنو اجله برصاصة إرهابية جبانه ؟؟؟
قضى شهاب التميمي نحبه وانقضت معه مرحلة أكثر الصحفيين التزاما , وأكثرهم شقاءا في تاريخه الأيديولوجي والانتمائي والابتلائي في قعر المطامير والسجون المعتمة , وأكثرهم حضورا في ظل غيابه القسري ,وانتظرت مرحلة أخرى ( ما بعد شهاب التميمي ) وترقب من يقتفي أثره الإصلاحي لترميم مأساة نقابة الصحفيين المفجوعة باستشهاد رمزيتها المهنية الأولى والتي تتنازعها هويات أيديولوجية ومصلحيه معينة .
قفزت على سطح الأحداث ,انتخابات نقابة الصحفيين وظهور الزميل مؤيد اللامي كمرشحا شرسا وعنيدا ومتحديا والذي عمل بدأب ومثابرة على استقطاب ما يمكن استقطابه من شريحة عريضة وواسعة من الإعلاميين والصحفيين طيلة فتره عمله في النقابة كأمين سر وإبداء المرونة اللازمة ” والدبلوماسية الممتازة ” التي صيرته مرشحا لا يفكر بالهزيمة البتة .
قبيل هذه الانتخابات التي توج فيها الزميل اللامي نقيبا على عرش صاحبة الجلالة ,نقابة الصحفيين العراقيين تجاذبت أطراف الحديث في مطعم وصالة نادي ” المسبح ” في منطقة الكرادة ووسط حضور صحفي كبير , مع الدكتور هاشم حسن عميد كلية الإعلام – جامعة بغداد- حاليا والذي كان المرشح المنافس للزميل مؤيد اللامي في المعترك الانتخابي, سألني عن اتجاهات رأي الوسط الإعلامي واتجاهات بوصلتهم الانتخابية ,فقلت له باني سأكون صريحا وإياك دكتور بعبارتي التي كررها الآخرين من بعدي ونصها 🙁 لو رشح المالكي مع مؤيد اللامي في هذه الانتخابات لفاز اللامي حتما )وكان رأي هاشم حسن إن النقابة ستفرغ من محتواها المهني بانتخاب اللامي , قالها بغضب وخرج متذمرا من صالة نادي المسبح.
كنت أتطلع إلى ” النقيب المنتظر ” أن يقتفي اثر خطوات الفقيد التميمي ويتحمل أعباء المسؤولية الإدارية والمهنية بعيدا عن ” الايديولوجيا الفاسدة ” وعدم التلوث بمفاسد القوى السياسية الجائرة وسلطات الحكومة والعمل على بقاء النقابة بعيدا عن البيروقراطية المكاتبية كما كانت في عهد الفقيد التميمي .
ومازاد المجتمع الإعلامي تمسكا وإصرارا على ترشيح الزميل مؤيد اللامي نقيبا خلفا للتميمي , هو دخول احد الأطراف الكردية طرفا سياسيا عن طريق السيد فخري كريم لغزو النقابة ومحاولة الاستيلاء عليها انتخابيا وإدراجها في محاور صراع الهويات السياسية والعرقية والمناطقية والجهوية , وهذا ودون أدنى ريب يفرغ النقابة من محتواها القيمي والحرفي المستقل.
لاحت تباشير ” النصر اللامي ” المرتقب في قاعة (المنصور ميليا) وسط حضور إعلامي كثيف ومذهل, مع تساقط جميع الأسماء المنافسة له في عملية تعداد وحساب أوراق صناديق الاقتراع السري ,وسار المسار الانتخابي الديمقراطي إلى مطافه الأخير بتحرير اللامي من هاجس الترقب والتوجس والانتظار ,واستيزاره رئاسة حكومة نقابية جديدة .
