** في وزارة الموارد المائيّة كانت الميزانية المقررة في سنوات مَضَت تقدر بحوالي مليار وسبعمائة مليون دولار، أما في الظروف التي تسلمها الدكتور حسن الجنابي اصبحت الميزانية من تسعين مليون دولار لهذا العام، وللعام القادم المقرر أن تَكُون ٥٥ مليون دولار،هذه ليست ميزانيّة بمعيّة “الإنعزال” الذي حصَّل لمقدارات الوزراة نتيجةً التقشف. هذه منحة “طوارىء”! وعلى ضوء هذه المنحة أنتجت (محنة)، واختبار للوزير التكنو قراط، كَيْف ستدار الأمور؟ وكيف يمكن للتكنوقراط أن يتعامل مَع الوضع؟ تم تقليص جزَّء كبير من الكلفة المستحقة لإدارة المؤسسة وبقية أمامه المواصفة والزمن الذي يجب ان يتناسب طردياً مع زيادة الإنتاجية ( العطاء). وبرنامج تقدم العمل المُزمع السّير عَلَيْه،
كل تلك الأضلاع منقوص منها الى حد كَبِير الكلفة اللازمة للإنتاج.
** لدينا مشاكل عالقة منها:
سد الموصل ووضع الصيانة الدورية له و( المعالجة بالحقن).
مشكلة للاستحقاقات المائيّة والملف المائي بين ألعراق والجارة تركيا، والطابع السياسي ” جيوبوليتيك” الحاكِم بالقضية والذي يتغلب تأريخياً علَى الجانب الفني والدبلوماسي.
العقود المتوقفة والاستحقاقات ان كانت موجودة.
الصيانة الدورية للآفات المائيّة ومن ضمنها الأكثر خطراً زهرة النِّيل، التي تذكر المصادر إنها كانت موجودة منذ الثمانينات، لكن لا أعلم السبب الخفي الذي ادى الى أنتشارها بعد سقوط النظام الفاشي رغم تعدد الروايات، لكن الأصل هو أن هذه النبتة كلفتنا ولا زالت تكلفنا الكثير، اذ لا يوجد حل نهائي لإزالتها من الوجود الى الآن.
الأهوار والمشروع الحيوي الجديد الَّذِي كسب قضيّته، بعد أن كان حسب وُصف السيد دكتور حسن الجنابي ” بالكارثي ” في وقت سابق، والذي من المؤمل أن يَكُون تحفة مائية ذات طابع حضاري بهيج.
المشاريع المتلكئة، والحيوية مِنْهَا، والتي بلّغت نسبة إنجاز بعضُها إلى قيم قريبة من الاكتمال.
المشاكل والتحدّيات الَتِي ليست بالحسبان والتي تظهر خلال العمل او نتيجة الظّروف ومنْهَا الطبيعي، ومنها المُتوقع بنسبة معيّنة، ومنها المفاجئ والذي يَأْتِي لأسباب خارِجية. نتيجة الحروب، او العوامل الاقتصادية ، او الإقليمية.
يضاف لهذه الأسباب تعقيدات داخليّة واُخرى مشتركة ليست بمعزل عَن مشاكل الدّولة بشكل عام.
**ما الذي ممكن أن تفعله ياوزير المِحنة؟
إيماني كمتتبع لنشاط الدكتور حسن الجنابي وبمقدرته على اختزال الأزمة وترسيخ النجاح يَأْتِي مَن معاير علميّة ووطنية. كون السيد الوزير يمتلك خبرة عالية وسيرة ذاتيّة عميقة في أسسها العلميّة فضلاً عَن الشهادات العالية الَتِي ستضيف للوزارة الكثير من التطمينات. بالإضافة إلى الوطنيّة والمهنية المتقدمة رُتبة، والنفس المدني الذي يربو بشخص هذا الرّجل إلى دَرَجَة من التحلي بقدرات إيمانية واثقة في المُضي ضمن الممكنات المتوفّرة لخلق ولادة جديدة مثمرة من رَحِم التقشف لهذه الوزارة.وسد منافذ الضعف والثغرات التي تُعيق نجاح عمل الوزارة.
**هل هذا وحده يكفي؟
بالطبع لا كل تِلْك التحدّيات والظروف والميزانية والمشاكل المضاعفة والعقبات التي ستولد هل يستطيع الوزير وَحده القضاء عليها؟ بالطّبع كلا، فليس هو سوبر مان او رجل الخيال المائي، هو رجل علمي مهني يعمل وفق المعطيات، لذلك لو ارتفع سقف المعطيات إلى دَرَجَة المستحيل او غير الممكن مالذي يستطيع فعلَه؟
هنا لابد من أن نعي جيداً أن الأمر هو سِلسلة من المعطيات المشتركة فيما بيننا جميعاً تبدأ من ألحكومة نفسها وتنتهي عند المُواطن، ويأتي من ضمنها الوزارة والموظف، لو عملنا علَى إذابة جليد المعطيات الصعبة وتشاركنا في تذليل المشاكلِ المتضخمة مع (رجل المِحنة).ستخضع الأزمة صاغرة ويكوِّن الحل أيسر، فبدل من أن تَكُون المشكّلة متوجهة نحو التكامل المعقَّد، بالاشتراك والمشاركة والتعاون ستتجه نحو الاشتقاق والتقزم،عندها ستتحول مَن مشاكل بالغة الصعوبة إلى مشاكل صعبة متجه نَحْو الحل،العمل النابع من الضّمير والجهد الوطني هُو الحافز المباشر للعطاء،فليس من المُعقول عقلاً وعلماً أن تنعت الوزير بالكفاءة والمهنية والعلمية، وتقول لَه اذهب وحدك انت وَرَبَّك اقضوا لنا علَى الأزمات، وضاعف الميزانية ببركة التكنوقراط. هذا أمر ليس منطقي، المنطقي هو جهد حكومي اضافي داعم للوزارة من قِبل الدّولة وتشكيلاتها وأحزابها وكتلها التي تتحمل مسؤوليّة كبيرة فيما وصلنا إليه وذوي الاختصاص اكثر دراية بالتحليل والرصد بهذا الشأن، أمر أخر مهم ايضاً أن نلتف جميعاً ونتحد في هذه ألأزمة ونترك كل التوجهات الشخصيّة او الحزبيّة ونضع امام اعيننا مصلحة وَاحِدَة أعم وأشمل مَن المنصب والكرسي والفئوية، يااحبتي ألعراق أكثر أهمية مَن الكسب الشخصي، هذا بلد عشنا به فالنمهد طريقه بصيغة مشرّفة لأبناءنا الذين ينتظرون منّا أن نعمر لهم الأرض،ثم لا يَكُون قُصّر نظرنا علينا غمة ونترُك تركات ثقيلة لأبناءنا، أنه واجب أخلاقي وكذلك حيوي، أن نجتمع سويّة ليس مَن أجل الأشخاص فُهم غير باقين، بل من أجل أن نحقِّق إنجاز ينصرنا وينتصر به البلد بِنَا ونحقق المصالح العُليا في سَبِيل خدمة هَذَا البلد فحسب،لذلك ومن واقع الحقيقة علينا أن نشد على يد الدكتور حسن الجنابي ونبدي التّعاون مَعَه ضمن قدراتنا وإمكانياتنا، ونعمل معاً كفريق عمل مشترك لإدارة الأزمة ومكاشفة النَّاس بما هو حقيقي، من يجتمع علَى هَذَا الرأي فالعراق يرحّب بجميع أبناءه ومن ينعزل ويبحث عَن نفسَه فَقَط. فالعراق غني حَمِيد.
المصادر :
البينة الجديدة / لقاء مع وزير الموارد المائيّة الدكتور حسن الجنابي.
السومرية نيوز / مقابلة مع الدكتور حسن الجنابي
NRT / لقاء متلفز مع الدكتور حسن الجنابي
العراق تايمز / صفحة الكاتب د.حسن الجنابي.