خساراتنا ( زنجيل ) يلهب ظهورنا !!!
درس عراقي وايطالي في مكان ثالث غير ايطاليا والعراق فعقد بينهم الود والزمالة صداقة رائعة واتفقا على التواصل والتزاور بعد انتهاء فترة الدراسة وهكذا كان اذا دعا الايطالي صديقه العراقي الى زيارة ايطاليا ولما وصل العراقي الى بلد الطليان وجد ان صديقه اعد له برنامجا حافل لكل ايام الزيارة وطاف به على اثار روما وشرح له سبب ميلان برج بيزا وسبب اختيار عصابات المافيا ( صقلية ) كمقر لهم ثم اتجه به الى ايطاليا الحديثه بعد ان زار معه الفاتيكان وشاهد فن مايكل انجل ودافنتشي وغيرهم من فناني عصر النهضة ثم عرج به على فلليني وصوفيا لورين والبرتو مورافيا وغيرهم وختم برنامجه بزيارات مصانع ايطاليا من شركة فيراري الى فيات حتى الشركات الصغيرة الصانعة لمحركات الماء ( الماطورات ) التي اشتهرت بها ايطاليا وشركات صناعة الاحذية الايطالية وكان العراقي طوال الزيارة يفكر مع نفسه من غير المعقول عدم رد الزيارة من قبل صديقه الايطالي لكن من الجنون تقديم دعوة له لزيارة العراق اذ لو قبل الدعوة وهذا وارد جدا كيف يضع لزيارته برنامجا ؟ وعلى ماذا يطلعه والاهوار جففت وبابل وضع صدام اسمه في اغلب طابوقها ومعمل الرمادي ( استكاناته ) اكثر خفة من نجوى فؤاد عندما ترقص .. هل يذهب به للفضيليه حيث صناعة ( المطال ) التي اشتهر بها العراق ويقول البعض انها اختراع سومري او يذهب به الى حي طارق ويريه كيف تزدهر صناعة ( المصاص ) المصبوغ باصباغ الملابس والوانها الزاهية . قرر في قرارة نفسه ان ( يغلس ) عل الامور تسير رياحها بما يشتهي هو لا صديقه الايطالي وسارت الامور على هذا المنوال وعند لحظات الرحيل ذهب معه الايطالي وفي صالة المسافرين قبل اقلاع الطائرة بأقل من عشرة دقائق اخبر الايطالي صديقه العراقي بأنه سيخبره قبل عشرة ايام من سفره للعراق ليقضي في بلد صديقه ايام لاتنسى ورحب العراقي على مضض وسأله عن نوعية البرنامج الذي يعده لزيارته فأخبره الايطالي بأنه غير مهتم بشي غير زيارة اثار البابليين والسومريين والمصانع العراقية وانقذ العراقي صوت مضيفة برخامة صوت نجاة الصغيرة يعلن عن التوجه لطائرته المتجهة الى
بغداد فودعه على الطريقة العراقية بالاحضان وشكره على حسن الضيافة والاستقبال . ومرت الايام سريعا والشهور وذات ليلة رن هاتف العراقي برنة دولية فكان على الطرف الاخر صديقه الايطالي يخبره بقدومه للعراق بعد عشرة ايام بالتمام والكمال وفي الموعد المحدد وصل الضيف محملا بالهدايا ( قاط ايطالي نيلي ) و ( حذاء ) وقبعة تشبه قبعة موسوليني وتمثال مصغر لبرج ( بيزا ) و( ماطور مي) وكان من جميل الصدف ان الصديق الايطالي وصل في ذروة ايام شهر محرم وفي اليوم الثاني بعد ان ارتاح من السفر طلب من مضيفه ان يأخذه بجولة في ضواحي بغداد ولم يجد افضل من الذهاب به الى مدينة الثورة وعند المدخل وقرب جامع الامام علي عليه السلام ( جامع سيد حسين ) صادف ان الشارع مقطوع والناس تقف على جانبيه وفي وسطه موكب زنجيل طويل جدا والكل تجلد ظهورها بالسلاسل على صوت طبل عملاق والدماء تسيل من ظهورهم والصيحات تتعالى فأستغرب الايطالي وسأل مضيفه بايطالية صافيه ( شنو هاي بعد اخوك ) فرد صديقه العراقي بكل ثقة وهدوء ورأى فيها فرصة مناسبة للخلاص : تعرف العراق يمر بأزمة اقتصادية وهؤلاء عمال اكبر شركة سيارات بالعراق وطلعت (كسر ) .