18 ديسمبر، 2024 10:17 م

إن مَثلنا – نحن أبناء العراق – في ضعف الإستفادة من قوتنا وضعف التعبير عن سياستنا ونحن نعاني من مخلفات الإحتلال وما أفرزه من تدخلات أجنبية تسبب في إنكشاف الحدود والأراضي العراقية أمام دخول المنظمات الأرهابية وجيوش دول الجوار الطامعة في خيراتنا وأراضينا من كل حدب وصوب ، أقول لقد أصبح مثلنا كمثل ذلك الإنسان الواقف وسط الظلام وهو يتلقى الضربات ويتأوه ويتوجع دون أن يحرك يديه ليرد بالمثل …!!
أي أننا لم نقم – من أول مرة – برد الضربة بالضربة ..والإعتداء بأعتداء مثله…. وحتى وإن جاء الرد منّا فلم يكن مسدداً مخططاً له قد دُرست منطلقاته ونتائجه بعيداً عن لوثة الحماس وفورة العواطف .. حتى وصلنا إلى حال من يتلقى الضربات ولا يقابلها بأكثر من التأوه والشكوى والأنين …!!
ولم ندرك يومها بأنه ليس هناك من أحد ننتظره ليدافع عنا ، ولا من ملجإٍ لنا سوى بلدنا وأبناء شعبنا ، وهكذا بقينا نتلقى ضربات العدو بالتأوه وإطلاق الصرخات والأستنكارات والإستنجادات هنا وهناك دون جدوى !!
وجائت الكارثة الكبرى والرزية العظمى التي حلّت بالعراق وشعبه المنكوب وذلك بدخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة الموصل وإنهيار المنظومة الأمنية فيها وبعدها تلتها عدة تداعيات خطيرة جداً، آخرها دخول القوات التركية الى الأراضي العراقية وإحتلالها مدينة بعشيقة وبناء معسكراتها فيها ورفض كل دعوات الخروج منها ..فكانت صدمة كبيرة تلقيناها ولم نستفق منها إلاّ متأخرين جداً ..ولكنها في نفس الوقت قد أيقظت فينا الشعور الوطني وبثت روح المسؤولية الوطنية في أوساطنا ، ووحدت الجهد الجماهيري لمقاتلة العدو الهمجي الذي دنس أرضنا وبلادنا … وهذه نعمة عظيمة ومّنة جليلة علينا أن نستثمرها قبل فوات الأوان !!!!
لقد آن لنا الآوان أن نرد الضربة بالضربة …والهجمة بالهجمة .. والإعتداء بالإعتداء ..ونواجه القوة بالقوة.. ونسحق صلف أردوكان وهمجية الأخوان ..وأن لانشكوا لأحد ضعفنا وهواننا ..ولا نطلب من أحد أن يقاتل نيابة عنا ..وعلينا أن لانتوسل بأمريكا وحلفائها وغيرهم لينقذوننا من محنتنا ..فنحن أقوياء بأبنائنا من رجل القوات المسلحة .. أقوياء بأبنائنا من أبطال الحشد الشعبي .. أقوياء برجال عشائرنا الشريفة ….نحن أقوياء بتاريخنا العريق ..ومجدنا التليد ..
نحن أقوياء بالعراق ..وكفى به عزيزاً ..!!