25 نوفمبر، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

الصراع بين ايران والسعودية واميركا وحربهم على الاسلام

الصراع بين ايران والسعودية واميركا وحربهم على الاسلام

عند قرائتنا للتاريخ السياسي للمنطقة العربية من بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى الى اليوم نرى  ان التقسيم الذي حصل بموجب معاهدة ” سايكس بيكو ” مبني على اسس مدروسة ومتفق عليها بين دول الحلفاء يتمحور على عدة اسس
الأساس الأول ـ  تقويض وتفتيت الدولة الاسلامية ” الخلافة الاسلامية ” بقيادة بني عثمان وهذا الاساس بالذات يمكن اعتباره ” حرب على الاسلام و المسلمين .
والاساس الثاني يتمحور في الاستفادة الاقتصادية والعسكرية والسياسية من ذلك الاستحواذ ونهب خيرات المناطق التي تم السيطرة عليها واستغلال موانئ وممرات المياه واراضي هذه المناطق
أ ـ السياسي ويرتكز على أن تكون المجاميع الحاكمة في هذه الدول تحت امرة الدول المنتصرة في الحرب المستعمِرة لهذه المناطق . تديرها حسب مصالحها .
ب ـ  السيطرة على شعوب المناطق التي تمت السيطرة عليها من خلال الدول المحتلة نفسها بالأستعانة بمن تعاون معها ونصّبتهم كأدارات لهذه المناطق ” الحكّام ” وهذا الجانب غاية في الأهمية كونه يتمثل في ادامة السيطرة والاستحواذ ونهب خيرات وقوت هذه الشعوب وضمان عدم التمرد والاستقلال والقضاء على ثوراتها .
ج ـ  احتكار اسواق هذه المناطق في ترويج وبيع البضائع والسلع والخدمات المنتجة في هذه الدول , ومن الثابت ايظاً الذي لا شك فيه ان تعيين حكام محليين على هذه المناطق جاء وفق شروط  محكمة واسباب موجبة من اهمها ضمان ولاء هؤلاء الحكّام وأتفاقهم وتوافقهم اصلاً مع الدول المحتلة وفعلهم المطابق لها في قيامهم بالتمرد والثورة على الدولة العثمانية , رغم الشعارات التي كانوا يرفعونها في قيام دولة عربية واحدة والخلاص من هيمنة بني عثمان , وشعارات مختلفة اخرى . ضلّت هذه الادارات التي استحدثوها تحت امرة ونفوذ  وهيمنة الدول الاستعمارية ومن يحاول الخلاص والخروج من الحال المفروض او من ينقلب عليهم يعرّض نفسه للخطر الحتمي ومحاربته في كل شيئ . ونرى من خلال ذلك حالة الصراع والغليان داخل شعوب هذه المناطق , وبروز تيارات متعددة معادية للدول الاستعمارية مثل التيار القومي والديني والعلماني ” الشيوعي ” وايضاً هذه اليّارات لها اهدافها وشعاراتها وارتباطاتها .