وفي ظل ظهور “مطابخ التسقيط” بأوساط مأهولة وعامرة بعناصر التسقيط الأخلاقي والاجتماعي والمهني واستغلال المنافذ التلفازية والإذاعية والمقروءة للتشهير والقذف والتجديف , تعاطى اللامي بحكمة حاذقة والتواصل معي لسماع الرأي والمشورة والنصيحة في التعامل مع الآخر المضاد له , وكنت خير الأخ والصديق للزميل اللامي في مواجهة التحديات التي ظهرت على خلفية انتخابه نقيبا لصحفيي العراق .
أسديت للزميل مؤيد اللامي نصيحة أن يرفع شعار لذاته في مواجهة الأطراف المضادة له وهو ( الاحتواء- الاحتواء- ثم الاحتواء ) وان يبادل السيئات بالحسنات والانفعال بالهدوء والهستيريا بالحكمة على مستوى الملفوظ والتصريح الإعلامي في المقابلات التلفازية وغير التلفازية , فبالاحتواء والمهادنة المشروعة ومد حبل الدبلوماسية على طوله في ظرف التحول والانتقال إلى مسؤولية جديدة له ما يبرره لتبديد غيوم الحملات الدعائية والقولية المضادة .
كنت انتظر من اللامي أن يبادر بمفاتحتي أن أكون مستشارا لنقابة الصحفيين وتحقيق رغبة الشهيد التميمي ,إلا أن اللامي لم يفعلها بالرغم من قربي , بل كنت الأقرب للتميمي في تفاصيل كثيرة من مجريات عمله وحياته , وراح المسار النقابي يبث مؤشرات خطيرة بظهور بيروقراطية ساذجة لأعضاء مجلس النقابة لاسيما بيروقراطية ( سعدي السبع ) الذي يأنف ويتضجر ويتململ أن يجلس إعلامي في مكتبه “السبعي” أكثر من عشر دقائق , بل انه انفجر غضبا على صحفي ألتمس منه أن يترك حقيبته لدقائق معدودات كما حدث لأحد زملاء المهنة القادم من احد المحافظات الجنوبية وأمامي شخصيا.
بل الانكى من ذلك إن ( السبع )قد اجتاح صناديق الاقتراع الانتخابية في الانتخابات الأخيرة بفعل العامل الطائفي واجتماع صحفيو محافظات المنطقة الغربية بقضهم وقضيضهم كما علمت للاتفاق على ترشيح وانتخاب أسماء معينه, يقف على راس هرمهم السيد ( السبع ) اطال الله عمره.وهذه سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ نقابة الجواهري والتميمي, حيث اتسمت النقابة باستقلالية مميزة عن جميع الاتجاهات الطائفية والمذهبية المتصارعة حتى في أكثر الظروف تدهورا وفي العنف الطائفي الذي شهده العراق في سنوات ما بعد سقوط النظام البائد .
طوفان ” البيروقراطية ” هذا لم يجتاح (سعدي السبع) وحسب بل إن بعض أعضاء مجلس النقابة باتوا يحلقون في أبراج عاجية وينظروا إلى أعضاء الجسم الصحفي بخيلاء وغرور كالوطاويط.وأصبحت النقابة تمثل خلاصة تجربة مؤيد اللامي وحسب , ولا ادري إذا كان اللامي قد اختصر المجلس بنفسه وترك مزاج المجلس يتخبط في متاهة ظلماء.
والأدهى من ذلك أيضا إن بعض أعضاء المجلس قد نجحوا في صناعة ” ذيول استشارية ” لا تمت إلى مهنة الصحافة بأي صلة , لاسيما الذيل الاستشاري المعروف الذي زار لبنان خلال السنوات القلائل الأخيرة بدعوة من رغد صدام حسين وقام باحتضان تمثال صدام حسين الذي يقع في وسط فندق ” الرويال ” الذي تعود عائديته إلى حسين كامل , وراح يجهش بالبكاء المر تأسفا وحزنا على قائد الضرورة .
