20 ديسمبر، 2024 11:06 ص

متى يسخر الشعب العراقي من ساسة البلد

متى يسخر الشعب العراقي من ساسة البلد

لو عدنا للتاريخ العراقي القديم أو الحديث وقرأنا بتمعن كيف هي معاملة ساسة وقادة وحكام العراق لأبناء هذا الشعب لوجدنا إنهم عملة واحدة ، فالكل مهما اختلف الزمان يضحكون على أبناء الشعب العراقي وكلا منهم له مفردات يرددها وخطب رنانة وكلام منمق يتمشدق به والنتيجة هي واحدة في الحساب ، ضاحك ومضحوك عليه، الشعب مضحوك عليه والضاحك هم المستعمرون والساسة والقادة ومن لف لفهم .
مسكين هذا الشعب لا يعرف كيف يضحك على الساسة والقادة إلا بعد أن يخرج هذا الرئيس أو يُقتل أو يحدث الانقلاب حينها نرى ضحكات ساذجة تخرج من هذا الفم وذاك الصوت ، لكن لم نرى أو نسمع إن الشعب ضحك على الساسة ، فبالعكس أن أكثر الشعوب تصديقا بأقوال ساستها هم الشعوب العربية وأكثرهم غباءا هم الشعوب العربية ، لا أريد أن اتهمهم بالجبن والتملق ولكني اخترت مفردة الغباء حتى يكون واقعها اقل وطأة من الجبن والتملق ، فالغباء من الله يهبه الباري للبعض من عباده ، لكن التملق والجبن صفة مكتسبة تأتي من خلال عقول مريضة لا تفهم إلا لغة الخضوع والخنوع ولهذا ارتأيت أن أطلق صفة الغباء حتى تكون ثورة من يقرأ هذه السطور أخفُ تجريحا لكاتب السطور .
الضحك أو السخرية هنا القصد منها إن كل الساسة لم يقدموا لهذا الشعب ما يستحق أو لنقول اقل ما يمكن مما يستحق وبرغم كل هذا الاحتقار نرى إن هذا الشعب يمجد بالساسة ويعظم بهم ، لم نألف شعبا يثأر لكرامته إلا بعد أن يذهب هذا الرئيس أو ذاك المحتل وحينها لا نستطيع إلا أن نقول إن هذا الشعب غبي بامتياز ، ربما انتقلت صفة الغباء من الأجداد للأبناء وهذا شي جائز في نظام التكوين الجيني فالكذاب نرى صفة الكذب تنتقل للأولاد واللص نرى صفة اللصوصية تنتقل للأبناء والأحفاد حالها حال لون البشرة ولون الشعر وغيرها من الصفات الجينة الأخرى .
يقولون نحن شعب أبي لا نقبل بالظلم ولا أفهم ماهية هذه المفردة وكيف نفهمها كما ينبغي أن نفهمها، وهل الفهم لمفردة الكلمة يختلف بتغير الزمان وتغير المكان حالها حال شطارة اللص فالبعض يعتبر أن اللص هو الرجل الهمام وهو الأشجع بين أشقاءه وهذه الصفة يستطيع من خلالها أن يحصل على أي امرأة إن فكر في الاقتران بمن يريد ، لكن القيم تقول عكس ذلك القول ولسان الناس أيضا يقول عكس هذا الكلام ولكننا لو ترجمنا هذا القول لرأينا العكس هو المطلوب .
يرقصون طربا ويمجدون بهذا القائد وذاك الرئيس وهم بانتظار ساعة الصفر ليخرجوا من جديد إلى الشوارع طربا ورقصا بالقادم دون أن يعلموا ماهية القادم ودون أن يعلموا إنهم الخاسرون بكل الأحوال فلا فرق بين زيد أو عمر ما دام زيد سرق وعمر سيسرق وهم الخاسرون بكل الأحوال .
أتمنى إن يضحك ويسخر هذا الشعب ولو لمرة واحدة من ساسة البلد، الضحك هنا أن يحصل الشعب أكثر مما يحصل هذا القائد من خيرات هذا البلد فلو أجرينا مقارنة بين ما يحصل عليه هذا أو ذاك لوجدنا انه قد استحلب خيرات أبناء محافظة كاملة من محافظات العراق على اقل تقدير وهم يرقصون فرحا وطربا ، إنهم كالقردة حين يدخل الغابة إنسان يأخذ ما يريد من خيرات الغابة بعد أن يرمي لهم القليل من فتات الأكل وهم يرقصون طربا بهذا القادم ، إنهم أغبياء مع سبق الإصرار ، هكذا هي شعوب الدول العربية عموما والعراقيين خصوصا ، فهل من عاقل يفهم ما نقول أم إن العقل أصبح ماضي وتراث ودخل في سبات وموت سريري .

أحدث المقالات

أحدث المقالات