كلامنا من هذا يعود بنا الى بداية المقال مؤكداً له ” تقويض وتدمير الخلافة الاسلامية ” أي القضاء على دولة المسلمين ككيان واحد موحد , وهنا لا نريد الدخول في الاسباب والتفاصيل للحال السياسي القائم لهذه الخلافة . لكن المهم الذي يجب التأكيد عليه هو وحدة هذه الدولة ” الدولة الأسلامية ” ككيان قوي كبير متسع , ونؤكد ايضاً العلاقة والربط التاريخي القديم , محاربة الصليبين واليهود للأسلام كدين ومحاولة تمزيقه وحرفه عن مساره , منذ انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى الى اليوم كانت محاولات هذه الدول التي فازت بالحرب وسعيها بجد وقوة لتخريب الاسلام من خلال ادخال وتعميم ما يتناقض وجوهره وتشريع قوانين وحجب اساسيات مهمة في مراكز التربية والتعليم وغيرها , ومنعها لحالات التطور ومواكبة المتغيرات الحياتية في كل جوانبها الاقتصادية والعلمية والعسكرية والصناعية ,  وبالتأكيد الكيانات الخاضعة والمرتبطة تدعي الاستقلالية والسعي لتعزيز وحدة وقوة الأمة حسب مفاهيمها التي تناغم بها شعوبها وطموحاتهم المشروعة , ومن المعلوم ان حالات الصراع هذه بين الشعوب المستعمَرة واداراتها ” حكّامها ” من جهة وبينها اي الشعوب والدول الاستعمارية من جهة اخرى , لها اساليبها المختلفة والمعقدة وغالباً خسائرها المادية والبشرية كبيرة جداً على هذه الشعوب المسيطر عليها , ومن ابرز واهم هذه الاساليب بعد الغزو المباشر والعدوان اسلوب ” خلق البدائل المتشابهة والمتناقضة ” لسحب حالة الصراع من الموضوعية الى الذاتية . خلق تيارات علمانية وقومية ودينية . ومن ابرزها حالياً خلقها للتيارات والمجاميع الدينية بعد ضربهم للتيارات القومية وانحسارها , والسائد اليوم والاكثر تأثيراً ” التيار الاسلامي ” لذلك فأن الدول الاستعمارية تسعى ومنذ زمن بعيد لخلق وصناعة ودعم الحركات الشعوبية داخل المحيط الاسلامي للتخريب وتحويل مسارات حالات الصراع ما بين المسلمين والمستعمرين الى الصراع بين المسلمين انفسهم , وآخر هذه التشكيلات وليس أخيرها الخمينية و القاعدة والنصرة وداعش ومثيلاتها , والحركة الخمينية من ابرز الحركات الحالية مستغلة طائفة الشيعة المنتشرين ضمن مساحة الرقعة الاسلامية وامتداداتها . من اهدافها وشعاراتها معاداة القومية والعلمانية والوطنية ومعتمدة للمذهب الشيعي الأثني عشري وخلقها لحالة من التناقض بينه وبين بقية المذاهب معتبرة اياها شيء اساس ورئيسي في جوهر الدين الاسلامي و الشريعة والسنن وهي ليست كذلك , وحالياً الدول الاستعمارية ونستطيع ان نقول الصليبية واليهودية تشجع هذه الحركة ” الخمينية ” وتدعمها بقوة لِعِظم فاعليتها في التخريب والتشويه والتأثير . يقول الكاتب البريطاني ” روبرت فيسك ” في مقاله بصحيفة ” ذا اندبنت ” ان الشيعة يربحون في الشرق الأوسط لسببين الأول دعم الولايات المتحدة الأميركية والثاني موسكو , والظاهر ان اميركا زعيمة الاستعمار العالمي المعاصر في صفحة مشروعها , تعمل بقوة على دعم وتمكين ايران الخمينية وبدعم من روسيا وكل حلفائها في العالم , العمل علاوة على ما تم تنفيذه القيام بضرب دولة وحكومة ” المملكة العربية السعودية ” كونها مركز شعائر المسلمين الملتزمين بالأسلام وشرائعه وسننه الصحيحة . وقيام السعودية مؤخراً بالعمل على توحيد مواقف الدول الاسلامية تجاه التحديات المستجدة الخطيرة ضد الاسلام والمسلمين , وهذا ما لا ترضاه اميركا وحلفائها واسرائيل وايران . ويحاربون بشدة من يتجه لهذا الاتجاه , بالرغم من ان السعودية مرتبطة بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الاميركية وقبلها مع بريطانيا  ” ام الاستعمار الاوربي العالمي ” الموسس الفعلي للحكومة السعودية وتنصيبها على عرش المملكة , لكن هذا لا يهم بقدر اهتمام اميركا ومن يواليها بتخريب الاسلام ومراكزه الاساسية من مساجد ومراكز ومناهج ورجال دين ودعاة . ” لسنا في صدد الدفاع عن النظام السعودي من الناحية السياسية ” لكن المشهود له الالتزام في الناحية الدينية التشريعية ورقي الخدمات الادارية وتأدية الشعائر الاسلامية حسب أصولها وسننها الصحيحة والسليمة  , ولهم الفضل للحفاض على ذلك .. وأقوى علامات اميركا ضدّها في حالة صراعها دعمها لأيران وتمكينها من وضع موطئ قدم في اليمن بغية التأثير على السعودية وكذلك تدبير اميركا لمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا ضد اردوغان كونه يقود حزباً اسلامياً حاكماً و تدبيرها الانقلاب في مصر ضد الديمقراطية ” انقلاب السسي ” ضد محمد مرسي القائد للتيار الاسلامي المصري بالرغم من اشتراك السعودية في الانقلاب .