الحقيقة إن اللامي قد حقق انجازات نسبية وعمل بأقصى طاقته الإدارية والمهنية لتحقيق مكاسب لصحفي وإعلامي العراق , لكن ذلك لا يسعف اللامي في ظل تراكم الأخطاء الفادحة التي تحصل بين الآونة والأخرى .. خذ مثلا إشكالية نقابة صحفيي ذي قار الذي تعاملت معه النقابة بتخبط واضح وإصدار القرارات اعتمادا على تأثيرات جانبية ,فقرار يلغي قرار بطرفة عين , وجميع القرارات تشير الى حل فرع مجلس النقابة , إلا إن هذا المجلس مازال يزاول عمله كالمعتاد ويصدر البيانات وينشر أخباره على صفحات الصحافة الالكترونية , وكان شيئا لم يحدث ؟؟؟
لا أريد هنا أن اطعن بالزميل كاظم العبيدي فهو يدري باني كنت اكثر المدافعين عنه , وعضدا له في مسيرته النقابية ,وعليه أن يعي إن اجتماع اغلب الوسط الصحفي والإعلامي على إن أكون نقيبا بديلا لصحفيي ذي قار , لا يبرر فتح قنوات التسقيط ضدي وأمامه ووصل حدا أن يقوم الزميل علي العبيدي بالاتصال بي من مكتب العبيدي الإعلاني والتكلم معي بأسلوب لم اعهده من قبل.
ولا ادري كيف سمح اللامي ان تبتدع أجواء التسقيط وصناعة أجواء مليئة بالطعون والتهم ومشحونا بالافتراءات والأكاذيب ويبنى قرارته على اتصالات هاتفية مزعومة من هذا الطرف أو ذاك سيما وان ثمة ” قطط صحفية ” اعتاشت وما أنفكت تعيش على خلق الأزمات وخلق الإشكاليات واستثمار جميع خلايهم الدماغية لإلغاء الأخريين وشر سمعتهم وتاريخهم على حبال الإساءة والنقد اللاموضوعي الجارح .
كاظم العبيدي كما مؤيد اللامي يعرفون أكثر من غيرهم باني أتعاطى والمشهد الصحفي العام في العراق بالاتصاف الموضوعي والإقرار لأكثر الناس ندا لي بفضائله ومناقبه وتوخي الموضوعية والإنصاف بروح النقد الايجابي لدى تقييمي أعمال الآخر المهنية حتى لو كان أكثر الخصوم لي ,وهذا التعاطي الايجابي المسؤول قد مارسته في الأزمة التي ضاقت الخناق بالعبيدي وشبه الإجماع الذي تحقق في الوسط الإعلامي الذي قاري بوجوبية تغيير العبيدي على خلفية سلبيات فرع النقابة والتعارك والخلاف الطاحن بين أعضاء مجلسه والذي يتحمل مسؤوليته جميع اعضاءه دون استثناء.
اتصل الزميل الدكتور ناظم الربيعي مسؤول اللجنة القانونية في مجلس نقابة صحفيي العراق بالزميل ثمين سلطان وابلغه بضرورة حضور الزميل عدنان طعمة الى بغداد , فاتصلت على خلفية هذا الاتصال بأحد أعضاء المجلس مستفسرا عن سبب استدعائي للحضور فقال لي إن السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين قرر ان يعينك رئيسا للجنة التحضيرية التي تمهد الانتقال الانتخابي الى مجلس جديد بعد أن أصدر السيد النقيب قرارا بحل مجلس نقابة صحفيي ذي قار , وعزز ذلك الأمر الزميل كاظم العبيدي الذي اتصل بي للاستعداد للسفر سوية إلى بغداد غدا صباحا بناءا على طلب من السيد النقيب.
لم أفكر للحظة واحده أن اغمط حق العبيدي واشطب انجازاته النسبية التي حققها على صعيد العمل النقابي في محافظة ذي قار,سيما واني وكما يعرفه عني القاصي والداني لم اطرق يوما بابا لتبني مسؤولية ما بالرغم من العروض التي قدمت لي بتسنم مسؤوليات معينه والتي تسيل لها اللعاب ..وشبه الإجماع هذا في الوسط الإعلامي الذي قاري هو إدراكا من وعيهم الجمعي باني يمكن ان أقود المجتمع الصحفي المحلي راهنا كحالة وسطية لوضع حدا لحالة للصراع بين أطراف صحفيي ذي قار المتنازعة ,ويشهد الله باني لم اسع لها ولم أفكر بها لسبب بسيط , بان لو اطلعت على بعض الأطراف الصحفية في ذي قار لوليت منهم فرارا, واطلقت ساقك للريح هربا منهم .. أقول البعض وأصر إصرارا لارجعة فيه على كلمة ” البعض ” من الذين لايتوانى ان يتعاونوا حتى مع الإرهاب كمنظومة عنفية دموية في سبيل تحقيق مآربهم الضيقة.
كما إني تمنيت للعبيدي وبعد هذه الفترة الطويلة من العمل النقابي كرئيسا لفرع ذي قار , أن يغادر المنصب بقرار ذاتي منه وباحتفالية صحفية في مركز الموظفين أو في بهو بلدية الناصرية, يعلن فيها عن استقالته وانه عمل بما يملي عليه ضميره الإنساني والأخلاقي طيلة الفترة المنصرمة. وهذه الاستقالة اعتقد إنها ستجنبه الوقوع والسقوط في المشهد الدراماتيكي الذي سقط فيه زين العابدين بن علي وحسني مبارك والقذافي وصالح مع اختلاف المسؤوليات بين هذه الأطراف الرئاسية الاستبدادية ومسؤولية العبيدي النقابية.
وإدراكا مني بحجم مسؤولية قلمي المتواضع في اللحظة العراقية الراهنة فقد صبرت طويلا على الذين أشاعوا عني أكاذيب وافتراءات وأراجيف إيمانا مني بان الصبر على هذه الترهات والتخاريف , احجى وابلغ , فصبرت صبرا أيوبي جميل وفي الحلق شجى , وفي العين قذى , وفي الرأس صدى مضاد لشعوذات المشعوذين وبهلوانات البهلوانيين وقرقوزيات القرقوزيين الذي وصل الحد بهم أن يتصلوا بي في مشهد درامي هزيل, وهم جالسين بقرب العبيدي ويلعبوا دور الشياطين ودور الأبالسة المنحطين , بل الأدهى من ذلك, فقد تحول هذا الأسلوب الخادع الكارثي إلى ظاهرة طبيعية وسنة شيطانية مقبولة تصنف في عداد الظواهر الطبيعية في الوسط الإعلامي .
إن على الزميل مؤيد اللامي أن يعيد ترتيب المشهد النقابي العام في ما تبقى من سني حكومته النقابية بلجان تكنوقراطية مهنية وبرؤى العمل الحرفي الرصين والإطار الستراتيجي الأخلاقي والخروج من قعر البحر المظلم إلى ضوء الشمس الطبيعي بتبني سياسة مهنية عالية تحرر البيئة الصحفية من الحيل والألاعيب في مضمار التعامل مع الإشكاليات الطارئة سيما وانك كنت خير رجل نقابي اخرج للأمة الصحفية العراقية على صعيد الانجازات وأمرت ( بالمعروف الإعلامي ) ولكن لم تنهي على غزو قطط الصحافة لمجلس النقابة وفرض أجندتهم من خلال القرارات المجانية التي تصدر منه .. وهذه الذيول الصحفية المصطنعة لا تعي ولن تعي انه عار على نقابة عراقية ليس فيها علي عبد النبي الزيدي وياسر البراك وعلي الشيال أعضاء عاملين ..وللحديث تتمة