مواجهة مصيرية تلك التي دارت و تدور رحاها بين منظمة مجاهدي خلق المعارضة من جانب، وبين النظام الايراني المستبد من جانب آخر، ونقول مصيرية لأن النظام الايراني و منذ اللحظة الاولى لإعلانه حربه الشعواء المسعورة بکل ماللکلمة من معنى ضد المنظمة، لم يبق من سبيل و وسيلة و اسلوب مهما کان إلا و قد إستخدمه ضدها.
هذه المواجهة، هي من نوع و نمط تلك المواجهات التي لاسبيل لحلها او معالجتها إلا بالنصر المٶزر الکامل لطرف و سحق الطرف الآخر تماما و تفتيته شذرا مذرا، لکن، الامر حري بنا أن نلاحظه بدقة هو أن طرفي هذه المواجهة الضروس لو وضعناهما في الميزان لوجدنا أنهما غير متکافئين(من الناحيتين المادية و المعنوية)، فمن الناحية المادية يمتلك النظام الايراني إمکانيات مادية هائلة إستخدمها و يستخدمها ضد المنظمة على الدوام، أما من الناحية المعنوية، فإن المنظمة تمتلك عمقا مبدأيا و موقفا وطنيا و إنسانيا بإمکانه کسب تإييد و عطف مختلف شرائح الشعب الايراني، وبمختصر مفيد المواجهة هي بين السلاح و الکلمة، السيف و الدم، الموت و الحياة، وهکذا صراع و على الرغم من ضراوته فإن نتيجته النهائية واضحة مهما طال الزمن.النظام الايراني الذي توسل بأغرب الطرق و الوسائل للقضاء على المنظمة و وصل الامر به الى حد إستجداء الغرب و التوسل به لکي يحد من قوة تأثيرها على الشارع الايراني، سبق له وان أعلن مرات و مرات بأن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت ولم يعد لها من دور مٶثر على الساحة الايرانية، لکنه و بعظمة لسان أبرز مسٶوليه و على رأسهم و في مقدمتهم خامنئي نفسه، عاد و يعود ليٶکد للشعب الايراني و العالم أجمع من أن المنظمة باقية وانها هي التي تلعب دورا کبيرا في تسيير و توجيه الاحداث، ولأجل ذلك فإن مافعله و يفعله النظام الايراني في سبيل إخماد و قمع معسکر أشرف و من بعده ليبرتي، يعتبر بمثابة إمتداد لتلك الحرب المجنونة للملالي الهائجين.
التأثير المعنوي الکبير الذي ترکه و يترکه سکان أشرف و ليبرتي على الشعب الايراني وخصوصا بعد الانتصار السياسي الذي حققته المقاومة الايرانية بنجاح عملية نقلهم تماما الى خارج العراق، ليس بالامکان أبدا القضاء عليه و إخماد و إسکات دويه الهادر، ولاسيما بعد أن صار اسم هذين المعسکرين بمثابة نبراسين و منارين يهتدي بنورهما الوضاء الشعب الايراني في مقارعته ضد النظام و مٶسساته القمعية ومن أجل ذلك فإنه من المستحيل على النظام الايراني إنجاز مهمته بالقضاء على منظمة مجاهدي خلق لأنه کما هو مسلم به و بديهي فإن الفکر لايمکن القضاء عليه باللجوء الى العنف کما انه و في الوقت الذي يجب أن نشير الى انه ليس من السهل القضاء على النظام الايراني فإننا يجب أن نستدرك و نٶکد بأن هذه القضية ليس بإمکانها الارتقاء الى الاستحالة، بل سيبقى إحتمال قائم و ممکن خصوصا مع ملاحظتنا وفي ظل لما آل و يٶول إليه حال و وضع النظام في ظل الظروف الداخلية و الاقليمية و الدولية مضافا إليه الحقيقة الاهم وهي الشعار الاساسي للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا بإسقاط هذا النظام، ففي کل الاحوال فإن التغيير قدر لامناص منه لإيران.