قانون ” جاستا  *1″ الاميركي يدخل ايضاً كمؤشر قوي على استهداف المملكة العربية السعودية . على الدول والحكومات الاسلامية العمل على الاتحاد فيما بينها في المجالات كافة وعلى كل الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية لمواجهة محاولة اميركا في مرحلة صراعها الحالية ودعمها لأيران واتباعها في هذا الشأن ” النظام العراقي والسوري وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن “
في تصريح للشيخ ” صبحي الطفيلي *2″ أدان تدخل ايران وحزب الله اللبناني في العالم الاسلامي وخاصة في سوريا وقال ؛ أين شعارات ايران الخمينية من الموت لأميركا والموت لأسرائيل ؛ لقد تحول الى الموت للمسلمين في سوريا والعراق واليمن وغيرها و”حسن نصر الله ” القائد لحزب الله قال مؤكداً على ان داعش صناعة اميركية والنصرة ايضاً , جاء في أحد خطاباته الاخيرة ” هناك مؤشرات تدل على ذلك منها تراجعهم عن معركة الرقة وتركيزهم على معركة الموصل والمؤشر الاضافي والقول لحسن نصر الله هي الغارات التي شنها الجيش الاميركي على مواقع الجيش السوري في دير الزور لم تكن خطأً وانما كانت عملا متعمداً كان الهدف منها اسقاط مواقع الجيش السوري ليسقط المطار في دير الزور وتسقط بقية مدينة دير الزور بالكامل في يد داعش لأنها تريد ان تسيطر داعش على دير الزور والرقة , لأن تواجد داعش في شمال حلب لم يعد مهماً لأنها تركتها الى حليفتها تركيا والجماعات المسلحة المتحالفة مع الجيش التركي ” هذا ما قاله حسن نصر الله . وما يقوله ” هادي العامري ” رئيس منظمة بدر الشيعية المرتبطة بأيران المؤتلفة ضمن المجموعة الحاكمة في العراق  وقائد الحشد الشعبي الشيعي ” بأن اميركا هي من خلق داعش ويموّنها ” بعد فضح هذا الموضوع وعدم انطلائه على المثقفين والمدركين والمتابعين لهذا الشأن قبل ان يقوله حسن نصر الله وغيره , لكن هذه الحقيقة مبتورة وناقصة للتضليل على اشتراك ومساهمة ايران واتباعها النظامين العراقي والسوري كأطراف رئيسية وبالتعاون مع اميركا في خلق داعش وصناعتها وادارتها . هي الحرب على الاسلام علينا ايضاح هذه البديهيات ونتائجها الأجرامية المتوقعة والغير مستغربة والاستحضار والتصدي لها ووضع الشواهد والمثابات في مكانها الصحيح ’ أنها حرب على الاسلام بقيادة اميركا وحلفائها .
*1 ـ  قانون جاستا ـ  الأميركي مشروع قانون ” العدالة ضد رعاة الارهاب ” أقره مجلس الشيوخ في 17 مايو ايار 2016 ويلزم هذا القانون الدول بالتعويض المادي التي يشترك رعاياها بنشاط عدائي ضد اميركا رغم عدم علم او تحريض دولهم . عارضته روسيا والكثير من الدول بأعتباره يعني تقويض اسس سيادة الدول المعمول به منذ مئات السنين
*2 ـ صبحي الطفيلي (1948 – ) هو عالم دين شيعي من بلدة بريتال اللبنانية، وأول أمين عام لحزب الله … بعد وفاة السيد عباس الموسوي في العام 1992، كان الشيخ صبحي الطفيلي هو من أعلن باسم مجلس شورى حزب الله، بيان تنصيب السيد حسن نصرالله أمينا عاماً  للحزب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات